محكمة الحريري (الحلقة 4): عون المتحول

رفيق عون الدائم يروي أسباب الانفصال عن «14 آذار».. وقيادي منشق عن التيار يشرح أبعاده

زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون بدأ ينسج علاقات مع سورية خلال وجوده في المنفى (أ.ف.ب)
TT

«إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. عهد علينا أن نكمل بناء لبنان وندافع عن الوحدة الوطنية التي عاشها في حياته وثبتها في روح الشعب اللبناني في استشهاده، وسنبقى دوما أمناء على معرفة الحقيقة في اغتياله لتبرئة البريء وتجريم المجرم وردع المجرمين».

كتب العماد ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر، هذه الجملة في سجل التعازي في منزل آل الحريري في باريس، يوم توجه لتقديم التعازي لزوجة الحريري نازك، وأولاده بهاء الدين وسعد وأيمن وفهد وهند، يوم نفذت عملية الاغتيال. في اليوم التالي، تحدث عون الذي كان لا يزال يعيش في المنفى منذ عام 1991، عندما غادر لبنان على وقع القذائف السورية التي كانت تقصف القصر الجمهوري، لوكالة الصحافة الفرنسية عن عملية اغتيال الحريري. وحمّل سورية مسؤولية «الجريمة الشنيعة»، وقال: «إنهم مسؤولون.. إنهم هم الذين يمسكون بالأمن والأجهزة المخابراتية.. نحن تعودنا منذ قرابة 30 سنة، خلال الحقبة السورية، على سلسلة من الجرائم لم يكشف أي منها». بعد بضعة أشهر، عاد الجنرال إلى لبنان في 7 أغسطس (آب).. وتغيّر كل شيء. بدأ عون يبتعد قليلا قليلا عن تجمع 14 آذار، على الرغم من تطابق طروحاتهما. وكما يقول العونيون، انضم تيار المستقبل برئاسة الحريري، والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، إلى القوات اللبنانية والتيار الوطني في دعواتهما لإخراج سورية من لبنان، للمرة الأولى في تاريخ لبنان. ومع ذلك، أعلن عون الانفصال الكلي عن 14 آذار قبل الانتخابات النيابية، وقرر خوض المعركة الانتخابية وحده. حقق فوزا كبيرا في المناطق المسيحية، وبعد ذلك ببضعة أشهر أعلن تحالفه «الاستراتيجي» مع حزب الله، ووقعا سويا اتفاقية تفاهم.

انفصال عون عن رفاقه السياسيين في «ثورة الأرز» وانضمامه إلى حزب الله، الحليف الأول لسورية في لبنان، بدا شاذا للكثيرين، خصوصا أن خطاباته بدأت تنقلب، وراحت تحل محل دعواته المتكررة لحزب الله بتسليم سلاحه، خطابات تبرر حمل حزب الله لسلاحه. تحالفه هذا مع حزب الله، ودفاعه حتى عن سورية ورفضه اتهامها باغتيال الحريري بانتظار التحقيق في ما بعد، كلها شكلت ما يشبه «النقمة» عليه من الشارع المسيحي غير الملتزم معه. فلماذا انفصل عون عن 14 آذار؟

