المدينة المنورة.. فصول قصة مع الإرهاب بدأت ولم تنته

شهدت سقوط أهم منظري الإرهاب ومقتل آخر قائد لتنظيم القاعدة

TT

لم تكن حادثة امس التي قتل فيها المطلوب الثانيي عشر في قائمة الـ36، وليد بن مطلق الردادي بداية لعلاقة وطيدة بين المدينة المنورة والارهاب، ومن المؤكد انها لن تكون نهايته، نظرا لوجود مطلوبين طلقاء تقوم سلطات الامن السعودية بملاحقتهم والبحث عنهم.

فصول قصة الارهاب في المدينة المنورة بدأت عقب تفجيرات 12 مايو (ايار) 2003، التي وقعت في مدينة الرياض واستهدفت ثلاثة مجمعات سكنية، حيث اعقبها القبض على عدد من المنخرطين في صفوف الارهاب في المدينة المنورة وإحباط عملية تهريب 60 كيلو جرام متفجرات من قبل شخص يحمل الجنسية اليمنية. وبعد ايام قليلة وتحديدا في الـ24 مايو (ايار) 2003 وجه الأمن السعودي أقوى ضربة لتنظيم القاعدة ومنظريه بإلقاء القبض على منظري الفكر الجهادي التكفيري في المدينة المنورة علي الخضير وأحمد الخالدي، اللذين كانا قد خرجا بعد تفجيرات الرياض يشيدان بالعملية، حيث ألقي القبض عليهما في منزل سكني بالمدينة المنورة، وعثر بحوزتهما على أسلحة آلية وطلقات نارية وعبوات متفجرة. وفي اليوم الذي تلاه، تم القبض على ثلاثة أشخاص داخل أحد مقاهي الإنترنت من دون مقاومة، وهم سعد عبد الرزاق فيضي الغامدي (سعودي)، تركي عبد العزيز الفهيد (سعودي)، محمد عبد الفتاح محمد كرام (مغربي).

ولم يطل الامر حتى تم القبض بعدها بايام على اخر منظر للجماعات الارهابية وهو ناصر الفهد، ليسقط في اليوم التالي في يد الامن مجموعة من الإرهابيين ويضبط بحوزتهم أسلحة نارية وطلقات ومتفجرات، ومبالغ مالية، ومنشورات تحريضية. ولم يقف الامر عن ذلك بل استمرت ملاحقة المنخرطين في صفوف التنظيم ففي 26 من مايو (ايار) 2003 القت السلطات الامنية القبض على خمسة مطلوبين آخرين هم ناصر حمد حمين الفهد (سعودي)، محمد سالم الغامدي (سعودي)، هشام مبارك الحكمي (سعودي)، عمر مبارك الحكمي (سعودي)، مجدي احمد محمد إبراهيم عبد الله الخبراني (سعودي)، طالب أحمد كريم (مغربي).

بعدها تم القبض على المطلوب عبد المنعم علي محفوظ الغامدي وبرفقته ثلاث سيدات، بعد مطاردته في مركبة على طريق المدينة المنورة وكان مع كل من غيداء احمد محمد سويدة (سورية)، حنان عبدالله رقيب والعيادة أحمد محمد الصياد (مغربيتين).

وفي 26 يوليو (تموز) كانت عملية إلقاء القبض على المطلوب العاشر محمد بن سعيد آل صيام العمري في قائمة 36 الأخيرة لوزارة الداخلية السعودية من المطلوبين بقضايا أمنية في المدينة المنورة وهي العملية التي ادت الى اكتشاف موقع قائد تنظيم القاعدة في ذلك الوقت صالح العوفي قبل ان يتم قتله في مواجهة امنية شرسة في المدينة المنورة في 18 اغسطس (اب) 2005 كآخر قائد فاعل في تنظيم القاعدة كما تم خلالها قتل زميلين له والقبض على عشرة اخرين من نفس التنظيم.

وكانت حادثة مقتل الفرنسيين الاربعة التي شهدتها المدينة المنورة في 26 من فبراير 2007 اخر الأحداث الدموية اعقبها الاعلان عن مطلوبين امنيين هما عبد الله ساير المحمدي وناصر البلوي اللذين اتهمتهما السلطات السعودية بالضلوع في جريمة قتل الفرنسيين وما زالا طليقين حتى الان حيث تجري سلطات الامن بحثا عنهما منذ ذلك الحين، ليأتي بعدها مواجهات يوم امس التي قتل فيها المطلوب وليد الردادي.

وبذلك.. تكون المدينة المنورة شهدت خلال السنوات الماضية سلسلة هامة من الاحداث ومواجهات الارهاب، وكانت النقطة الاولى لانطلاق القوات السعودية في إحباط عمليات إرهاب.