نجل عمر المختار في إيطاليا

اصطحبه القذافي في زيارة تاريخية

القذافي لدى وصوله إلى مطار روما أمس، وليبيّون يساعدون نجل عمر المختار، محمد، على النزول من الطائرة (أ.ب)
TT

بدأ الزعيم الليبي معمر القذافي أمس زيارة تاريخية هي الأولى له إلى إيطاليا، برفقة وفد ضم أكثر من مائتي شخص بينهم محمد عمر المختار، نجل رمز المقاومة الليبية للاستعمار الإيطالي عمر المختار. وتهدف الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام إلى تعزيز التعاون في مجالي الهجرة والاقتصاد، خصوصا بعد تسوية الخلاف بين البلدين بسبب حقبة الاستعمار الإيطالي لليبيا. ونصبت خيمة القذافي في فيلا دوريا بامفيلي، أضخم حدائق روما، لكن الزعيم الليبي ينام خلال الزيارة في القصر الموجود في الحديقة، والذي يعود إلى القرن السابع عشر.

ووصل القذافي إلى روما مرتديا زيا عسكريا به صورة للمقاوم التاريخي عمر المختار الذي حارب لسنوات طويلة في عشرينات القرن الماضي الاستعمار الليبي. ووجد القذافي في استقباله في المطار رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني، الذي عقد معه لاحقا في المساء اجتماعا تطرقا فيه إلى تعزيز العلاقات الثنائية ومشكلة الهجرة غير الشرعية. ووقت الظهر، تم استقبال القذافي أيضا من قبل الرئيس الإيطالي جورجو نابوليتانو الذي أقام على شرفه مأدبة غداء. ويفترض أن يلتقي القذافي يوم غد، رجال أعمال، ثم يعقد، بناء على طلبه، لقاء مع مئات النساء اللواتي يمثلن أوساط الثقافة والاقتصاد والسياسة، وبينهم الوزيرات الأربع في حكومة برلسكوني.

وقال رفائيلو مترازو من معهد القضايا الدولية إن «الزيارة تشكل منعطفا تاريخيا بين البلدين. تريد روما أن تستقر علاقاتها مع ليبيا حول قضية النفط القديمة ومسألة الهجرة السرية الجديدة». وأضاف الخبير أن «العلاقات مع ليبيا يمكن أن تعوض جزئيا ضعف إيطاليا الاقتصادي وتعيد تنشيط دورها التاريخي في المتوسط الذي ضعف بسبب المبادرة الفرنسية؛ الاتحاد من أجل المتوسط».

وتأتي هذه الزيارة بعد توقيع اتفاق بين البلدين في أغسطس (آب) 2008 لتصفية حسابات 30 عاما من الاستعمار الإيطالي لليبيا (1911 ـ 1942). وتعهدت روما بدفع تعويضات لليبيا بقيمة خمسة مليارات دولار على شكل استثمارات على السنوات الـ25 المقبلة. وفي المقابل تعهدت طرابلس بمكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من سواحلها بفعالية أكبر. ووافق الليبيون لأول مرة منذ مطلع مايو (أيار) الماضي على استرجاع 500 مهاجر اعترضتهم البحرية الإيطالية. ودانت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة والكنيسة الكاثوليكية هذه العملية، لأن بين هؤلاء لاجئين يمكنهم الحصول على حق اللجوء السياسي. ولم توقع ليبيا على معاهدة جنيف حول اللاجئين ولا تتمكن المفوضية العليا من الوصول إلى كل مراكز الاستقبال في البلاد. وانتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس ما وصفته بأنه «صفقة قذرة» تسمح لإيطاليا «بالتخلص من مهاجريها في ليبيا والتهرب من التزاماتها». ودعت منظمة العفو روما إلى وقف تعاونها مع ليبيا في هذا المجال في غياب «ضمانات حول حقوق الإنسان».

وستسمح الزيارة بمراجعة تطبيق الاتفاق خصوصا على الصعيد الاقتصادي في حين أن إيطاليا أول زبون وأول مزود لليبيا. وأصبحت ليبيا، ثاني مساهم في مصرف «اونيكريدت»، أكبر البنوك الإيطالية، مع أكثر من 4% من رأسماله وأعربت عن رغبتها في الحصول على قسم كبير من شركة «ايني» النفطية العملاقة. وتتم زيارة القذافي وسط إجراءات أمنية مشددة على الرغم من توقع أن يكون التحرك الاحتجاجي لطلاب اليسار المتطرف محدودا.