المذيعة اللبنانية هيلدا خليفة: أرفض أن اخلط بين التلفزيون والتدريس في الجامعة

TT

تعتبر هيلدا خليفة، المذيعة التلفزيونية على شاشة الموسسة اللبنانية للارسال LBCI، واحدة من مذيعات الربط اللواتي حظين بفرصة التنقل في اكثر من برنامج تلفزيوني، فتزودت بخبرة اعلامية لا يستهان بها إن في مجال التقديم او احياء البرامج.

وكانت هيلدا قد دخلت عالم التلفزيون عام 95 صدفة، عندما طلب منها، اثر انتخابها ملكة جمال جامعة الـ «إن دي يو»، ان تتقدم لاجراء اختبار لها في محطة LBCI. فنجحت وبدأت عملها كمذيعة ربط وتلقت التدريب في النطق والآداء على يد انطوان كسابيان. ثم اختيرت لتغطية مهرجانات «كان» السينمائية وبعدها لتقديم حفلات مسابقات مستر ليبانون وملكة جمال لبنان. فرافقت كل من جويل بحلق وكليمانس اشقر ونورما نعوم وساندرا رزق في لحظات تتويجهن لعرش الجمال، كما شاركت طوني خليفة في تقديم برنامج المنوعات والتسلية السابق «انت وحظك». وحطّت اخيراً رحالها في برنامج الموسيقى والاغاني Pepsi Musica الذي اوصلها الى الجمهور العربي كافة.

وهيلدا، التي تزوجت اخيراً من رجل الاعمال اللبناني مارك مدبّر، تدرس المادة الانجليزية في احدى الجامعات اللبنانية، وهو عمل تحبه اذ يضعها في اتصال مباشر ودائم مع جيل الشباب المثقف كما تقول. وعلاقتها مع طلابها تطغى عليها الجدية، بحيث تحافظ على حدود معينة في كيفية التعاطي معهم ولا تفتح مجالاً لتجاوزها. وتعتبر هيلدا نفسها استاذة قاسية مع طلابها في الاوقات اللازمة وترفض ان تخلط ما بين مهنتيها كمذيعة تلفزيونية ومدرسة جامعية.

ولأنها عاشت فترة طويلة من عمرها في استراليا، تشوب لهجة بلاد الاغتراب لكنتها العربية، وقد اعتبرها البعض تبالغ في اجادة الانجليزية. الا ان هيلدا تدافع عن نفسها وتقول: «انا اتكلم العربية بشكل جيد، واضافة الى ذلك، الفظ الكلمات الانجليزية على الاصول مما يزعج البعض لكني لا اهتم لمثل هذه التفاصيل الصغيرة لاني اقوم بعملي كما يجب وهذا المطلوب».

وتعترف خليفة ان جمال المذيعة واطلالتها يشكلان نسبة 30% من نجاحها لان استمراريتها تكمن في عدة عوامل بينها الحضور القوي والقدرة عن تقديم افكار جديدة، اضافة الى الجمال. اما عن كيفية تطوير المهنة ووضعها دائماً في اطارها الصحيح فيتطلب كما تقول تحضيراً مدروساً ومتابعة دقيقة لكل عمل تقوم به المذيعة، فالامر هو اداؤها مثلاً وتشاهد نفسها لتتمكن من اكتشاف اخطائها والتخلص منها في ما بعد. وحسب رأيها فان المشاهد لا يمل من وجه جميل بقدر ما يمل من البرنامج نفسه، فكل شيء زاد بالمعنى نقص، ولذلك يجب عدم استهلاك فكرة برنامج ناجحة حتى لا يقع القيمون عليه في الفشل.

وفيما استغنت بعض القنوات التلفزيونية الفضائية، ولا سيما الاوروبية منها، عن دور مذيعة الربط، فان التلفزيونات العربية ما زالت متمسكة بها لانها ما زالت تلعب دوراً اساسياً في حذب المشاهد الى الشاشة الفضية كما ترى خليفة وتستطرد بالقول: «هي ضيفة تدخل بيوت المشاهدين كما النسمة الخفيفة ومن خلال اطلالتها وبسمتها، تحيتها للناس إما تجذب المشاهد وتحثه على متابعة برامج محطة معينة وإما العكس».

ولا تتذكر هيلدا وجه اي مذيعة تلفزيونية قديمة، لانها كما سبق ان ذكرت، عاشت طفولتها وشبابها خارج لبنان، انما سمعت بشهرة كثيرات، منهن كابي لطيف ونهى الخطيب سعادة وشارلوت وازن الخوري وغيرها. وهي ما زالت تتابع ظهور سعاد قاروط العشي على الشاشة الا انها تشهد ايضاً لنجاح زميلات لها سبقنها في تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال LBCI، وما زلن يعملن فيه، ومنهن كاتيا مندلق وداليدا بارود.

وبالمناسبة فان هيلدا خليفة لا تتابع البرامج التلفزيونية الا نادراً، نظراً لانشغالاتها الكثيرة واوقاتها المزدحمة بالمواعيد، وقليلة هي اللحظات التي تجلس فيها امام التلفاز لمشاهدة برنامج معين كبرنامج «King Live Lary» الاميركي لانها تفضل حضور الافلام السينمائية على انواعها.

اما في اوقات فراغها فتمارس خليفة هوايتها المفضلة الا وهي المطالعة وقراءة الكتب الكلاسيكية لانها تجد في الكتاب خير صديق ورفيق. وعادة تهتم بالاطلاع على الحضارات الثقافية على اختلافها كالحضارات الاغريقية والمصرية والفينيقية وغيرها تقول: «في فترة معينة غصت في الحضارة اليونانية وتعرفت على كل ما لديها، فتعلقت بهذه الثقافة المميزة الغنية بالرموز والاشارات». وتبدي المذيعة التلفزيونية سعادتها لمعاصرتها القرن الحالي وهي تواكب كل جديد فيه.

وتؤكد هيلدا تقبلها لاي نقد يوجه اليها فتأخذه بعين الاعتبار وتحاول جاهدة تقييمه ووضعه في الاطار الصحيح وتقول: «لا يمكن لاي شخص ان يرضي الجميع ولكني اطّلع على الانتقادات التي توجه الي واتقبلها برحابة صدر، كما احاول دائماً مناقشتها والوقوف على خلفياتها، وفيما يخص الانتقادات السخيفة فلا اعيرها اي اهتمام».

اما العصبية فتواجهها خليفة بتروٍ وتقول: «غالباً ما اعد للعشرة عندما اشعر بها، مما يخفف من حدة اي خطوة قد اقوم بها اثر عصبيتي». وعن رأيها في المرأة عامة تقول: «انا مع المساواة بين الرجل والمرأة ولكن ليس الى حد المغالاة وكما يحصل في الولايات المتحدة الاميركية او اوروبا، فانا مع الحفاظ على حدود معينة في العلاقة القائمة بينهما، الا انني بالمقابل انتقد بشدة تغييب حقوق كثيرة للمرأة واجد ذلك غريباً في بلد منفتح كلبنان».