اتصالات عربية تركز على ايجاد صيغة تجمع بين حل عادل لقضية اللاجئين ورفض التوطين

TT

كشفت امس مصادر لبنانية معنية بانعقاد القمة العربية في بيروت ان الاتصالات الجارية حالياً في شأن صوغ المبادرة السعودية لحل النزاع العربي ـ الاسرائيلي تمهيداً لتبنيها واعلانها مشروعاً عربياً للسلام، تركز على ما ستتضمنه هذه المبادرة في شأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وقالت هذه المصادر ان الاتصالات تركز على ايجاد صيغة تجمع بين الحل العادل لقضية اللاجئىن الفلسطينيين ورفض توطينهم في لبنان وغيره من الدول الموجودين فيها وترتكز على ما نص عليه قرار مجلس الامن الرقم 194.

واكدت المصادر نفسها ان الصيغة المقبولة لدى لبنان والعرب هي تلك التي تقول بحق اللاجئىن الفلسطينيين بالعودة الى ارضهم التي اخرجوا او طردوا منها وتعويضهم كل ما لحق بهم من اضرار من جراء هذا الامر. واشارت الى انه ليس مقبولاً، لبنانياً وعربياً، تحريف ما نص عليه القرار 194 ليصبح «عودة اللاجئين الفلسطينيين او تعويضهم» فيما النص هو «عودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم».

وذكرت المصادر ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اطلع الرئيس اللبناني اميل لحود امس على الافكار الرئيسية لمبادرة ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولم يحمل الصيغة النهائىة لهذه المبادرة. وافادت ان هذه الصيغة سيحملها الامير عبد الله شخصياً الى القمة وانه طلب ان تكون له كلمة في الجلسة الافتتاحية. وقالت ان رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري اطلع على هذه الافكار السعودية ايضاً.

وقال الامير سعود الفيصل عقب لقائه الرئيس لحود امس في حضور وزير الخارجية اللبنانية محمود حمود والسفير السعودي لدى لبنان فؤاد صادق مفتي: «كان هذا اللقاء استمراراً للحوار في ما بيننا والذي بدأ في اللقاء الذي سبق. وكانت وجهات النظر متطابقة في الحقيقة. واملنا ان تحقق هذه القمة المهمة الاهداف التي من اجلها عقدت. وهذا ما سنعمل عليه».

وسُئل اذا كان قد ابلغ الرئيس لحود بانتهاء صياغة نص مبادرة الامير عبد الله، فأجاب: «المبادرة منتهية منذ فترة. وسيطلع (الامير عبد الله) عليها اخوانه عندما يحضر الى بيروت».

وسئل الامير سعود الفيصل ايضاً اذا كان سيُطلب من الولايات المتحدة المساعدة على تحقيق المبادرة، خصوصاً لجهة الضغط على اسرائيل، فأجاب: «هذا ما سيظهر من خلال معالجة القمة للمبادرة».

وفي اطار التحضير للقمة التقى الرئيس لحود امس امين اللجنة الشعبية العامة للوحدة الافريقية في الجماهيرية العربية الليبية علي عبد السلام التريكي الذي نقل اليه «رسالة محبة وود وتأييد للقمة العربية» معربا عن تمنياته بنجاحها «في التركيز على الثوابت العربية». ووجه تحية الى المقاومة اللبنانية ودعما للقضية الفلسطينية.

وبدوره استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري التريكي الذي يمثل بلاده في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد اليوم في بيروت. وقد تناول البحث الاوضاع على الساحة العربية والاستعدادات الجارية لعقد القمة.

وعقب الاجتماع قال التريكي: «ان كلا من لبنان وليبيا لهما الموقف السياسي نفسه في ما يخص اتخاذ موقف عربي قوي لدعم الانتفاضة الفلسطينية ودعم الحق العربي وعدم التفريط به وعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني... ونحن طبعا نقدّر دور لبنان في كفاحه والتضحيات التي قدمها من اجل العرب. واعتقد ان روح المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية التي تجري، على العرب ان يستلهموا منها موقفا يلبي مطالب وطموح الشعب العربي باتخاذ قرارات تتناسب مع خطورة الموقف». وسئل التريكي عن صحة المعلومات الصحافية التي تحدثت عن احتمال مشاركة العقيد معمر القذافي في القمة، فأجاب: «الجماهيرية ستكون مساهمة ومشاركة بقوة في هذا المؤتمر. ونحن نؤيد هذا المؤتمر ونتمنى له النجاح. وسنعمل مع اشقائنا العرب من اجل انجاحه».

الى ذلك ينعقد في بيروت اليوم اجتماع وزراء خارجية الدول العربية تحضيراً لمؤتمر القمة الذي سيجتمع بعد غد في دورته الرابعة عشرة على مستوى الملوك والرؤساء وذلك في فندق «فينيسيا ـ انتركونتيننتال» في العاصمة اللبنانية. وكان وزراء الخارجية العرب بدأوا بالتوافد الى بيروت منذ الجمعة الماضي بوصول وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

وعلم ان اجتماع وزراء الخارجية سيركز على مناقشة مسودة البيان الختامي للقمة ووضعها في صيغتها شبه النهائية لرفعها الى الملوك والرؤساء ليتخذوا في شأنها المواقف المناسبة.

وشهدت العاصمة اللبنانية امس وصول المزيد من وزراء الخارجية العرب للمشاركة اليوم في الاجتماع التحضيري للقمة. وفي هذا الاطار وصل قبل ظهر امس الى مطار بيروت كل من وزراء الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والكويتي الشيخ صباح السالم الصباح والعماني يوسف بن علوي بن عبد الله والسوداني مصطفى اسماعيل والبحريني محمد بن مبارك آل خليفة. وكان قد وصل مساء اول من امس عن طريق البر وزير الخارجية العراقي ناجي صبري، فيما وصل قبل ظهر امس وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي. وكان منتظراً ان يستمر توافد وزراء الخارجية حتى وقت متقدم من مساء امس.