يحكي شريط المخرج السينمائي المغربي حكيم النوري «قصة حب» الذي يعرض حاليا في صالات العرض السينمائية المغربية قصة فتاة، تؤدي دورها الممثلة فاطمة العياشي، عاشت داخل أسرة مفككة سجن فيها الأب الذي خسر كل ما يملك بسبب القمار وترك أسرته المكونة من الأم وثلاثة أطفال عرضة للضياغ فتضطر الزوجة (الممثلة ماريا صادق)، للعمل في البداية خادمة في البيوت قبل ان تخرج للشارع وتبيع جسدها لشخص ثري ونافذ مقابل ان يوفر مسكنا لائقا لها ولأطفالها وهو الشخص نفسه، يلعب دوره الممثل حميدو بن مسعود، الذي سيجر ابنتها وفاء الى نفس المصير فتصبح عشيقته، يستغل جسدها لارضاء نزواته ونزوات اصدقائه ايضا مقابل «خدمات» و«تسهيلات» يقدمونها له في مجال عمله، الفتاة تحمل جرحا نفسيا عميقا لأنها تعرضت ايضا للاغتصاب وهي طفلة وقبلت ان تمشي في هذا الطريق كشكل من اشكال «التضحية» من اجل أمها واخوتها حتى «لا يموتون جوعا» كما تقول في احد المشاهد، لكن لقاءها بعزيز، الممثل يونس مكري، الموظف البسيط ووقوعه في حبها وتعاطفه مع حالتها سيكون بمثابة فرصة لانقاذها من مصير ظل في نهاية الشريط مجهولا ومفتوحا على جميع الاحتمالات.
اراد النوري من خلال العنوان الرومانسي الذي اختاره لهذا الفيلم ان يغلف الموضوع الرئيسي للشريط وهو قضية الدعارة، بلمسة انسانية تخفف من «بشاعة» الواقع الذي يدفع فتيات لم يتخطين مرحلة المراهقة الى السقوط في الحضيض، لأن الشريط ككل يتبنى خطابا انسانيا يناقص خطاب «النبذ» و«الاحتقار» السائد في المجتمع عن هؤلاء الفتيات، ويدين المجتمع ككل والمسؤولين بصفة خاصة لأنه لحد الآن لم تطرح هذه القضية بالجدية المطلوبة بل مجرد خطاب دعائي يوظف لأغراض سياسية كما يشير الى ذلك الشريط من خلال مشهد البرلماني الذي يتحدث في تصريح للتلفزيون عن ضرورة محاربة هذه الظاهرة اللااخلاقية وهو نفسه احد «زبناء» وفاء! لعبت دور البطولة في هذا الشريط الوجه الجديد فاطمة العياشي وهي رغم موهبتها الا ان الدور كان اكبر من مؤهلاتها في التشخيص وتقمص الشخصية الى حد الاندماج الكلي، وقد اعترفت بأن ثقتها في المخرج هي الدافع الوحيد الذي قبلت من اجله دخول تجربة التمثيل التي لم تحدد بعد ان كانت ستستمر فيها ام لا، اما الممثل يونس مكري الذي تقاسمت معه البطولة فقد ظلمه الى حد كبير سيناريو الشريط بـ«تحجيم» دوره وتحويله الى شخصية غير فاعلة رغم المساحة الكبيرة الذي تحرك داخلها لكن لم تتجاوز في اغلب المشاهد ترديد حوار مباشر خال من اي انفعال، وتمكنت الممثلة ماريا صادق من تقمص دور الأم بشخصيتها الحادة المجردة من أي احساس.
يذكر ان «قصة حب» هو ثامن شر يط طويل للنوري بعد «ساعي البريد» و«المطرقة والسندان» و«الطفولة المغتصبة» و«سارق الأحلام» و«عبروا في صمت» و«مصير امرأة» و«فيها الملح والسكر» و«ما بغاتش تموت» الذي حقق نجاحا تجاريا كبيرا اثناء عرضه قبل عامين.