7 أماكن شكلت حياة الدكتور فضل.. أول أمير لتنظيم «الجهاد» المصري

TT

لمع اسم الدكتور فضل أخيراً وأصبح من أشهر قيادات الحركات الإسلامية في العالم، بعد أن كان منعزلاً.. لا يعرفه الكثيرون، ذلك كونه أول قيادة جهادية عملية تصدر مراجعات شاملة لفكر التنظيمات الجهادية، هو السيد إمام عبد العزيز إمام الشريف، وقد عُرف في أوساط الجهاديين باسم الدكتور فضل أو الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز، قائد تنظيم جماعة «الجهاد» المصرية ومنظرها الفكري، والتي شارك بعض أفرادها في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات. وكان من أبرز قياداتها أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» حالياً. وعلى الرغم من أن المعلومات الحقيقية عنه ليست بالقدر الذي يزيل عن هذه الشخصية المهمة الكثير من الغموض، إلا أن هناك 7 أماكن في حياته كانت حافلة بالأحداث المهمة، التي سطرت تاريخ هذه الشخصية المثيرة والغامضة، وهي على النحو التالي:

* بني سويف (مصر): شهدت هذه المدينة بصعيد مصر مولد فضل في 8 أغسطس (آب) عام 1950. وظهرت عليه علامات النبوغ منذ صغره، حيث اهتم بطلب العلم وحفظ كتاب الله. وكان من أوائل الجمهورية في الثانوية العامة، غير أن كل الذين عرفوه يصفوه بـ«الانطوائية» منذ نشأته، وهي الصفة التي ساعدته كثيراً في تحصيل العلم الشرعي.

* جامعة القاهرة: هذا التفوق العلمي قاده إلى كلية الطب بجامعة القاهرة، حيث حصل على بكالوريوس الطب والجراحة في نوفمبر 1974 بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف. كما حصل على الماجستير في الجراحة العامة عام 1978، وعمل نائباً بقسم الجراحة في كلية طب قصر العيني. كما شهدت جامعة القاهرة، نشاطاً ملحوظاً لفضل في التجمعات الطلابية الإسلامية، والتي شكلت النواة الأولى لتنظيم الجهاد في مصر.

* جدة (السعودية): بعد سلسلة من أحداث العنف وتزايد نشاط التنظيمات الجهادية في مصر، اتهم الدكتور فضل مع غيره من أعضاء تنظيم الجهاد في قضية «الجهاد الكبرى» عقب اغتيال الرئيس السادات عام 1981، إلا أنه تمكن من الهرب عام 1982، واستقر به المقام لفترة قصيرة في الإمارات حيث عمل هناك، ثم غادرها إلى مدينة جدة في السعودية، إلى أن لحق به هناك الظواهري عام 1986 وعمل معه في مستوصف ابن النفيس.

* بيشاور (باكستان): تعد هذه المرحلة هي الأخطر في حياة فضل، فبعد أن التقى وعمل مع الظواهري في جدة.. غادرا معاً إلى مدينة بيشاور على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية حيث عمل مديراً لمستشفى الهلال الكويتي في بيشاور الباكستانية. وكانت معالم الحركة الجهادية العالمية لا تزال في طور التكوين، لكنها سرعان ما تطورت في ظل مناخ الجهاد ضد السوفيات، لتبدأ مرحلة جديدة من العمليات «الجهادية».. حينذاك برزت شخصية د. فضل بشكل كبير في معسكرات المجاهدين العرب، حيث طلب منه القيام بالدور الشرعي بين الشباب الموجودين هناك، إلى أن اختير قائداً لتنظيم الجهاد من عام 1987 وحتى عام 1993. وهناك أنجز فضل كتابه الأول «العمدة في إعداد العدة» الذي اعتبر مع كتابه الآخر «الجامع في طلب العلم الشريف» بمثابة «دستور المجاهدين».

* السودان: إثر خلاف جذري نشب بينه وبين الظواهري أواخر عام 1993 غادر فضل باكستان متجهاً إلى السودان.. وقد كان لخروج إمام من تنظيم «الجهاد» دور مؤثر في فكر الظواهري ومسار حياته حيث صعد إلى إمارة الجماعة ووثق علاقاته بأسامة بن لادن، إلى أن تم إعلان قيام تنظيم «القاعدة» في أفغانستان عام 1998.

* اليمن: في منتصف عام 1994 توجه فضل من السودان إلى اليمن بسبب التضييق على الإسلاميين، وعمل طبيباً في مستشفى الثورة العام ودار الشفاء التخصصي في محافظة إب، إلى أن قبضت عليه السلطات اليمنية وسلمته إلى مصر في 28 فبراير عام 2004.

* سجن مزرعة طره (القاهرة): منذ ذلك الحين (2004)، وهو نزيل سجن مزرعة طره، حيث يقضي عقوبة السجن 25 عاماً في قضية «العائدون من ألبانيا»، حيث أدانته محكمة أمن الدولة العليا بتولي إمارة تنظيم «الجهاد» والمشاركة في أعمال اللجنة الشرعية للتنظيم.. ويبدو أن السجن منح الدكتور فضل «الفرصة الضائعة» لمراجعة أفكاره حيث مكث به يراجع تاريخه الجهادي والنظريات التي قام عليها فكره.. ليبدأ من جديد بلورة أفكاره لوقف أعمال العنف. وفي 2007 أصدر مبادرته لوقف العنف، والتي أطلق عليها اسم «وثيقة ترشيد الجهاد في مصر والعالم». وجاءت في 111 صفحة، ليسجل بهذه الخطوة نقطة تحول كبيرة في تاريخ الجماعات الإسلامية قاطبة.. فبالرغم من أن قادة كُثراً للجماعة الإسلامية قاموا بإعلان مبادرتهم لوقف العنف عام 1997 خلال وجودهم في المعتقلات، إلا أن هذه المراجعات لا تعدو كونها مراجعات محلية جزئية، وكانت هناك شكوك واسعة حولها، عكس ما أظهرته مراجعات فضل التي تعد رؤية فقهية جديدة ومخالفة للموقف السابق من عملية الجهاد، فقد أكدت الوثيقة التي اكتسبت زخماً هائلاً في الأوساط الجهادية في أجزاء منها: «يجب على جميع الحركات الجهادية في العالم ترشيد عملياتها وفق الضوابط الشرعية، خاصة بعد ظهور صور مستحدثة من القتل باسم الجهاد انطوت على مخالفات شرعية. وأن يضع المسلم لنفسه هدفاً، وإن كان في أصله مشروعا، ولكن فوق طاقته ولا يناسب حاله ثم يسلك أي وسيلة لتحقيق هدفه غير متقيد بضوابط الشريعة ليس من الإسلام في شيء، لا تلغ عقلك ولا تتبع أبطال الإنترنت الذين يُطَيّرُونَ البيانات المحرضة للشباب».