فاروق حسني يخسر انتخابات اليونسكو والمرشحة البلغارية تفوز بالمنصب

المرشحان رفضا القرعة وواشنطن وبرلين ولندن وطوكيو حاربت حسني وهزمته

TT

أُسدل الستار على انتخابات اليونسكو وحُسم السباق في الجولة الخامسة والأخيرة. وفشل وزير الثقافة المصري فاروق حسني في الفوز في انتخابات اليونسكو في الدورة الخامسة مساء أمس حيث حصلت المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا على 31 صوتا فيما تراجعت أصوات حسني من 29 صوتا التي انصبت على اسمه يوم الاثنين إلى 27 صوتا مساء أمس.

وقالت بوكوفا عقب انتخابها مباشرة إنها تلقت النتائج «فرحة» وإنها «تكنّ كل الاحترام لحسني، مضيفة أنها عازمة على استقاء «الأفكار الجيدة» التي تقدم بها المرشحون خلال المرحلة الانتخابية. وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن حسني وبوكوفا أعلنا معا أنهما يرفضان الوصول إلى قيادة اليونسكو عن طريق القرعة في حال تمكنا كلاهما من المحافظة على الـ29 صوتا التي حازها كل مرشح في الجولة الرابعة.

وخرجت الوفود العربية من قاعة الاجتماعات والخيبة بادية على وجوههم. وقال مصدر كان داخل غرفة الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب العربي «يظن» أن مندوبَين إفريقيَّين غيرا موقفهما وصوّتا لصالح المرشحة الأوروبية وهو ما مكّن بوكوفا من الفوز على حسني في الجولة الحاسمة، واستدل على ذلك من كون بوكوفا توجهت لشكرهما شخصيا قبل بدء جولة الانتخالبات الخامسة. والمحزن في وضع المرشح المصري أنه تصدر المتنافسين طوال الجولات الثلاث ليتعادل مع بوكوفا في الجولة الرابعة وليخسر السباق في الجولة الخامسة.

وصبّت الأوساط العربية جامّ غضبها على «الدول العظمى» التي عملت على إسقاط حسني وعبأت جهودها يوم أمس لاجتذاب مندوبين يضمنان لها الفوز وهو ما تحقق لها. وكانت بوكوفا قد استفادت من انسحاب المرشحة النمساوية بنيتا بيريرو فالدنير يوم الأحد والمرشحة الأكوادورية إيفون عبد الباقي يوم الاثنين في ربع الساعة الأخير قبل بدء الجولة الرابعة مما مكّن بوكوفا من التعادل وقربها من الفوز.

وأفادت مصادر عربية في اليونسكو أن الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا واليابان «جمعت» جهودها لتفتيت الكتلة التي التفت وراء حسني الذي كان مرشح المجموعة العربية والإفريقية والمؤتمر الإسلامي كما كان يتمتع بدعم من البلدان الأوربية المتوسطية ومن دول آسيوية ومن أوروبا اللاتينية. وذهب مندوب دولة غربية إلى إنحاء اللائمة على مصر التي رشحت حسني معتبرة أنه لو قدمت مرشحا آخر لكان العمل على إنجاحه أسهل. ويرى الجانب العربي أن الانتخابات الأخيرة «فاقمت الانقسامات بين بلدان الشمال والجنوب» وأبرزت أن الغرب «يريد اليونسكو له وليس بمرشح عربي».

ومع إخفاق حسني تكون المرة الثانية التي يفشل فيها العرب في الوصول إلى قيادة المنظمة الدولية للثقافة والتربية والعلوم. وكانت المرة الأولى قبل عشرة أعوام عندما ترشح غازي القصيبي السفير السعودي وقتها في بريطانيا، وإسماعيل سراج الدين المصري الجنسية الذي عمل في المؤسسات الدولية.

وحتى الساعات الأخيرة، تَعرّض حسني لحملة شرسة قادتها أساسا الأوساط اليهودية وعدد من المثقفين الذين أشاروا إلى تصريحاته حول إحراق الكتب اليهودية. وقال أحد السفراء الحاضرين أمس إنه لو انتُخب حسني لكانت الحملة ضده استمرت أربع سنوات.

وأفاد رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو عند إعلان فوز بوكوفا أنها المرة الثانية فقط في تاريخ اليونسكو التي يحتاج فيها إلى خمس دورات لتظهير الفائز. وهي المرة الأولى التي تصل فيها امرأة إلى منصب المدير العام. وعمدت الوفود العربية إلى تهنئة بوكوفا بعد الانتهاء من عد الأصوات. ولم يكن ثمة كثيرون يراهنون على فوزها بالمنصب عندما قدمت ترشيحها.

وسيتكامل تعيين المديرة العامة في الخامس من الشهر القادم عندما سيعرض اسمها على الجمعية العامة لليونسكو التي تضم 193 عضوا، وهذه الخطوة «شكلية» إذ لم يسبق للجمعية العامة أن رفضت إطلاقا اسم مدير عام خرج من صندوق اقتراع المجلس التنفيذي.

والمديرة العامة الجديدة لليونسكو سفيرة بلادها لدى فرنسا ومندوبتها لدي اليونسكو. وتخرجت بوكوفا المولودة في عام 1952 في معهد العلاقات الدولية في موسكو وفي جامعة ميريلاند الأميركية وشغلت منصب مساعدة وزير الخارجية ثم وزيرة الخارجية عامَي 96 و97 ودافعت بقوة عن دخول بلغاريا إلى الحلف الأطلسي وإلى الاتحاد الأوروبي.