الشيخ جابر الأحمد الصباح يعود اليوم إلى الكويت بعد رحلة علاج ناجحة

أطنان من المفرقعات تحول ليل الكويت إلى نهار ابتهاجا بشفاء الأمير

TT

بمناسبة عودة الامير الشيخ جابر الاحمد الصباح من رحلة العلاج الناجحة اليوم، تعيش الكويت اجواء احتفالية لا يضاهيها سوى فرحة الكويتيين بتحرير بلادهم من الاحتلال العراقي الذي استمر سبعة شهور.

فالكويت التي انتظرت الشيخ جابر 117 يوما انشغلت منذ الاسبوع الماضي بالاستعداد لمراسم العودة التي تستمر ثلاثة ايام بين احتفالات غنائية ومسيرات شعبية وتبادل التهاني بين الاسرة الحاكمة ومختلف فئات الشعب. ويعود الامير (75 عاما) بعد ان تعرض الى نزف محدود في الدماغ فجر الجمعة 21 سبتمبر (أيلول) نقل على اثره الى المستشفى الاميري الذي يبعد مئات الامتار عن قصره. وبعد استقرار حالة الشيخ جابر الصحية تقرر نقله بطائرة طبية في اليوم ذاته الى بريطانيا لاكمال العلاج رافقه خلالها اشقاؤه نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ نواف الاحمد والشيخ مشعل الاحمد والشيخة امثال الاحمد التي تعد من القريبات جدا الى الشيخ جابر.

وامضى الامير نحو شهرين في مستشفى كرومويل في لندن لتلقي العلاج واجراء الفحوصات الطبية، وفي الاسبوع الاول من شهر رمضان انتقل الشيخ جابر الى مقر خاص في العاصمة البريطانية ليقضي فترة نقاهة انتهت فجر اليوم.

وخشية التزاحم للسلام على الامير في مطار الكويت الدولي، قرر الديوان الاميري حصر المستقبلين بعدد من ابناء الاسرة الحاكمة يمثلون رموز اسرة الصباح وهم ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله، ورئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي، والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد، والشيخ مبارك عبد الله الاحمد، والشيخ جابر العبد الله، والشيخ خالد الاحمد، والشيخ سالم الصباح، والشيخ فيصل سعود الصباح، والشيخ ناصر المحمد، والشيخ سالم صباح الناصر، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك، والشيخ سالم الحمود الصباح، والشيخ شملان عبد العزيز حمود الجراح الصباح، والشيخ فهد المالك الصباح، والشيخ سلمان حمد السلمان، والشيخ محمد صباح السعود، والشيخ الدكتور سالم جابر الاحمد نيابة عن ابناء الامير، والشيخ ابراهيم الدعيج، والشيخ جابر الخالد الجابر، والشيخ احمد العبد الله الخليفة، والشيخ علي ناصر العلي، والشيخ فهد سعد العبد الله، والشيخ محمد العبد الله المبارك، اضافة الى رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي الذي ينوب عن الشعب الكويتي.

واعلنت لجنة الدفاع المدني عن انتشار آلياتها على امتداد خط سير موكب الامير (20 كيلومترا) لتقديم خدمات الوقاية والحماية المدنية للجمهور وهي عبارة عن مجموعة من الخيام تضم آليات الاطفاء والاسعاف وعددا من الممرضين والاطباء المختصين، اضافة الى متطوعي لجنة الدفاع المدني وجمعية الهلال الاحمر المتدربين على طرق الاسعافات الاولية. ونصبت خيام تابعة لجمعية الهلال الاحمر لكل كيلومتر واحد على امتداد خط سير الموكب والاحتفالات بعودة الشيخ جابر التي تستمر ثلاثة ايام تبدأ بمراسم استقبال الامير، فضلا عن ان المنظمين اعدوا خمسة اطنان مفرقعات تحول ليل الكويت اليوم الى نهار امام قصر الامير، وفى اليوم الثاني تشهد ساحة العلم الواقعة على شاطئ الخليج احتفالات يشارك فيها العديد من المطربين في حين سيكون في اليوم الثالث حفل فني ساهر يشارك فيه العديد من المطربين على مسرح حمد الرومي بوزارة الاعلام. واستعدت وزارة التربية باكثر من 26 الف طالب وطالبة للمشاركة بالاستقبال الشعبي للأمير.

