تصاعد الجدل حول المنتجات الغذائية من الحيوانات المستنسخة

المستهلكون طالبوا بوضع بطاقات تحذيرية على منتجاتها

البقرة المستنسخة بيجي سو في إحدى مزارع تكساس («واشنطن بوست»)
TT

استجابة لشعور المستهلكين بالقلق إزاء تناول لحوم وشرب ألبان الحيوانات المستنسخة والإحباط تجاه التأخير المستمر في إجراءات المصادقة من الجهات الحكومية، من المقرر ان تكون بدأت أكبر شركتي استنساخ في الولايات المتحدة أمس برنامجا تطوعيا يهدف الى مساعدة المتسوقين على تجنب استهلاك الأغذية من منتجات الحيوانات المستنسخة. إلا أن ألبان الحيوانات المستنسخة ربما تصبح جزءاً من الإمدادات الغذائية العامة. ويأتي نظام «إدارة الإمدادات الغذائية» على أمل ان يقبل المعارضون لاستهلاك لحوم أو منتجات ألبان مباشرة من حيوانات مستنسخة استهلاك أغذية من نسل هذه الحيوانات. وينادي هذا النظام بتسجيل كل الحيوانات المستنسخة ضمن نظام مركزي يتطلب من أصحاب المزارع الذين يربون هذه الحيوانات التوقيع على شهادة خطية تتضمن وعدا بعدم إدخال منتجاتها ضمن المواد الغذائية التي يوردونها للمشترين أو فصل لحوم وألبان هذه الحيوانات على نحو يمكن من كتابة عبارة على المنتجات تفيد بأنها ليست من حيوانات مستنسخة على ان تفرض عقوبات مالية على كل من يخالف هذا التعهدات. وكان أصحاب مزارع قد حصلوا على حيوانات مستنسخة على أمل ان تصادق إدارة الأغذية والأدوية باستخدامها. إلا ان بعض هؤلاء لا يعتزمون حاليا بيع لحوم أو ألبان هذه الحيوانات على اعتبار انها غير قابلة لمثل هذه الاستخدامات المألوفة كما هو الحال مع الحيوانات العادية. وينظر أصحاب المزارع الى الحيوانات المستنسخة كونها ذات فائدة كبيرة في التربية والتكاثر. ويأمل قطاع المنتجات في نمو سوق منتجات الحيوانات المستنسخة مع تراجع الأسعار. ويعتبر قبول هذا القطاع وضع بطاقة على الألبان واللحوم تفيد بأنها ليست من حيوانات مستنسخة تنازلا مهما في وقت يشعر فيه المستهلكون بعدم الارتياح تجاه تناول منتجات الحيوانات المستنسخة. يقول مارك وولتون، رئيس شركة «فياجين» التي ظلت تنتظر على مدى سنوات مصادقة إدارة الأغذية والأدوية على بيع لحوم الحيوانات المستنسخة، الأمر لا يتعلق بقضايا صحية وإنما بمسائل تسويق. وجاءت خطوة قطاع المنتجات الغذائية للحيوانات بعد عام على وجه التحديد من إعلان إدارة الأغذية والأدوية انها لم تحدد سببا علميا لمنع تسويق الأغذية من نسل الحيوانات المستنسخة. إلا ان قوى سياسية عرقلت المصادقة النهائية، كما ظهرت عقبات أخرى هذا الأسبوع بسبب لغة الكونغرس التي تشير الى نيته تأخير خطوة إدارة الأغذية والأدوية. إلا أن مشروع القرار يجب ان يتوافق مع نسخة مجلس النواب في مفاوضات لن تنعقد قبل مطلع العام المقبل. يعني ذلك ان إدارة الأغذية والأدوية ليست أمامها فرصة كبيرة في استخدام سلطتها للتوصل الى قرار نهائي أو مسودة قرار يوصي بالمصادقة غير المقيدة على بيع ألبان ولحوم الحيوانات المستنسخة ونسلها. وجمع الاتحاد ما يزيد على تواقيع 300 من العلماء ممن يدعمون بيع حليب ولحوم الحيوانات المستنسخة وذريتها، اعتمادا على دراسات عرضتها ادارة الأغذية والأدوية والأكاديميات القومية.

