من كان يتصور أن أحذية من المطاط، كانت حكرا على العمال والفلاحين وعلى النزهات الريفية أو الصيد، ستدخل يوما عالم الموضة وتنافس أحذية من «جيمي شو» أو «كريستيان لوبوتان» في السوق؟. إلى عام 2013، كانت الفكرة بعيدة عن البال، وربما كان يمكن اعتبار من يلبسها في الأيام العادية، ضحية موضة أو لا يعرف شيئا عن الموضة أساسا.
لكن شتان بين الأمس واليوم، حيث تشير الدلائل إلى أن هذه الأحذية المطاطية بدأت تثير الاهتمام العالمي، ليس فقط لأن عرض «هانتر» الشركة التي تخصصت في ترويض هذه الخامة منذ عام 1856، يعتبر واحدا من أكبر العروض في أسبوع لندن حاليا، أو أن منتجات الدار أصبحت متوفرة على موقع «نيت أوبورتيه» المتخصص عموما في المنتجات المترفة فحسب، بل لأن مصممها الجديد أليسدير ويليس، وهو زوج المصممة ستيلا ماكارتني، قرر أن يحملها إلى العالمية ونجح في تحقيق الهدف. وصفته صبغها بألوان قوس قزح وتحسين هذه الخامة بالتخفيف من وزنها وسمكها وإضافة تفاصيل بسيطة كان لها تأثير كبير في توفير المزيد من الراحة للمشي فيها لساعات.
قبله كانت هذه الأحذية، بريطانية محضة تستحضر النزهات الريفية أو رحلات الصيد أو المهرجانات الموسيقية، مثل مهرجان غلاستنبوري بأمطاره ووحله، في أحسن الأحوال، لكنه قرر أن يخرجها من المحلية ويبيعها للأسواق العالمية بأي ثمن، سواء كان هذا الثمن تنظيم عرض أزياء صاخب يترك صدى طويل المدى، أو إضافة كعوب، أيضا مطاطية، على التصاميم الكلاسيكية ليخاطب بها شريحة شابة وأسواقا جديدة. المصمم يعرف أن الشركة عريقة يعود تاريخها إلى 1856، وأن لها علاقة بالتاج البريطاني، إذ إن الملكة إليزابيث الثانية وزوجها دوق إدنبرة يستعملان أحذيتها في كثير من نشاطاتهما، لكن الاستكانة لهذه العراقة أو لشريحة واحدة من الزبائن لم يعد فكرة صائبة. لهذا عمل المصمم على تحديث وتطوير الماركة، من دون أن يتجاهل الإرث القديم أو يُبعد الطبقات الأرستقراطية التي ارتبطت بها طويلا. فهذا المزج بين القديم والعصري هو الوصفة التي اعتمدها مؤخرا ونجح فيها، بتخفيفه من سمكها، وبجعلها أكثر عملية وأناقة بإدخال الألوان والكعوب المتنوعة.
ومع ذلك يفضل ارتداؤها في أوقات معينة، ودائما مع معطف فوق الركبة من الصوف، أو سترات سميكة ومبطنة أو معاطف واقية من المطر، وكلها أزياء جرت إضافتها إلى الماركة للحصول على إطلالة متكاملة.