اليمن بعد الحرب السادسة (الحلقة الخامسة) : العميد علي حسن الشاطر: الجولة السادسة آخر الحروب

بسط سلطان الدولة على الحدود مع السعودية والأوضاع في البلاد تحت السيطرة * مدير دائرة التوجيه المعنوي بالجيش اليمني: الدولة مصممة على فرض نفوذها في كل المناطق

العميد ركن علي حسن الشاطر مدير دائرة التوجيه المعنوي بالجيش اليمني («الشرق الأوسط»)
TT

قال العميد الركن علي حسن الشاطر مدير دائرة التوجيه المعنوي بالجيش اليمني، إن «القاعدة» تستخدم الحدود اليمنية - السعودية في التنقل بين البلدين، وإنه لا يستبعد تعاونهم مع المتمردين الحوثيين، مشيرا إلى أنه بعد رضوخ المتمردين لشروط الحكومة، قبل أسبوعين، أصبحت المنطقة الشمالية الشرقية تحت السيطرة، مع بسط سلطان الدولة على الحدود مع السعودية. وأضاف أن الأجهزة الأمنية تقوم بالتحريات الممكنة للتأكد من ملفات القادمين إلى الأراضي اليمنية، مع عدم استبعاد أن تكون هناك عناصر إرهابية موجودة من فترة سابقة، مشيرا مع ذلك إلى قيام الجمهورية اليمنية بترحيل أعداد كبيرة من الأجانب ممن كانوا يقيمون في البلاد بطريقة غير قانونية.

وانتقد العميد الشاطر بشدة قيام القيادي في جنوب اليمن، طارق الفضلي، برفع العلم الأميركي على بيته، وإعلان هذا الأخير عن أمنيته بعودة الاستعمار البريطاني إلى الجنوب وكذا دعوته للمواطنين هناك برفع العلم الأميركي والبريطاني على منازلهم، وقال العميد الشاطر إن هذا يعتبر جزءا من الخروج على النظام والقانون وعن الثوابت الوطنية، وجزءا من النشاط الإرهابي.

واتهم الشاطر وسائل الإعلام الغربية خاصة الأميركية، بتضخيم حجم تنظيم القاعدة في اليمن، قائلا إن هذا التضخيم ذو هدف سياسي لتهيئة الرأي العام الدولي بأن اليمن ستكون الجبهة الثالثة بعد أفغانستان والعراق في الحرب على «القاعدة»، مشيرا إلى فشل مثل هذا المخطط لأن اليمن ليست أفغانستان وصنعاء ليست كابل.. وأضاف في المقابل أن بلاده ما زالت مستمرة في المعركة ضد الإرهاب، مع الشركاء الدوليين.

وأضاف أن تنظيم القاعدة في جنوب شرقي البلاد، تجري ملاحقته من قبل أجهزة الأمن قائلا إن كل تحركاته مرصودة، وإن هناك ضربات استباقية توجه له، ما بين فترة وأخرى، وأوضح فيما يتعلق بتحذيرات أطلقها شيوخ يمنيون من مغبة التدخل الأميركي في اليمن، رافضين أي تعاون بين اليمن وأميركا، بقوله إنه لا صحة إطلاقا لأي تدخل أجنبي في شؤون البلاد، وإن من يروج لهذا يعيش في وهم، ولفت العميد الشاطر الانتباه إلى أن التعاون يعتبر قاسما مشتركا بين الدول والشعوب فيما بينها، بقوله إن مثل هذا التعاون لا يمكن أن يكون محرما على اليمن، التي تتعاون مع أميركا ومع الصين ومع روسيا وأوروبا وغيرها من دول العالم في إطار تبادل المنافع.

وأضاف أن ما يسمى بالحراك في بعض مديريات المحافظات الجنوبية عبارة عن عناصر تضررت من الوحدة وفقدت مصالحها ونفوذها فلجأت إلى إثارة المشكلات والتغرير بالشباب، وتحريضهم على إثارة الشغب وقطع الطرق والقيام بأعمال مخلة بالنظام والقانون، ولكن هذه الأمور كلها ستواجه بصرامة وبحزم على ضوء قرار مجلس الدفاع الوطني، وستتم ملاحقة كل من يخرج عن النظام والقانون وكل من يخل بالأمن والاستقرار.

وتحدث العميد الشاطر عن مشكلة اللاجئين الذين يفدون إلى سواحل اليمن الجنوبية، والإجراءات التي تتخذها القوات البحرية وخفر السواحل في هذا الصدد، وأن اليمن يستقبل يوميا عشرات وأحيانا مئات النازحين من القرن الأفريقي خاصة من الصومال، وأن عدد الصوماليين في اليمن وصل على هذا إلى نحو مليون شخص، وقال الأجهزة الأمنية ترصد تحركات أي إرهابيين سواء كانوا صوماليين أو غير صوماليين.