ولكن المعارضين يواصلون نشاطهم ايضا. فاتحاد منتجي الحليب والجمعية الدولية لأغذية الالبان، وفي اطار الشعور بالقلق من أن الأبقار المستنسخة قد تشوه صورة الحليب، تسعى الى ابطاء العملية. وكانت السناتور قد عبرت عن قلقها من أن دراسات السلامة لم تكن كافية. وهي تفضل تفويضاً لوصف الأغذية من الحيوانات المستنسخة باعتبار ذلك متروكا لـ «خيار المستهلك» وهي طريقة تتجنبها ادارة الأغذية والأدوية عموما عندما لا تكون السلامة قضية.

كما أن جماعات المستهلكين تقوم بأعمال التحشيد والتعبئة.

وانتقدت كارول توكر فورمان من معهد سياسة الأغذية واتحاد المستهلكين في أميركا خطة الصناعة باعتبارها غير جديرة بالثقة لأنها ستدار من جانب «أشخاص يدفعون باتجاه الاستنساخ».

ووصف جو مندلسون من مركز سلامة الأغذية، وهو يمثل نشطاء في المنطقة، الخطة باعتبارها «محاولة اخرى لفرض الحليب واللحوم من الحيوانات المستنسخة على المستهلكين وصناعة الألبان عبر اعطاء الضمانات العلنية اللفظية».

وأشار آخرون الى ان تعليقات معظم أولئك الذين يزيد عددهم على 150 ألف شخص تعارض مصادقة ادارة الأغذية والأدوية.

وأظهرت الدراسات والاستطلاعات التي أجراها المجلس الدولي لمعلومات الأغذية الذي تموله صناعة الأغذية زيادة طفيفة في موافقة المستهلك على الأغذية من الحيوانات المستنسخة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث لدى 22 في المائة آراء «مفضلة» في العام الحالي بالمقارنة مع 10 في المائة عام 2004. وانخفضت نسبة من يحملون آراء «غير مفضلة» خلال الفترة من 65 الى 50.

ومما يلفت الأنظار بالنسبة للبرنامج المعلن يوم أمس هو ان الناس مرتاحون من فكرة تناول غذاء من ذرية الحيوانات المستنسخة بصورة اسرع من الغذاء من الحيوانات المستنسخة نفسها، وفقا لما قالته راشيل تشيثام، مديرة الاتصالات الخاصة بالشؤون العلمية والصحية في المجلس.

ويوجد حوالي 570 من المواشي المستنسخة في حقول في مراكز البحث الجامعية في الوقت الحالي، والهدف هو اعطاء المربين حيوانات لتعزيز انتاج الحليب وانتاج قطع من لحوم البقر ذات نوعية عالية.

وتتطلب الخطة الجديدة ايداعات كبيرة من المزارعين الذين يشترون الحيوانات المستنسخة من الشركات المساهمة. ولم تعد الايداعات ما لم يوثق المزارع أن الحيوان مات وابعد عن سلسلة الأغذية، أو يشخص باعتباره مستنسخا اذا كان في سلسلة الأغذية. وقال والتون وديف فيبر، رئيس شركة ترانس أوفا، انهما يعتقدان ان الشركات الأخرى ستوقع حالما تعلن ادارة الأغذية والأدوية مصادقتها على التسويق.

ولكن ستيف ماور، مدير التسويق في سيلغرا، وهي شركة لاستنساخ الخنازير في اليزابيث تاون بولاية بنسلفانيا، ان شركته ليست متأكدة. وقال «ان ذلك يوجه رسالة حاملة أوجه كأن تقول: نعم انه آمن، وكلا انه غير آمن».

كما أنه من غير الواضح ما اذا كان النظام سينظر اليه من جانب ادارة الأغذية والأدوية باعتباره موثوقا به بما يكفي بالنسبة لها للسماح بباعة اللحوم والحليب بالحصول على ماركات «خال من الاستنساخ». وتسمح ادارة الأغذية والأدوية بمثل هذه الماركات «الطوعية» فقط عندما يمكن التوثق من صدقها، وفقا لما قالته المتحدثة باسم الادارة جولي زاويسزا. وبالتالي فان الادارة يمكن أن تسمح بماركات «خال من الاستنساخ» فقط عندما يمكن أن تكون متوثقا بأن جميع منتجي المنتجات المستنسخة يشاركون في البرنامج، وأن الدوافع صادقة وكافية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»