قالت الممثلة اللبنانية كارول الحاج إن الخلطة المتبعة في الدراما العربية حاليا ساهمت في تحريك عجلتها على الصعيد المحلي. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد وضعتنا على الخط العربي بامتياز وساهمت في انتشار مواهب لممثلين لبنانيين، وبرأيي أنها حملت كثيرا من الإيجابيات لنا ولغيرنا».
واعتبرت أن المسلسلات التي تعرض اليوم على شاشات التلفزة، هي بمثابة محاولات يجري فيها تقليد الغرب مما جعلها تبتعد نوعا ما عن جذورنا، فعكست صورة حديثة للحياة الاجتماعية العربية بشكل عام.
ورأت كارول الحاج الذي يعرض لها حاليا مسلسل تلفزيوني بعنوان «ياسمينا»، أن المسلسلات اللبنانية المبنية على أرضية لبنانية بحتة ما زالت بدورها تجذب المشاهد اللبناني. فهي تعيده إلى الجذور، لا سيما إذا كان نصها محبوكا بشكل جميل وسلس. وقالت: «لدينا حنين دائم للدراما اللبنانية القديمة بالأسود والأبيض، فهي تذكرنا بعمالقة التمثيل من ناحية والكتابات القيمة من ناحية ثانية. فلقد كانت فترة السبعينات والثمانينات غنية بأعمال تركت لدينا أثرا كبيرا لقيمتها الفنية الكبيرة ولقيام ممثلين محترفين في تجسيدها، هؤلاء شكلوا مدرسة لنا نتعلم منهم الأداء الصحيح والاحتراف ذا المستوى الرفيع».
وعن دور البطولة الذي تؤديه في «ياسمينا» قالت: «هو دور تعاطفت معه بسرعة وأنا عادة ما أنتقي أدوارا من هذا النوع، إذ أحب أن تلمسني الشخصية التي أنوي تجسيدها وأن تخرج مني طاقة جديدة في التمثيل». وعن الجديد الذي حمله لها هذا الدور أجابت: «حاولت قدر الإمكان أن أسير فيه على قاعدة «أول مرة»، يعني أن أجسد دور الفتاة البريئة التي تكتشف أحاسيسها لأول مرة في حياتها. كما أن الشخصية تطلبت مني إبراز العناد والتشبث بالأرض وبالجذور، فـ«ياسمينا» أمضت حياتها وهي تنتظر عودة والدها ليشعرها بالأمان والاستقرار، هي التي عانت الأمرين منذ طفولتها أي منذ تركها والدها لظروف خاصة لدى امرأة لا يعرفها».
والمعروف أن مسلسل «ياسمينا» هو النسخة المحدثة لـ«النهر»، العمل الدرامي الذي لاقى شهرة واسعة في الثمانينات. فهو من تأليف مروان العبد أحد أبرز كتاب الدراما اللبنانية في الحقبة الذهبية لها. أما بطولته فكانت يومها لنهى الخطيب سعادة إحدى أشهر الوجوه التمثيلية أيضا في تلك الفترة. وعلقت كارول الحاج على هذا الموضوع بالقول: «لم تسنح لي الظروف أن أشاهد المسلسل في نسخته القديمة، كما أنني لا أعرف بطلته إلا كمقدمة برامج، ولكن النص بشكل عام بقي محافظا على مكوناته الأساسية مع إجراء بعض التحديث عليه من ناحية شخصياته وأسمائها. وما يمكنني قوله أن مروان العبد صاحب قلم فذ فهو شخص مثقف جدا، وعندما يكتب تشعر تلقائيا بعمق معاني الرسائل التي يوصلها بأسلوبه الخاص والمستوحاة من الواقع الذي نعيشه».
وعما إذا كان دورها في «ياسمينا» كرر بشكل أو بآخر تجربتها في مسلسل «مريانا»، إذ تجسد في العملين دور الخادمة، أوضحت قائلة: «لا أجد أي تشابه بين العملين فالقصة مختلفة تماما أن بأحداثها أو بالدور الذي أقدمه وحتى في الفترة الزمنية التي تدور فيها مجرياتها».
وعن الأعمال الدرامية التي تابعتها في الفترة الأخيرة ردت موضحة: «لم يسنح لي وقتي بمتابعة أعمال كثيرة، ولكنني شاهدت بعض الحلقات من مسلسل «عشق النساء»، فأعجبت بحبكته وطريقة إخراجه إضافة إلى أداء الممثلين فيه بشكل عام».
وفي شخصية «ياسمينا» استطاعت كارول الحاج أن تجسد الشخصية بكل تفاصيلها، حتى إن شكلها الخارجي لعب دورا أساسيا فيها كون ملامح وجهها تلاءمت مع ملامح فتاة القرية البريئة، فلا أثر لحقن الـ«بوتوكس» أو وشم الحاجبين اللذين من شأنهما أن يشوها حقيقة الشخصية. وتعلق على هذا الموضوع، فتقول: «في الحقيقة لا أحب إجراء أي تغييرات في شكلي الخارجي ولا أستسيغها بتاتا، وذلك يريحني في عملي إذ أجد أن هذا الأمر يساهم في انسجامي مع أي شخصية ألعبها».
ولم تستبعد كارول الحاج فكرة مشاركتها في عمل درامي ذي خلطة عربية، فصحيح أنها لم تقم بتجربة مماثلة بعد إلا أنها لا تستبعدها في حال كان الدور يحمل قيمة فنية في طياته.
وهنا سألتها عن مسلسل «الإخوة» الذي لم يبنَ على نص عميق أو أدوار صعبة، ومع ذلك لاقى نجاحا لا يستهان به، فأجابت: «هناك دائما عناصر تحدد نجاح عمل ما أو العكس وأعتقد أنه في مسلسل «الإخوة» لفت المشاهد بإنتاجه الضخم وبأسماء الممثلين الذين يشاركون به، الأمر الذي انعكس إيجابا على تغلفته ككل فحقق النجاح».
وكانت الممثلة اللبنانية قد شاركت العام الماضي في برنامج «يلا نرقص»، فلفتت أنظار المشاهدين وأعضاء لجنة الحكم في أدائها. وعما إذا ما زالت تمارس هذه الهواية حتى اليوم، قالت: «أنا بطبعي أحب الرقص وحاليا أتابع دروسا خاصة في (التانغو الأرجنتيني)، فهو بمثابة هواية تشعرني بالمتعة ولذلك أنا مثابرة في ممارستها».
وعن الأعمال الجديدة المنتظر أن نشهدها فيها قريبا، قالت: «هناك بعض العروض التي أدرسها، ولكن ليس هناك من عمل محدد أستطيع أن أتحدث عنه، وعندما يحين الوقت لذلك فإنني سأعلن عنها». وبخصوص التقديم التلفزيوني الذي سبق أيضا ومارسته منذ سنوات عدة، قالت: «في هذا الشأن أيضا ليس هناك من مستجدات، فحاليا أنا متفرغة لعائلتي وعندما يعرض علي الدور المناسب في عمل درامي ما فإنني لن أتوانى بالتأكيد عن القيام به».
وعما إذا لديها دور معين تحلم في تحقيقه، قالت: «لا أفكر بهذه الطريقة ولم يراودني أي حلم في هذا الخصوص، بل أترك الأمور تسير كما هي ولكل موقف مقامه».