رحيل المغني السوداني خليل اسماعيل «مطرب الفنانين»

ترك 55 أغنية تعد من أعذب الغناء في بلاده

الفنان الراحل خليل إسماعيل
TT

غيّب الموت بمستشفى مدينة أم درمان المطرب السوداني خليل اسماعيل، 65 عاما، بعد معاناة مع المرض، وشيعه الآلاف إلى مقابر شرفي في أم درمان.

وكان خليل اسماعيل قد دخل المستشفى لعلاج الفشل الكلوي قبل أربعة أيام، خضع خلالها لعملية غسيل الكلى لأكثر من مرة، وداهمه الموت بعد عملية غسيل اول من امس. وشاركت في التشييع أعداد كبيرة من الفنايين والشعراء والصحافيين ونجوم المجتمع. واقيم سرادق العزاء في دار اتحاد الفنانين بأم درمان.

ينتمي الفنان خليل اسماعيل فنيا الي جيل الستينات من القرن الماضي، وصوته مميز كمغني «تينور»، ولديه قدرات صوتية تكاد تدخله إلى «السوبرانو» من غير اصطناع. وبدأ حياته كغيره من المطربين السودانيين بترديد ما يعرف في السودان بأغاني «الحقبية»، الى ان قوي عوده، وبدأ يشق طريقه بالعمل الفني الخاص، واوله اغنية «الأماني العذبة»، التي تعتبر ضمن أعذب الألحان السودانية. ومن بعد تعامل مع عدد كبير من الشعراء، ومنهم الشاعر المشهور محمد علي ابو قطاطي حتى تجاوز عدد اغنياته الـ55 اغنية، ابرزها «الأماني العذبة»، و«جبل مرة»، و«قبل ميعادنا بساعتين».

ولد خليل اسماعيل في حي القبة الشهير بمدينة الأبيض غرب السودان القريب، متحدرا من أسرة اشتهرت بالمرح والطيبة والطرب، وأسرة تضم العديد من المبدعين والساسة ورجال الدين والمجتمع: أبرزهم الرئيس الأسبق اسماعيل الأزهري، وعلي الأزهري، والشاعر محمد المكي ابراهيم، وآل الحلاج، والسادة الإسماعيلية. ويعرف خليل اسماعيل بأنه شخص مرح وفكه، وبعيد كل البعد عن مشاعر البغضاء والحسد.

وانتقل اسماعيل من الابيض الى أم درمان في أواخر الستينات ليملأ بصوته أثير الإذاعة، كما جرت العادة حين كانت الاذاعة هي الوسيلة الوحيدة التي يصل عبرها الفنان الى كل الناس. واشتهر بين زملائه بأنه «مطرب الفنانين»، بمعنى أن المغنين في السودان يغنون للناس، ولكنهم حين يودون أن يكونوا مستمعين، فإن مطربهم المفضل هو اسماعيل.

وله صداقات عميقة مشهودة مع نفر من زملائه، على رأسهم الوفي له الفنان أبو عركي البخيت، الذي زامله منذ أن تعارفا في أحياء مدينة أم درمان أواخر الستينات، ولازمه طوال فترة مرضه، حتى الأيام الأخيرة من حياته، بالرعاية والعطف.