مقعد «كينيدي» يظهر ضعف الديمقراطيين وصعود الجمهوريين

انتخابات الثلاثاء تحدد خلف إدوارد كينيدي في مجلس الشيوخ الأميركي

TT

يراقب الديمقراطيون عن كثب التطورات في ولاية ماساتشوستس، خلال الأيام القليلة الباقية، قبل انتخابات محلية لاختيار سيناتور جديد يمثل الولاية، بعد وفاة السيناتور إدوارد كينيدي العام الماضي، وبعد شغر المقعد الذي سيطر عليه الديمقراطيون منذ عقود، والذي يعتبر مقعدا تقليديا لعائلة كينيدي، أبرز العائلات السياسية في الولايات المتحدة، ويتنافس الجمهوريون بشراسة للحصول على هذا المقعد.

وكان الرئيس الأميركي الأسبق، جون كينيدي، قد دخل إلى مجلس الشيوخ قبل 58 عاما، بكسب المقعد من منافس جمهوري، بعد أن كان مقعدا محسوما للجمهوريين، وقد يتغير الأمر يوم الثلاثاء بعد أن عبر ناخبون في ماساتشوستس عن عدم رضاهم عن الديمقراطيين في المجلس.

وحتى الأسابيع الأخيرة من السباق الانتخابي، كان من شبه المؤكد أن تفوز المرشحة الديمقراطية مارثا كوكلي بالمقعد، إذ أظهرت استطلاعات للرأي نهاية العام الماضي تقدمها بفارق 30 نقطة مئوية على منافسها الجمهوري سكوت براون، غير أن كوكلي تجد نفسها الآن تسابق الزمن لضمان المقعد، إذ أظهر استطلاع للرأي، أمس، أن سكان الولاية منقسمون حول تأييدهم للحزبين، وشكا ناخبون ومؤيدون للحزب الديمقراطي، مؤخرا، من أن كوكلي كانت قد تراخت في السعي لكسب الناخبين، معتبرة المقعد محسوما لصالحها، وانتقد براون الحملة الديمقراطية بسبب اعتبارها أن المقعد هو شبه ملك لعائلة كينيدي، قائلا في خطاب متلفز: «مع احترامي، هذا ليس مقعد آل كينيدي ولا مقعد الديمقراطيين، بل مقعد الشعب».

واستدراكا للموقف، شارك الرئيس الأميركي باراك أوباما، في عطلة نهاية الأسبوع، في الحملة الانتخابية، مسجلا إعلانا انتخابيا لصالح كوكلي، مطالبا الناخبين الديمقراطيين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، في عملية انتخابية قد يحسمها المستقلون، ويخشى أوباما من خسارة المقعد في ماساتشوستس، إذ سيعني ضربة لشعبية حزبه من جهة، وسيعني خسارة الأغلبية العظمى التي يتمتع بها الحزب في الكونغرس من جهة أخرى، فبعد انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، سيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ بـ60 من أصل 100 مقعد، مما يعني أغلبية الثلثين التي تضمن المصادقة على مشاريع أوباما في مجلس الشيوخ، وقد جعلت كوكلي قضية إصلاح النظام الرعاية الصحية في البلاد، الشأن القريب من قلب كينيدي الراحل، جوهر حملتها الانتخابية، ففي حال فوز كوكلي، سيضمن الديمقراطيون الـ60 مقعدا من أجل المصادقة على قانون أوباما لإصلاح نظام الرعاية الصحية، بينما براون قد جعل معارضته للقرار جوهرا لحملته أيضا، وفي حال فوز براون في اقتراع يوم الثلاثاء، فسيخسر الديمقراطيون الأغلبية العظمى، وقد ينذر بالمزيد من الخسارة في انتخابات الكونغرس الفرعية في نوفمبر المقبل.

وقالت كوكلي في خطاب مؤخرا: «أعلم أن الناخبين غاضبون، وقلقون من خسارة وظائفهم.. وأنا قلقة أيضا»، مضيفة، «لكن من الخطأ أن يتصرف هؤلاء الذين خلقوا المشكلة أساسا وكأنهم هم الذين سيحلونها»، في إشارة إلى إدارة الرئيس الجمهوري السابق، جورج بوش، وقد كثف الديمقراطيون الربط بين براون وإدارة بوش خلال حملتهم الانتخابية، للتركيز على عدم تأييد ناخبي ماساتشوستس للحزب المعارض والمشكلات الاقتصادية التي عانتها البلاد في أثناء حكمه.