الظواهري يهاجم «منظر الجهاد»

TT

اعتبر مراقبون أن «مراجعات» الشيخ فضل لكتاب ايمن الظواهري «التبرئة» أهم خطوة على الإطلاق في تاريخ الجماعات الأصولية «الجهادية» وسقوطا لدستور تنظيم «القاعدة» الذي انطلقت على أساسه عملياتها العسكرية والانتحارية. وكان الظواهري قد قال في كتابه الذي نشرته مؤسسسة «سحاب» الذراع الاعلامي لـ«القاعدة» ومواقع اصولية على الإنترنت قبل عام، «إن مبادرة الدكتور فضل او سيد امام تمثل ثمرة ما تريده أجهزة المخابرات الأميركية». وكتاب «التبرئة».. تبرئة أمة القلم والسيف للدكتور أيمن الظواهرى، انتهى من كتابته فى شهر مارس (آذار) 2007، رداً على مراجعات إمام «وثيقة ترشيد العمل الجهادى». وتقع «تبرئة» الظواهري في 200 صفحة من القطع الكبير، استغرق فى كتابته نحو أربعة أشهر وأخذ جهداً بحثياً منظماً، ورد فيه بفصل كامل على كل فصل من وثيقة مراجعات إمام. وهو ما يرجح أن الظواهرى يعيش مستقراً نوعاً ما، حيث لا يعاني معاناة شديدة في الهرب من معظم أجهزة استخبارات العالم مع رفيقه الحالي أسامة بن لادن، زعيم «القاعدة». ولايفوت الظواهري أن يربط هذا كله بأوضاع المنطقة العربية السياسية، ويحصر الظواهري المستفيدين من هذه الوثيقة في «أميركا»، ويدعو القارئ للبحث عما سماه «العامل الأميركي في التراجعات». ويقدح الظواهري في المواقف الشخصية لسيد إمام فيقول: «أما كاتب هذه الوثيقة فقد أعلن عن تراجعه فى كتابه (الجامع) منذ عام 1994، وانصرف لحياته الخاصة باسمه الحقيقي في اليمن، في تعايش غريب مع أجهزة أمنها، ثم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 اعتقلته السلطات اليمنية بأوامر أميركية، ورحل لمصر، وتصور الأميركيين أنه قد يكون مفيداً في حملتهم الجديدة». وخصص الظواهري فصلاً كاملاً لرواية تجربة جماعة «الجهاد» التي زامل فيها «الدكتور فضل»، والرد على اتهامات الأخير للجماعة في وثيقته. وأفرد فصلاً في كتابه لكل حلقة من الوثيقة. «وفي فصل آخر يرد على قول سيد إمام بسقوط الجهاد لعدم القدرة». وفي الفصل الخامس يفرد الظواهري للتوسع في ذكر آراء علماء وأدلتهم على فرض الجهاد، وفي الفصل السادس يرد على شروط الجهاد والتغيير التي اوردها الشيخ فضل. اما الفصل الخامس عشر والذي يكاد يكون أطول الفصول ففيه يرد على اتهام الوثيقة لأبن لادن بأنه خان بيعته للملا محمد عمر. والفصل الثامن عشر يتكلم عن عمليات جماعة الجهاد المصرية وما شابها من خطأ. من جهته قال الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن لـ«الشرق الاوسط» قيادي جماعة الجهاد السابق: «ان كتاب التبرئة هو تبرأ من تراجعات امام ومن يسير على دربه، وفي نفس الوقت تثبيت لافكار وعقائد المجاهدين حول العالم، من خلال دحض شبهات اثيرت». واضاف ان الدكتور فضل يريد الخروج من السجن بأي ثمن. وقال انه يتمنى ان يجيب الدكتور فضل عن موقفه من الانظمة الحالية.