في الساحة الخارجية لمستشفى مار يوسف الواقع في ضواحي بيروت الشرقية، كان شبان من مناصري حزب الكتائب يتجمعون ويصرخون بأصوات عالية وهم يبكون. أحدهم كان يقول: «إنهم يصطادوننا كالعصافير»، وآخر كان يكيل الشتائم للمجرمين الذين قتلوا بيار الجميل، ابن الرئيس السابق أمين الجميل والرئيس الأعلى لحزب الكتائب. كان يوم الثلاثاء في 21 أكتوبر (تشرين الثاني) 2006، وكانت جثة بيار قد نقلت للتو إلى المستشفى، بعد أن أصيب برصاصتين في رأسه. الغضب كان يلف المكان. الشتائم التي وجهها الشبان لقتلة بيار، طالت الكثيرين.. ومن بينهم الجنرال ميشال عون. كان الشبان يرددون بأن عون تخلى عن شركائه الذين ناضلوا ضد الوجود السوري في لبنان لسنوات، وفضل التحالف مع حلفاء سورية، وحملوه حينها جزءا من مسؤولية اغتيال بيار. رفض عون وأي ممثل من حزبه حضور التشييع في اليوم التالي، ولم يتوجه إلى بكفيا حيث منزل آل الجميل، لتقديم العزاء. قال عون إن الجميل لم يرد على اتصالاته. وقال إن امتناعه عن حضور الجنازة كان بسبب «أمور عدة بدأت فور حدوث الجريمة»، ولاحقا بعد أن «وُظّفت» الجريمة ضده، امتنع عن الحضور. كانت الأحداث التي أعقبت اغتيال الجميل علامة واضحة على مدى التباعد والتنافر الذي أصاب الأحزاب المسيحية في لبنان بعد اغتيال الحريري وعودة عون من المنفى. ولعل أكثر ما أغضب مناصري الكتائب الذين كانوا يتجمعون خارج مستشفى مار يوسف، هو التغير الكبير الذي طرأ على خطاب عون بعد بضعة أشهر من عودته من باريس. فبعد أن كان يسارع لتوجيه أصابع الاتهام لسورية، أصبح يدعو للتروي والتحجج بأن ذلك يؤثر على العلاقات بين البلدين، وانطلاقا من مبدأ أن «كل متهم بريء حتى تثبت إدانته». وحتى أن خطابه تجاه حزب الله شهد تبدلا. ففي مقال كتبه عون نشر في صحيفة «لوموند» الفرنسية في 25 أبريل (نيسان) 1996، قال: «إن الجميع يعلمون أن سوريا تقدم السلاح والذخيرة إلى حزب الله الذي يتحدى كل يوم سلطة الدولة ويشكل نوعا من الاحتلال الأجنبي». وفي 27 فبراير (شباط) 2002، قال عون في كلمة وجهها عبر الهاتف لطلاب جامعيين، إن على حزب الله «أن يصفي وضعه العسكري وينضم إلى الحظيرة السياسية اللبنانية، لأنني لا أعرف ماذا يفعل الآن وهو يؤدي حاليا دورا بديلا للجيش وهذا غير مقبول». كل هذه الخطابات التي كان يتوجه بها عون من باريس إلى الطلاب الجامعيين، خصوصا الذين شكلوا رأس الحربة في معركته ضد الوجود السوري في لبنان، تغيرت بعد عودته، وبعد توقيعه «مذكرة التفاهم» مع حزب الله في بداية عام 2006. فأصبح عون يدافع عن سلاح حزب الله، ويؤكد على شرعيته..

لماذا كان هذا التغيير، وما الذي حصل فعلا بين عون ورفاقه في «ثورة الأرز»، جعله يبتعد عنهم ويتحالف مع من كان خصمه بالأمس؟

يقول سجعان قزي، المستشار السياسي الخاص للرئيس السابق أمين الجميل، إن انسحاب عون من تجمع 14 آذار كان منتظرا، «لأنه عاد من المنفى بتفاهم شبه سري أو مكتوم بينه وبين رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود، وبالتالي مع سورية». لكن، يضيف قزي، «هذا التفاهم لم يتم الكشف عنه إلا بعد الانتخابات النيابية التي خاضها عون خارج حلف 14 آذار، وتمكن من أن يغلب مرشحي 14 آذار في كثير من المناطق، خصوصا المسيحية، وفاز بكتلة نيابية كبيرة وأدخل إلى البرلمان 21 نائبا من أصل 128». يقول قزي لـ«الشرق الأوسط» إن عون فاز بهذه الكتلة الكبيرة، لأنه «استفاد من فعل عودته ومن فرح المسيحيين بهذه العودة». ويعتبر أن انتقال عون ونوابه الذين فازوا بالانتخابات إلى خط المواجهة مع 14 آذار، أضعف الساحة المسيحية التي كانت مشتتة في ذلك الحين، إذ إن زعيم القوات كان لا يزال في السجن، وحزب الكتائب كان منقسما بين قيادتين متناقضتين، الأولى برئاسة الجميل، والثانية برئاسة بقرادوني الذي كان مقربا من المعارضة.

التعاطف المسيحي الذي يتحدث عنه قزي، جزء منه تسبب به ما عرف حينها بـ«التحالف الرباعي» الذي ضم حزب الله وحركة أمل، إضافة إلى تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري، والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وقد لجأ الحريري وجنبلاط إلى التحالف مع حزب الله في المناطق التي لم يكن بإمكانهم الفوز بأي أصوات فيها من دون مساعدة حزب الله، إذ إن القانون الانتخابي الذي اعتمد كان ما يعرف بقانون الـ2000 الذي وضعه السوريون عندما كانوا في لبنان. ففي صيدا مثلا التي كانت تابعة بحسب القانون الانتخابي لمحافظة الجنوب، كان على شقيقة الحريري، بهية، أن تتحالف مع حزب الله وحركة أمل كي تفوز بالانتخابات، في منطقة تعتبر معقلا للحزبين الشيعيين. وفازت حينها الحريري بالتزكية، أي من دون أن يكون هناك مرشح ضدها. وقد شكل هذا التحالف رد فعل سلبي في الشارع المسيحي، وخصوصا لدى المستقلين غير الملتزمين حزبيا، وصبت معظم أصوات المستقلين لصالح عون. ولكن اللواء المتقاعد عصام أبو جمرة، رفيق عون الذي نفي معه وعاد إلى لبنان معه، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن عون أعلن أنه سيمد يده لسعد الحريري ووليد جنبلاط بعد اغتيال رفيق الحريري، إلا أنه تبين له أنهما لا يريدان عودته مع اقتراب الانتخابات. ويروي أبو جمرة الذي يشغل اليوم منصب نائب رئيس الوزراء، أن عون ظل مصرا على العودة على الرغم من محاولات إقناعه بالعكس، فعاد في 7 أغسطس (آب) وكان لا يزال التحالف ساريا مع 14 آذار. ويقول إنه تم تشكيل لجنة للتفاوض مع تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي حول توزيع المقاعد، ولغاية هنا «لم يكن هناك من خلاف ظاهر، وإنما فقط عتب. كل طرف كان يشد من جهته للحصول على مقاعد أكثر.. ولكن في النهاية كان عدد المقاعد التي أرادوا أن يعطونا إياها يبلغ 6 مقاعد.. عندها فتشنا عن تحالف آخر». ويضيف: «أرادوا أن يحجموا الجنرال، فرفضنا الاشتراك معهم، وألفنا لوائح مع القوى السياسية الموجودة على الأرض. فتحالفنا مع طلال أرسلان وسليمان فرنجية، وهما من عائلتين محترمتين..». وأرسلان وفرنجية كلاهما حلفاء مقربون جدا لسورية. وبعد أن فاز عون بالانتخابات، بدأت مفاوضات لإشراكه بالحكومة، إلى جانب تيار المستقبل الذي فاز بأكبر كتلة نيابية فكان له أن يسمي رئيس الوزراء، وحزب جنبلاط، وحزب الله وأمل والقوات. ومجددا عاد الخلاف على عدد المقاعد، فترك عون الحكومة والحكم وقرر الجلوس في صفوف المعارضة.. ثم التحالف مع حزب الله. ويتحدث أبو جمرة عن «الضغوط» التي مارستها الأكثرية على حزب الله لتسليم سلاحه، ويقول: «اختلفوا على المحكمة الدولية وعلى السلاح، فخرج حزب الله من الحكومة تحت الضغوط التي مورست عليه». ويذكر أبو جمرة بأن عون كان يقول إن «مبرر حمل السلاح ينتهي عندما لا يعود هناك مبرر لحمله»، ويضيف: «لم ينته مبرر حمل السلاح لأن هناك جزءا من أراضي لبنان لا يزال تحتله إسرائيل». ولكن عون كان قال في عام 2002 في الكلمة التي توجه بها إلى طلاب جامعيين إن «حزب الله كيان مستقل ضمن الكيان اللبناني فهو يشتغل سياسة والدولة تلحق به. فالمقاومة تكون على الأرض المحتلة، وليس على أرض محررة». وفي عام 2004، جدد عون هجومه على سلاح حزب الله، وقال: «لا نقبل أن يبقى حزب الله مسلحا.. ما الذي سيجمعنا مع حزب الله إذا كان له القرار الاستقلالي السياسي والعسكري ولا يعترف بسيادة الوطن، فعلى ماذا سنتفق إذا لم نكن نتشارك في الوطنية والهوية والثوابت نفسها؟». ويقول قزي، مستشار الرئيس السابق أمين الجميل، إن عون «يتذرع» بأن سبب خروجه من 14 آذار كان عدم إعطائه حجمه، «ولكن الحقيقة هي الاتفاق الذي عقده مع سورية قبل مجيئه من باريس، وهذا ما برز في الانتخابات». ويضيف: «كلما كانت تحل عقدة، كان يطرح شرطا جديدا، حتى بدا بشكل واضح أن المسألة ليست مسألة مقاعد بقدر ما هي مسألة مواقف». ويعتبر أن قوة عون كانت مرتكزة على ثلاثة قواعد: الأولى العونيون، الثانية الرأي العام المسيحي المحايد غير الملتزم، والثالثة الكنيسة. ويضيف أن «التيار العوني كملتزمين لا يزال قويا اليوم، وحتى أن عدد العونيين الملتزمين زاد عن سنة 2005، في حين أن الرأي العام المسيحي ابتعد بنسبة كبيرة عن عون». أما بالنسبة للكنيسة، يقول قزي إن «الأمر لا يتحمل تحليلا» وأن عون خسر حتى تأييد الكنيسة، إذ إن البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، قال إن انتصار 8 آذار، أي حزب الله وحلفائه، في الانتخابات المقبلة، سيشكل خطرا على التوازن في لبنان.

