كتب عنها الشعراء، وتغنّى بها المطربون كثيرا. فرموش العين الطويلة تعتبر من سمات الجمال لدى المرأة عموما، كما أن خبراء التجميل يؤكدون أنها، والحواجب، تؤطر الوجه وتزيده شبابا ونضارة.
لحسن حظ المرأة العربية أنها تتمتع برموش سوداء وكثيفة، تظلل نظرتها وتميزها عن غيرها. وحتى في الحالات الأخرى، فإنها إما تلجأ إلى تلوينها وزيادة طولها وكثافتها بواسطة «الماسكارا» التي أصبحت من أساسيات الماكياج اليومي، أو الاعتناء بها باستعمال الزيوت الطبيعية، مثل زيت الخروع لتحفيزها على النمو. في المقابل، فإن بعض الشقراوات يفتقدن هذه الكثافة، لا سيما أن لون رموشهن باهت، ما يجعل حاجتهن إلى التمويه عن ذلك ملحة أكثر، أحيانا بالاعتماد على وضع رموش اصطناعية، وأحيانا أخرى باللجوء إلى عمليات زرع شبه مؤقتة تدوم لمدة 6 أشهر، أو طويلة المدة من خلال عملية جراحية في الجفن على يد جراح متخصص.
وتعدّ هذه الأخيرة، واحدة من أصعب عمليات التجميل لحد الآن كما يؤكد الخبراء والمجربون. فبالإضافة إلى أنها تسبب آلاما حادة بعد إجرائها، فإنها تتطلّب أيضا عناية دائمة من خلال قصّها بانتظام.
يقول اختصاصي التجميل الدكتور باتريك صنيفر بأن هذا النوع من العمليات غير مرحّب به كثيرا في مجال التجميل، وغالبا ما تلجأ إليه نساء تعرّضن لحروق بالغة في وجوههن، نتج عنها غياب شبه كامل لرموش الجفن، أو نساء يعانين من قلة الشعر وتساقطه بشكل مرضي.
ويشرح في حديث خاص قائلا: «تدخل هذه العملية ضمن عمليات التجميل الدقيقة، التي تتم بواسطة الإبرة والخيط على قسم من الجفون، وهي تقنية مؤلمة إلى حدّ ما وتتسبب بتورّم الجفن كما تخضع صاحبتها للتخدير العام في الغالب، نظرا للوقت الطويل الذي تستغرقه، نحو 4 ساعات». ويتابع: «كما أن بصيلات الشعر المزروعة تنمو بصورة طبيعية فيما بعد إلى حدّ يجعلها مزعجة للنظر وتتطلب قصّها بين وقت وآخر. لكن قبل كل شيء، يُنصح أن تزور المرأة الراغبة في إجراء هذه العملية طبيب عيون للوقوف على صحّة العين بحيث لا تكون تعاني من حساسية أو أي التهابات أخرى». ويختم د. صنيفر بالقول: «لا ننصح المرأة بهذه العملية التجميلية عموما، لتعقيداتها، إلا أنها تكون أحيانا، بمثابة حلّ جذري لمشكلة الرموش الخفيفة، كما أنها تغني عن تكرار الزيارات إلى عيادات ومراكز التجميل التي تعتمد على زراعة شعر الرموش، بلصقها بمواد طويلة الأمد تستلزم صيانة خاصة بين فترة وأخرى».
بالنسبة لهذه العملية فإنها تتم بأخذ الطبيب شعيرات من أسفل الرأس، ويحضّر البصيلات وينظّف الشعيرات من الزيوت أو أي ترسّبات عالقة بها، كما يتأكّد من صلاحيتها. بعد ذلك يخيط هذه الشعيرات في خطّ متساوٍ إلى جانب الرموش الأصلية، بحيث يُمكن زراعة من 30 إلى 40 بصيلة في الجفن الواحد. وتبدأ فترة نموّها الطبيعية بعد 3 أو 6 أشهر من زراعتها.
في حال كانت هذه العملية بعيدة عن بالك ولا تريدين تعريض نفسك للألم أو مضاعفات إذا كانت عيونك حساسة، فإن الحصول على رموش كثيفة وطويلة في وقت وجيز، سهل، بفضل عمليات تركيب الرموش ولصقها على الجفن العلوي للعين في العيادات الخاصة ومراكز التجميل. وهي عمليات رائجة بشكل كبير في كل العالم، لأنها تقنية سهلة لا تحتاج سوى ساعتين من الزمن لإتمامها، لأنها تعتمد على لصق شعيرات صغيرة فوق كل شعرة موجودة على الجفن.
تبدأ بتنقية شعر الجفن شعرة تلو الأخرى، بحيث توضع شعرة طويلة فوق القصيرة الموجودة أصلا، وهي شبيهة بتطويل الشعر وإضافة الخصلات إليه (extension). نوعية هذه الرموش اصطناعية قابلة للتعرّض للماء وأشعة الشمس، ويصل أحيانا عدد الشعر الملصق إلى ما فوق المائة شعرة وحسب رغبة الزبونة والنتيجة التي تريد أن تحصل عليها. وتشير اختصاصية زرع الرموش عبير حوراني إلى أن هذه الرموش تحتاج إلى صيانتها بين وقت وآخر (كل 6 أشهر)، ويستغرق الأمر نحو الساعة من أجل ترميم ما تساقط منها أو تلف. وتقول: «بعض السيدات يطلبن رموشا ملونة، تكون مزيجا من الأسود والأزرق القاتم، وهو مزيج يضفي على العين جمالية وسماكة ملحوظتين».
وتنصح بعد تركيب الرموش، أن تبتعد المرأة عن وضع الماسكارا وغسل رموشها الجديدة لفترة 24 ساعة فقط. بعد ذلك يمكنها أن تمارس روتينها الجمالي بشكل طبيعي، علما بأن الكثيرات يستغنين تماما عن الماسكارا بعد العملية لأن رموشهن الكثيفة تمنحهن إطلالة شابة ومتألقة لا يحتجن معها إلى أي ماكياج يذكر.
لا تتجاوز كلفة هذه العملية الـ500 دولار أميركي، في أقصى الحالات.