افتُتح في العاصمة العراقية بغداد أمس متحف الطفل العراقي الذي يعد واحدا من أجنحة المتحف العراقي، الذي يعرض آثارا من حقب البابليين والأشوريين، وسط أناشيد أطفال بغداد الذين حضرو الاحتفالية وهم يرفعون الإعلام ويتخذون من واجهة المسرح الخاص بهم في ذلك المتحف الصغير مكانا يلوّحون به للزائرين، وكان عيدا جديدا قد هل عليهم.
وقال الدكتور قيس حسين رئيس هيئة الآثار والتراث، حول أسباب افتتاح متحف الطفل الآن: «لم تكن فكرة متحف الطفل وليدة اليوم بل إنها نتاج نقاشات طويلة، فقد افتتح المتحف في الثمانينات وتوقف نتيجة الحروب التي مرت على العراق»، وأضاف قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا المتحف التابع للمتحف العراقي أغلق في عام 1984 لإعادة تأهيله بعد افتتاحه نهاية السبعينات»، مؤكدا أن «الحروب التي توالت على العراق منعت افتتاحه ثانية».
وقد تعرض هذا المتحف لعمليات السلب والنهب في عام 2003 كحال المتحف العراقي إبان دخول القوات الأميركية إلى بغداد في ذلك العام، بل إن هذا المتحف أول ما سرق من أقسام المتحف لأنه يقع في واجهة المتحف العراقي، وإن الثقب الشهير الذي أحدثته قذيفة صاروخية في واجهة المتحف والذي عرضته شاشات التلفزة آنذاك كدليل على اقتحام المتحف من قبل السراق، كان في بوابة متحف الطفل.
ويؤكد حسين أن متحف الطفل أعيد تأهيله بمعاونة اليابانيين عن طريق منظمة اليونسكو لكنه تعرض للتدمير إثر انفجار سيارة مفخخة بالقرب منه عام 2006 ليعاد افتتاحه هذه المرة ليكون منبعا تاريخيا للأطفال العراقيين.
وحول ما إذا كان المتحف يُعتبر مادة تربوية للأطفال، قال حسين إن «المتحف يضم عدة قاعات فيها منحوتات تمثل تاريخ العراق وملوك العراق وقاعة للعرض المسرحي (الدُّمى) وقاعة للعرض السينمائي أيضا وسيتم تنظيم سفرات سياحية بالتعاون مع وزارة التربية ليكون الطفل مدركا لحضارته وتاريخ هذه الحضارة التي سيتعرف من خلال المتحف على أهم عصورها وعمقها في التاريخ وبماذا رفدت الإنسانية».
وقال حسين إن «اللبنة الأساسية للطفل يجب أن تُبنى على حب التاريخ والتراث والاعتزاز به وليعرف أن عملية سرقة أي من تلك الرموز تعني سرقة لكل تاريخه، وهذا الأمر لن يكون إلا من خلال التربية الذهنية للطفل، وهذا المتحف جزء منها».
وقاعات المتحف وإن بدت صغيرة فإنها غاية في التنسيق، حسب كلام قحطان الجبوري وزير السياحة والآثار، الذي قال في كلمة الافتتاح إن «المتحف العراقي بدأ يستعيد عافيته وإن الاهتمام بالطفل العراقي كجزء غاية في الأهمية من أولويات المتحف لأن الطفل العراقي ثروة وطنية لا تنضب».
بينما أشار رئيس هيئة الآثار في كلمته إلى أن «مكان متحف الطفل ليس بعيدا عمّا جرى بين منطقتَي الأربعاء والأحد الداميين، وأن الأطفال لا يعرفون لماذا تندلع الحروب ولماذا تنطفئ، لكنهم يعلمون أنهم شموع بين نار الحرب ونيران الخفافيش في الظلام، وستبقى الشموع وتطرد الخفافيش».
وكانت بغداد قد شهدت موجتين من التفجيرات استهدفتا مباني ومؤسسات حكومية وأوقعتا مئات القتلى والجرحى.