تركي الفيصل: والدي فضّل الصمت عن الرد على «إساءات» عبد الناصر

قال إن كبار المسؤولين لدى الملك الراحل أشاروا عليه بالرد.. غير أنه «رفض»

TT

كشف الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة الأميركية، أن والده الملك فيصل بن عبد العزيز (يرحمه الله)، فضَّل الصمت عن الرد على الإساءات التي كالها إليه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، إثر الخلاف الذي نشب بين الزعيمين.

وروى الفيصل، لحضور محاضرة عن الدبلوماسية السعودية في الرياض أقيمت يوم أمس، تفاصيل الكيفية التي تعامل بها الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، مع الإهانات التي كان يوجهها عبد الناصر، لشخص الملك الراحل، والتي تعرّض في جانب كبير منها، لشكل وسلوك الملك فيصل.

وقال إن بعضا من كبار المسؤولين الذين كانوا يعملون لدى الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، أشاروا عليه أن يقوم بالرد على الإهانات التي وجهها إليه الرئيس عبد الناصر.

غير أن الملك السعودي، وفقا للأمير تركي الفيصل، رفض الأخذ بمشورتهم. وقال إن وجهة نظر الملك فيصل، اتسمت بـ«الحكمة»، حيث قال لكبار المسؤولين لديه «إن كان ما قاله صحيحا، فدعونا نصلح ما هو فاسد، وإن كان كلامه غير صحيح، فالجميع يعلم الحقيقة إذن».

وأورد تركي الفيصل، الذي يرأس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، هذه القصة في محاضرة نظمتها كلية الأنظمة والسياسة بجامعة الملك سعود، ليؤكد على الدبلوماسية السعودية المتبعة في مواجهة الحملات المغرضة والمعادية التي ما زالت تواجه بلاده حتى اللحظة.

غير أن الأمير السعودي، أكد على ضرورة التعاطي مع كل الحملات الموجهة إلى السعودية الآن، بشكل فوري وسريع، محملا وسائل إعلام بلاده، مهمة الدفاع عن كل ما يُحاك ضد المملكة من حملات عدائية ومغرضة.

ودعا الأمير تركي الفيصل، مواطني بلاده، خصوصا المثقفين وأصحاب الرأي، لتصدر المشهد الإعلامي العالمي، في ناحية التعريف بحقيقة البلاد ومواقفها السياسية المعروفة.

وقال «يجب ألا نترك لغيرنا الحديث على ألسنتنا. هناك أشخاص قد يصيبون الحقيقة فعلا، غير أن الكثير منهم أجهل من طفل صغير بقضايانا وقضايا المنطقة».

ورفض تركي الفيصل، الذي رأس في فترة من الفترات جهاز الاستخبارات العامة في بلاده، أن يكون ما تقدمه السعودية من مساعدات إنسانية للدول العربية والإسلامية، مشروطاً بدعم تلك الدول لمواقف بلاده في المحافل الدولية، وقال إن موضوع تقديم الدعم لدولة ما أو شعب ما، لا يخلو من الحساسية، مؤكدا أن ربط الدعم المادي، بالدعم السياسي «أسلوب غير ناجح على الإطلاق»، مشددا على أن السعودية «لا تضع شروطا لمساعداتها الإنسانية».

غير أن حقيقة الأمر، من وجهة نظر الأمير تركي الفيصل، أن هناك مَن يستعدي بلاده، ويحاول التأثير في مصالحها. وقال إن موحد المملكة العربية السعودية الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يرحمه الله، كان يسمو عن «الأسيّة»، التي كان يتلقاها من قيادات عربية وغير عربية، وكان يتحملها ويخلص النية في تعامله حتى مع ألد أعدائه. لكنه، عاد ليؤكد، أن هذا الأمر، لا يعني ألا تقوم بلاده الآن، بمواجهة التحديات المباشرة التي تحيط بها.

وعرَج تركي الفيصل، على علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، وقال إن هناك مصالح مستفادة من العلاقات التي تربط الرياض بواشنطن، مؤكدا على استراتيجية العلاقة السعودية ـ الأميركية، إذ قال إن كل الأزمات التي اعترضت تلك العلاقات «لم تزل الصبغة الاستراتيجية عنها».

واعتبر أن وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة «الخط الأول للدفاع عن الوطن والمواطن من المخاطر الخارجية، من خلال الدبلوماسية والاستخباراتية التي يمارسها موظفوها من سفراء وغيرهم». وقال إن هؤلاء «هم جنود بلا بزات أو رتب عسكرية، والخطورة على الدولة تكمن عندما يفشل هؤلاء في درء المخاطر، فتضطر الدولة إلى أن تستعين ببقية الحول والقوة».