وعن الأوضاع الأمنية في شمال غربي البلاد بعد نحو أسبوعين من وقف إطلاق النار بين الدولة والمتمردين الحوثيين، قال إنها أصبحت تحت السيطرة تماما، مع بسط سلطان الدولة على الحدود مع السعودية، موضحا أن الحوثيين رضخوا للشروط الستة التي أعلنتها الحكومة لوقف الحرب، بعد أن ظلوا يراوغون 6 أشهر، وأن رضوخهم، آخر الأمر، يرجع للضربات الموجعة التي وجهها لهم الجيش اليمني وقوات الأمن والقوات الشعبية، مشيرا إلى تكبد المتردين خسائر كبيرة وفادحة.

وأضاف العميد الشاطر، الذي يرأس تحرير صحيفة «26 سبتمبر» التابعة للجيش اليمني، أن بلاده تعتبر جولة الحرب السادسة مع المتمردين هي نهاية الحروب، وأن من يخرج عن الدستور والقانون والنظام، مهما كان، سيتم ردعه بكل حزم، لأن الدولة مصممة على فرض نفوذها في كل مناطق اليمن شمالا وجنوبا، وإلى نص الحوار..

* الكلام دائما عن أن تنظيم القاعدة في اليمن موجود في منطقة الجنوب أو جنوب الوسط من البلاد، وأحيانا نسمع عن أن هناك بعض العناصر من تنظيم القاعدة في الشمال، ويعتقد البعض أنه كان هناك نوع من التعاون بين بعض عناصر التمرد الحوثي في شمال غربي اليمن، أو مع بعض العناصر الخارجة عن القانون على الحدود السعودية - اليمنية، فهل هناك وجود أيضا لتنظيم القاعدة قرب الحدود مع السعودية؟

- أصلا مرورهم يتم عبر الحدود، سواء في اتجاه السعودية، أو من السعودية إلى اليمن. كما أن أحد أعضاء تنظيم القاعدة السابقين، وهو سعودي الجنسية واسمه محمد العوفي (الذي سلم نفسه للسلطات السعودية مطلع العام الماضي، بعد أن أدرجته على قائمة تضم 85 ملاحقا) كشف كل هذه الملابسات، وكشف أن هناك تعاونا وتنسيقا بين تنظيم القاعدة والحوثيين، لأن الجانبين يجمعهما هدف واحد هو الإضرار باستقرار اليمن وإقلاق الأمن والاستقرار وتنفيذ مخططاتهم التدميرية والتخريبية، فلا يُستبعد أن يكون هناك نوع من التعاون والتنسيق، وهو ما كشف عنه (طارق) الفضلي أحد أعضاء تنظيم القاعدة الرئيسيين، الذي يقود الآن جزءا من الحراك (الانفصالي) في الجنوب، ونسقوا وينسقون مع المتمردين الحوثيين في صعدة، ومع كل من يناوئ الدولة ويضمر لها العداء.

* تردد أن طارق الفضلي رفع العلم الأميركي على بيته؟

- رفع العلم الأميركي.. وأمس أعلن أنه يتمنى عودة الاستعمار البريطاني إلى الجنوب، وأنه سيُلزم كل مواطن في الجنوب برفع العلم الأميركي والبريطاني على منزله.. هل من المعقول أن يطلب مواطن يمني بعودة استعمار وطنه.

* هل يعني هذا تخليه عن أفكاره المتشددة؟

- بالعكس.. هذا جزء من الخروج على النظام والقانون وعن الثوابت الوطنية، وجزء من نشاطه الإرهابي.

* يقال إنه جرى التهويل لتنظيم القاعدة في اليمن.. في رأيك ما سبب هذا التهويل؟

- تضخيم حجم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو في اليمن بالذات هدفه سياسي.. وانجرت وسائل الإعلام الأوروبية والأميركية، وبالذات الأميركية، نحو التضخيم والتهويل، وتهيئة الرأي العام الدولي بأن اليمن سيكون الجبهة الثالثة بعد أفغانستان والعراق في الحرب على «القاعدة».. ولكن كل هذه المخططات باءت بالفشل لسبب واحد هو أن اليمن ليس أفغانستان وصنعاء ليست كابل كما حاولوا أن يصوروا ذلك.. وأؤكد لك أن الوضع تحت السيطرة وحتى تنظيم القاعدة تجري ملاحقته من قبل أجهزة الأمن وكل تحركاته مرصودة وتوجه له الضربات الاستباقية، ما بين فترة وأخرى. ونستطيع القول إن تنظيم القاعدة وعناصره مشتتون في بعض الجبال وفي الكهوف النائية، خوفا من أجهزة الأمن اليمنية.. ومن جانب آخر فإن على تلك الوسائل الإعلامية والأوروبية ومراكز اتخاذ القرار إدراك أن اليمن أول من تضرر من أعمال الإرهاب، وأن الجمهورية اليمنية هي أول من واجه الإرهاب، وأن معركتنا مع الإرهابيين أو مع «القاعدة» بدأت منذ عام 1990.. أي أن ذلك بدأ منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة، وتطورت بقيام عناصر الإرهاب القاعدي في عام 1992 بالتفجيرات في عدن عندما مرت القوات الأميركية عبر عدن إلى الصومال. فحربنا ضد الإرهاب مبكرة. ونحن أول من تضرر من الإرهاب. والجمهورية اليمنية تعاني كثيرا، وتقدم تضحيات كبيرة، سواء كانت هذه التضحيات بشرية أو اقتصادية، وما زلنا في هذه المعركة مستمرين وسنواصل.. ونحن نعتبر أنفسنا شركاء حقيقيين مع المجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب.