وتولى الشيخ جابر الحكم في 31 ديسمبر (كانون الأول) عام 1977 ليصبح الحاكم الثالث عشر لامارة الكويت. واستهل حياته السياسية منتصف الخمسينات محافظا لمدينة الاحمدي (نسبة الى والده الحاكم الراحل الشيخ احمد الجابر) الواقعة جنوب الكويت، ثم تولى ادارة الشؤون المالية فوزيرا للمالية في اول حكومة اعلنت بعد الاستقلال عام 1961، واستمر في منصبه الى حين ترشيحه من الاسرة الحاكمة وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء عام ..196 وتلهج ألسنة المواطنين بالعرفان للشيخ جابر لتأسيسه الهيئة العامة للاستثمار التي ركزت نشاطها الاقتصادي على استثمار عدد من المشاريع الحيوية في عدد من العواصم الاوروبية واميركا لتتطور استثمارات الكويت وتصل الى نحو 90 مليار دولار. وحين وقع الاحتلال العراقي على الكويت عام 1991 جنا الكويتيون ثمرة استثماراتهم الخارجية بان امنت الحكومة رواتب وبدل السكن للمواطنين الذين تركوا الكويت اثناء الاحتلال وعاشوا في الخارج طوال المحنة.

واسس الشيخ جابر مؤسسة التأمينات الاجتماعية للمتقاعدين في منتصف السبعينات، فاصبحت ملاذا لنحو 50 الف مواطن ومواطنة يتقاضون رواتب تقاعدية مجزية ادناها يصل الى الف دولار من دون سقف اعلى.

واقر الامير قوانين اسكانية اعطت الحكومة صلاحية منح بيوت اسكانية للمواطنين من محدودي الدخل باقساط متدنية موزعة على 40 عاما.

وانشأ الشيخ جابر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي يهدف الى تقديم مساعدات قدرت بمئات الملايين من الدولارات موجهة الى الدول العربية الفقيرة وعدد كبير من الدول الافريقية والآسيوية. وظهر صدى تلك المساعدات اثناء التصويت على بعض المقررات التي صدرت عن الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي حين صوت معظم الافارقة والآسيويين الى جانب الكويت.

اما على الصعيد الشخصي فقد تعرض الشيخ جابر الى محاولة اعتداء حين اعترض سائق سيارة مفخخة موكب الامير عام 1986، لكن الشيخ جابر لم يصب الا بجروح طفيفة.

غير ان الحادثة الاشد ايلاما تمثلت في الاحتلال العراقي للكويت في صبيحة الثاني من اغسطس (آب) عام 1990 فخرج على اثره الامير الى السعودية وأدار الحكم من مدينة الطائف الى ان تحررت بلاده بعد سبعة اشهر.

ويتبع الشيخ جابر نظاما اجتماعيا صارما، اذ ان اعتاد الاستيقاظ قبل بزوغ الشمس لتأدية صلاة الصبح في المسجد الواقع داخل قصره، ثم يمارس رياضة المشي لدقائق ليتوجه عند السابعة صباحا الى مكتبه في قصر بيان الذي يبعد نحو 20 كيلومترا عن قصره. وخلال لقاءاته الرسمية لا يمكث الشيخ جابر على كرسيه اكثر من 35 دقيقة ليمارس المشي لدقائق قليلة جدا ثم يعود الى اجتماعاته. ويستمر الشيخ جابر في مزاولة عمله حتى صلاة الظهر، فيؤم المصلين لينتهي نشاطه السياسي مغادرا الى قصره. وبعد صلاة العصر ينتظر الامير نشاط اجتماعي منظم منذ سنوات طويلة مخصص لاستقبال ابنائه واشقائه وابناء الاسرة الحاكمة. وعند السابعة مساء يتناول الشيخ جابر وجبة العشاء ثم يتابع بعض شؤون البلد. وينتهى يوم الامير في التاسعة مساء وهو الموعد الرسمي لنومه.

ولا يهوى الشيخ جابر السفر الى الخارج، اذ ان رحلاته الخارجية نادرة جدا، بل اقتصر نشاطه الخارجي في السنوات السبع الاخيرة على المشاركة في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي.