«الشافعي» أقدم مسجد في القرن الأفريقي

ارتبط بأول هجرة إسلامية للقارة وأقيم بميناء إريتريا الرئيسي

بقايا مسجد الشافعي بمصوع («الشرق الأوسط»)
TT

يعد مسجد «الشافعي» في ميناء مصوع من أقدم المساجد التي شيدت في منطقة القرن الأفريقي، حيث يعود تاريخه إلى القرن السادس الهجري، مرتبطا بهجرة الصحابة إلى أرض نجاشي الحبشة، بحسب مصادر إريترية تعتقد أن بناءه يعود إلى عام 615م، بعد المسجد النبوي في المدينة المنورة، وكانت عليه كتابات تدل على تاريخه.

وعلى الرغم من اندثار آثار المسجد المقام على الجزيرة الممتدة داخل البحر الأحمر في زلزال عام 1922م، والذي عرف باسم «باضع»، وهو الاسم القديم لجزيرة مصوع، ماحيا 9 مساجد أخرى، وعددا من الأضرحة والمقامات، مثل مقامي جعفر الطيار والنجاشي، فإن حركة الإعمار طالته في عهد الإمبراطور هيلاسلاسي.

وتأخذ مصوع الطابع العربي أكثر من غيره في شكل مبانيها، على الرغم من أنها خضعت لفترات استعمارية من قبل البرتغاليين والإيطاليين والبريطانيين والأتراك، لكن فترة الوجود المصري تركت بصماتها على المدينة في شكلها الحديث، خاصة في المساجد، ودُمرت معظم آثار البلدة إبان فترة الاستعمار الإثيوبي.

غير أن جامع الخلفاء الراشدين بأسمرة يعد من أهم المساجد في إريتريا في الوقت الحالي، وقد بني في عام 1900م، ولا يزال التاريخ باديا على مبانيه، رغم تجديده عدة مرات، كانت آخرها عام 1936م.

ويبين أحمد محمد عمر، مدير القسم العربي في الإذاعة الإريترية، لـ«الشرق الأوسط» أن إريتريا تعتبر مركزا أثريا مهما في منطقة القرن الأفريقي، حيث تحفل بالعديد من الآثار التي تبين حقبا تاريخية قديمة.

وعدّد عمر الآثار الإسلامية التي تتمثل في المساجد بصورة أساسية، كونها صاحبت دخول الإسلام إلى البلاد، حيث حفلت كل مدينة بجامع، وكانت تعد في مجملها من ضمن الإرث ذي القيمة التاريخية الكبيرة.

وقال إن تلك المساجد تتمثل في جامع مدينة كرن، الذي شيد في عام 1894م، وله أوقاف يبلغ عددها نحو 20 بابا في المدينة نفسها، وجامع مدينة أغوردات، الذي شيد في عام 1911م، وله أوقاف تتكون من 6 أبواب في سوق المدينة، وجامع «عصب الكبير» للسلطان محمد حنفري سلطان أوسه، بني عام 1893م وله 5 غرف مبنية حوله، ثم جامع عصب الصغير بني عام 1938م، ووقفه غرفتان فقط، وجامع عدي وقري بني في عام 1912م، ووقفه يتكون من 5 غرف، إلى جانب جامع أم حجر الذي شيد في العام نفسه.