«الاحترام للمسلمين» يتصدر أوسمة «تويتر» .. والمشاركون من ديانات مختلفة

نصوص قرآنية.. وصور لتوضيح براءة الإسلام من الإرهاب

صورة لرسالة خطية نشرتها إحدى المغردات على موقع «تويتر» للبراءة من الجريمة الإرهابية وتوضيح سماحة الإسلام
TT

بعد أقل من 24 ساعة على مقتل 11 شخصا في الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الأسبوعية، وبعد مخاوف من ردود فعل شعبية قد تلحق الضرر بالجاليات المسلمة، بدأ ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حملة واسعة بإطلاقهم وسم «الاحترام للمسلمين» للفصل بين الجريمة الإرهابية وسماحة الإسلام، ليتحول الوسم إلى الأول عالميا مكتسحا ومتقدما عن جميع الأوسمة الأخرى، بما في ذلك الوسم (هاشتاغ) المخصص لتفاصيل الجريمة نفسها. ولم تقتصر المشاركة في الوسم على المسلمين، بل من مختلف الديانات والمشارب الفكرية، في محاولة لوصف الفكر الذي يقف خلف الجريمة بالمتطرف الذي لا علاقة له بالمسلمين والإسلام.

ونشر مسلمون رسائل نصية مكتوبة بخط اليد، براءة من الفعل الإجرامي الذي نفّذه مسلمون عرب عائدون من سوريا، وراح ضحيته كذلك مسلمان، أحدهما شرطي. وفي إحدى الرسائل كتبت إحدى المغردات: «أنا مسلمة وأريد أن أوصل رسالة، في القرآن هناك آية أن من قتل نفسا من دون حق فكأنما قتل الناس جميعا، وديننا ضد قتل الأبرياء، بل يحثنا على إحسان التعامل مع من يسيئون إلينا... الإسلام دين التسامح».

ونشر مغرد آخر صورة توضيحية لمقارنات بين قدوات جيدة وأخرى سيئة من جميع الديانات، فنشر صورة لابن لادن بوصفه مسلما سيئا وبجانبها صورة للمفكر الأميركي مالكوم إكس، ناشر التسامح الذي اغتاله رصاص العنصرية. وفي الرسم المنشور صورة للزعيم النازي الراحل أدولف هتلر مثالا على المسيحي السيئ ومقابلها صورة لمارتن لوثر كينغ بوصفه مسيحيا جيدا أن يقتدى به. ومع تلك المقارنات كتب: «بجد، دعونا نترفع عن هذا». أي عن اتهام الإسلام بالإرهاب.

التفاعل العالمي في هذا الوسم، جعله يتصدر الأوسمة - حتى وقت كتابة هذه المادة - ولم تقتصر المشاركة في الوسم على جنسية واحدة فقط أو ديانة معينة. وفي إحدى التغريدات كتبت فتاة: «لا يوجد شيء اسمه مسلم وغير مسلم حين يكون الأمر مرتبطا بجريمة أو حدث ما، بل هناك أناس سيئون والعكس».

وكتب أحدهم: «القتل من أكبر الذنوب في الإسلام، لماذا لا نهاجم الإرهاب بدلا من مهاجمة الإسلام؟ ما يحدث غير مقبول».

ولم تنشط الجمعيات الإسلامية أو الخيرية في الوسم للتعريف بسماحة الدين أو لمحاولة صد الغضب الشعبي بعد الكشف عن هويات منفذي العمل، فكان دور الأفراد في نشر نصوص وصور كان لها الدور في تصدّر الوسم للأوسمة العالمية، الذي من خلاله استطاع شباب من الجنسين في مقتبل أعمارهم تمثيل الدين الإسلامي دون تطرف، وتصحيح ما قد يلتبس لدى المتابعين من الديانات الأخرى.