مسلحون من حركة الشباب المجاهدين يمنعون 3 منظمات نسائية من العمل

بزعمهم أن الإسلام لا يسمح للنساء بالعمل في المكاتب.. ومقتل طبيب بالرصاص بسبب التدخين

TT

أغلق مسلحون من حركة الشباب المجاهدين المتمردة مكاتب ثلاث منظمات نسائية في مدينة بلد حواء الواقعة في أقصى الحدود الصومالية ـ الكينية من العمل، في بادرة قد تمهد لمنع النساء من العمل في المناطق التي يسطر عليها المسلحون المتمردون. وقُتل طبيب رميا بالرصاص بعد رفضه التخلي عن التدخين في منطقة يسيطر عليها الحزب الإسلامي المتمرد.

وأغلق المسلحون مكاتب هذه المنظمات النسائية التي كانت تعمل في مجال حقوق الإنسان ورعاية شؤون المرأة والطفولة ومنظمة أخرى ناشطة في مجال السلام، بحجة أن الإسلام لا يسمح للنساء بالعمل، كما أوضح رئيس سلطات حركة الشباب المجاهدين في بلد حواء. وقال الشيخ داود محمد في تصريح أدلى به تعليقا على منع المنظمات الإنسانية من العمل: «لقد قمنا بهذه الخطوة بعد إدراكنا أن النساء يحتجن إلى الإقامة في منازلهن ليقُمن بالعناية بأطفالهن»، وأضاف الشيخ داود: «الإسلام لا يسمح للنساء بالتوجه إلى المكاتب ومناطق العمل، عليهن أن يعكفن في منازلهن بدل الذهاب إلى مكاتب العمل».

وعلى الرغم من أن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها التي يتخذ فيها مسلحو حركة الشباب في «بلد حواء» إجراءات من قبيل منع النسوة من العمل وإغلاق مكاتب منظمات النساء، إلا أنه ليس من المعروف أيضا فيما إذا كانت هذه الخطوة موقفا عاما لحركة الشباب ينتظر تطبيقها في جميع المناطق التي تسيطر عليها الحركة.

وكانت حركة الشباب قد أصدرت مؤخرا أوامر للنساء تتعلق بارتدائهن الحجاب الشرعي، وهددت بمعاقبة كل امرأة تتجاهل تنفيذ هذه الأوامر مثل جلد النساء غير المنقبات. وتعمل الجمعيات النسائية بشكل نشط في جميع مناطق الصومال، معظمها تعمل في مجال حقوق الأم والطفولة والسلام وحقوق الإنسان. وكانت حركة الشباب قد أصدرت في يوليو (تموز) الماضي أوامر بإغلاق مكاتب عدد من المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وطردها من البلاد، وإيقاف العمل من منظمات محلية بحجة أن تلك المنظمات كانت تعمل ضد إنشاء دولة إسلامية في الصومال، وتدعم الحكومة الانتقالية، إضافة إلى قيامها بأعمال تجسس لصالح جهات غربية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم إغلاق مكاتب منظمات نسائية. وتسيطر حركة الشباب الصومالية على معظم جنوب ووسط الصومال، إضافة إلى أجزاء واسعة من العاصمة مقديشو، وتسعى لإطاحة الحكومة الانتقالية برئاسة الشيخ شريف شيخ أحمد، وإقامة دولة إسلامية في الصومال.

وفي مدينة أفجوي (30 كم غرب العاصمة مقديشو) قتل أحد مسلحي الحزب الإسلامي المعارض طبيبا بارزا كان يعمل في أحد المراكز الطبية في المدينة رميا بالرصاص، وذلك بعدما رفض الطبيب رمي سيجارة كان يدخنها والتخلي عن التدخين. وتشاجر الطبيب والمسلح، وبعد ذلك قام بإطلاق النار عليه فأرداه قتيلا، وقد أثارت هذه الخطوة سخطا شعبيا واسعا في المدينة، لكن سلطات الحزب الإسلامي في المدينة قدمت اعتذارا عما حدث، وقالت إنها ألقت القبض على منفذي عملية القتل، وسيتم محاكمته وفقا للشريعة الإسلامية. على صعيد آخر اتهم 60 نائبا من أعضاء البرلمان الصومالي ـ الذي يتكون من 550 عضوا ـ خلال اجتماع لهم في العاصمة مقديشو، رئيس البرلمان الصومالي الشيخ آدم مدوبي بأنه وراء عدم انتظام جلسات البرلمان منذ شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقال النواب إن رئيس البرلمان مسؤول عن توقف جلسات البرلمان وإن جلسات البرلمان معلقة بسبب القرارات الشخصية التي اتخذها رئيس البرلمان المتعلقة بتعليق جلسات البرلمان، ودعا النواب في اجتماعهم رئيس البرلمان إلى استئناف جلسات البرلمان خلال مدة أقصاها أسبوع، وفي حالة عدم تنفيذ دعوتهم هذه هددوا بأنهم سوف يتخذون الإجراءات الضرورية ضد رئيس البرلمان. ولم تنعقد جلسات البرلمان الصومالي منذ 19 أغسطس الماضي بعد تصاعد وتيرة العنف في مقديشو، وكان رئيس البرلمان قد أعلن آنذاك تعليق جلسات البرلمان لأخذ عطلة خلال شهر رمضان، لكن هؤلاء النواب يتهمون رئيس البرلمان بخرق دستور البرلمان واتخاذ قرارات بمفرده.