الديوان الملكي السعودي ينعى الشيخ عمر بن محمد بن سبيل إمام وخطيب المسجد الحرام

TT

نعى الديوان الملكي السعودي امس وفاة الشيخ الدكتور عمر بن محمد السبيل امام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة، الذي توفي عصر امس عن 43 عاما، عقب اسبوعين من حادث السير الذي تعرض له وعائلته، قضاها في غرفة العناية المركزة متأثرا باصابة بالغة في الرأس افقدته الوعي.

وحددت أسرة السبيل موعد الصلاة على جثمانه عقب صلاة عصر اليوم وذلك في المسجد الحرام الذي ظل الدكتور عمر يخطب من على منبره ويصلي بالمسلمين فيه خلال الـ11 عاما الماضية، وكان بذلك اصغر أئمة المسجد الحرام سنا.

وتلقى والده الشيخ محمد بن عبد الله السبيل، الرئيس العام السابق لرئاسة شؤون الحرمين الشريفين وامام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة، امس سيلا من الاتصالات الهاتفية من كبار المسؤولين في العالم الاسلامي تشاطره العزاء في مصابه الاليم.

ولامام المسجد الحرام الراحل 7 انجال اربعة أبناء وثلاث بنات. وشهدت ايامه الاخيرة ولادة ابنته التي اطلق عليها اسم نورة (عمرها الآن نحو 10 ايام فقط).

والراحل من مواليد محافظة «البكيرية» في منطقة القصيم السعودية عام 1958، حيث تلقى تعليمه الأول في الحلقات العلمية في المساجد مهتما في نشأته الاولى بتحصيل فروع العلوم الشرعية واللغة العربية على يد مشايخ العاصمة السعودية الرياض. وكان سماحة الشيخ عبد الله بن حميد (والد رئيس مجلس الشورى السعودي حاليا وزميل الدكتور عمر في امامة الحرم)، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز من ابرز العلماء الذين تلقى منهم العلوم الشرعية.

ونال العلم بتوسع من خلال مواظبته على حضور حلقة دروس والده الشيخ محمد السبيل، المنتظر ان يؤم المسلمين اليوم في الصلاة، التي كان يعقدها في المسجد الحرام وسط مئات من طلاب العلم الشرعي من كافة انحاء العالم. وكان لتوجيهات والده الاثر في تلقيه العلم خلال مطلع شبابه من علماء مكة المكرمة. وفي عام 1982 حصل على الشهادة الجامعية في الشريعة الاسلامية من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض. ثم واصل تعليمه الاكاديمي الشرعي لينال عام 1986 درجة الماجستير من جامعة أم القرى في مكة المكرمة في موضوع بعنوان «أحكام اللقيط في الفقه الاسلامي». وفي عام 1991 توج جهده الاكاديمي بالحصول على درجة الدكتوراه من خلال رسالته بعنوان «كتاب ايضاح الدلائل في الفرق بين المسائل ـ تحقيق ودراسة» من جامعة أم القرى.

وفي بداية العام التالي التحق معيدا بكلية الشريعة في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية التي انتقل منها في العام التالي معيدا في كلية الشريعة واصول الدين في جامعة أم القرى، حيث شهد هذا العام توليه موقعه اماما في المسجد الحرام وأستاذا مساعدا الى ان تسلم رئاسة قسم الشريعة في الكلية التي تعد من اكبر كليات التعليم الشرعي في العالم. وفي عام 1995 عمل مديرا لمركز الدراسات العليا الاسلامية في الفترة المسائية، ثم وكيلا لكلية الشريعة والدراسات الاسلامية في جامعة أم القرى. وفي عام 1997 عين عميدا لكلية الشريعة والدراسات الاسلامية. الى جانب ذلك كان له درس في المسجد الحرام، ومحاضرات عامة في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.