وإذا كان أبو جمرة يحصر مشكلة انسحاب عون من تحالف 14 آذار بإشكالات حول المقاعد ومحاولة «تقزيم» عون، فإن إلياس الزغبي، القيادي المنشق عن التيار الوطني الحر، له رواية مختلفة. الزغبي الذي كان أشبه بالناطق باسم عون طوال وجود الأخير في المنفى، وانشق عن التيار بُعيد الانتخابات النيابية، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن عون «بدأ ينسج علاقات تحالف عميقة مع النظام السوري خلال وجوده في باريس وقبل أشهر من عودته إلى لبنان». ويقول حتى انه ابتداءً من عام 2000، بدأت لقاءات منتظمة في باريس، قال إنه علم بها مؤخرا من خلال أشخاص شاركوا فيها، بين عون وموفدين سوريين رفيعي المستوى، ومن بينهم آصف شوكت، رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية. ويضيف الزغبي أن هذه الاجتماعات كانت تحصل مرة كل شهرين. ويقول إن هذه اللقاءات كانت ضمن خطة سورية كانت بدأت تحاك لاستقطاب عون، في مواجهة «القوة الاستقلالية» التي كانت قد بدأت تظهر في لبنان. ويربط بداية ظهور «القوة الاستقلالية» بانسحاب الإسرائيليين من جنوب لبنان في عام 2000، ويقول إن هذا الانسحاب كشف الوجود العسكري السوري، وتلا ذلك نداء المطارنة الموارنة الذي أحدث ضجة كبيرة آنذاك، طالب فيه رجال الدين المسيحيون بانسحاب الجيش السوري من البلاد. وذكّر الزغبي أيضا بكلمة جنبلاط في البرلمان اللبناني في الفترة نفسها، التي طالب فيها بإعادة تموضع للقوات السورية، «وشكلت هذه المطالبة سابقة حينها». ويضيف الزغبي أن الحريري لم يكن في حينها قادرا بعد على إعلان موقف صارخ من الوجود السوري، فبدأ بتغذية لقاء قرنة شهوان المسيحي الذي أسسته الكنيسة بعد ندائها للمطالبة بانسحاب السوريين، وبتقديم الدعم لجنبلاط. ويعتبر الزغبي أن سورية أرادت أن تكسب زعيما مسيحيا له وزنه لمواجهة هذه الحالة الجديدة، وقال إن «عودة عون كانت ضمن خطة سورية، وأن الاتفاق كان أن يعود بشرط ألا يتحالف مع تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية». ويقول إن عون «في أول ثلاثة أيام من بدء ثورة الأرز، بدا مرتبكا وبقي صامتا في الأيام الثلاثة الأولى لبدء الانتفاضة، رغم أن مؤيديه بدأوا يشاركون في التحركات منذ اليوم الأول. ولكنه في ما بعد اضطر أن يماشي الحركة العونية الشعبية بالانتفاضة التي نشأت بعد اغتيال الحريري، ولكن لاستيعابها فقط.. فهو كان يتحين فرصة الابتعاد عنها».

هذا الانقسام السياسي الحاد بين المسيحيين في لبنان، يقول القزي إنه «يسيء إلى وضعهم عموما»، ويقول إن «المسيحيين الذين يواجهون تحديات مصيرية على الصعيدين اللبناني والشرق أوسطي يفترض فيهم أن يكونوا موحدين وأن تعلو مصلحة البحث عن وجودهم الآمن والحر على أي مكتسبات سياسية أو انتخابية.. لأن مسيحيين موحدين أهم من مسيحيين منقسمين مع مقاعد نيابية كثيرة».

ولكن مع ذلك، فليس انقسام الساحة المسيحية السياسية هو أكثر ما يزعج الحلفاء المسيحيين في 14 آذار، فكما يقول قزي، «إن انقسام المسيحيين في لبنان أمر طبيعي، وهم أساسا لديهم 4 أناجيل لا إنجيلا واحدا». إلا أنه يضيف أن «وحدة المسيحيين لا تعني مطلقا أن يتحدوا وينعزلوا، بل أن ينفتحوا أكثر فأكثر على كل المجموعات اللبنانية.. علينا تعزيز العلاقات بين عون وحزب الله والكتائب والقوات مع تيار المستقبل، ولكن بشرط أن ينجح عون باستقدام حزب الله إلى مشروع لبنان.. ورفع شعار لبنان أولا».

* غدا:: حاملو ضريبة الدم