* بالنسبة لعدد عناصر تنظيم القاعدة في اليمن.. هناك من يقول إن عدد تنظيم القاعدة لا يزيد عن العشرات.. وهناك من يصل بالعدد إلى 300، وهناك أيضا من يصل بالعدد إلى 1200؟

- لا يستطيع أحد، أن يحدد العدد لعناصر «القاعدة»، فهم عناصر محدودة وملاحقة أمنيا ويعتبرون خارجين عن الدستور وعن النظام والقانون، ومن يدعي معرفة حقيقة عدد عناصر «القاعدة» فهو يبالغ.

* وما عددهم تقريبا؟

- يمكن أن يكونوا بالعشرات. فلا يوجد إحصاء حقيقي، فمثلا هل تستطيع أميركا معرفة عدد تنظيم القاعدة بشكل عام.

* هناك تساؤل حول جنسيات عناصر «القاعدة» في اليمن من سعوديين ومصريين. هل هذا صحيح؟

- هذا محتمل.. وكما هو معروف، فليس بين اليمن ومصر.. وكذا ليس بين دول الخليج، بما فيها السعودية، قيود على دخول مواطنيها إلى اليمن.. أي أنه باستطاعة أي مواطن مصري أو سعودي أو خليجي أو سوري أو أردني الدخول إلى الأراضي اليمنية من دون تأشيرة مسبقة، بينما اليمني لا يستطيع دخول أراضي دول الخليج، بما فيها السعودية، إلا بتأشيرة مسبقة.. وهذا شيء متفق عليه في إطار العلاقات الثنائية، وكذلك في إطار الانفتاح الذي ينتهجه اليمن نحو أشقائه.. ومع ذلك فأجهزتنا الأمنية تقوم بالتحريات الممكنة للتأكد من ملفات القادمين إلى أراضي الجمهورية اليمنية، ونحن، من جانبنا، لا نستبعد أن تكون هناك عناصر إرهابية توجد من فترة سابقة. وللعلم.. فقد رحلنا أعدادا كبيرة من الذين كانوا موجودين في اليمن من الأجانب ممن كانوا يقيمون في اليمن بطريقة غير قانونية.

* هددت حركة الشباب المجاهدين التي تقتل الحكومة المركزية في الصومال بإرسال مقاتلين لتعزيز تنظيم القاعدة في اليمن، في محاربته للدولة في الجمهورية اليمنية.. كيف تعاملتم مع هذه التهديدات؟

- الإجراءات المتخذة من قبل القوات البحرية اليمنية وخفر السواحل اليمني مستمرة دون توقف وبلا انقطاع، ورجال البحرية وخفر السواحل ليسوا نائمين.. هؤلاء الرجال، من أبناء الوطن المخلصين، يقومون بواجباتهم على أكمل وجه. وللعلم فإن اليمن يستقبل كل يوم عشرات، وأحيانا مئات النازحين من منطقة القرن الأفريقي بشكل عام، وعلى وجه الخصوص من الصومال. وقد وصل عدد النازحين الصوماليين في اليمن إلى نحو المليون شخص، وهذا الرقم الكبير يشكل عبئا ضخما علينا، في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضا. أما فيما يتعلق بالجانب الأمني، فإن الأجهزة الأمنية على يقظة عالية، وهذه الأجهزة تسيطر على الوضع، وترصد كذلك كل تحركات الإرهابيين، سواء كانوا صوماليين أو غير صوماليين. أما من حيث تأثير (تلك التهديدات)، فالمعلوم هو أن لها انعكاسات سلبية كبيرة سواء على اليمن أو على المنطقة، بل وصل التأثير على الأمن الدولي من خلال القرصنة التي تمارسها عناصر صومالية وما تسببه من عرقلة للملاحة البحرية الدولية لكن قواتنا البحرية وخفر السواحل متيقظة لهذا الجانب وتقوم بدورها خير قيام.

* كثير من شيوخ اليمن يحذرون من التدخل الأميركي في اليمن، رافضين لأي تعاون بين اليمن وأميركا، فهل يوجد تعاون ظاهر من هذا النوع يؤشر لتدخل أميركي بشكل مباشر في اليمن؟

- مَن قال إن هناك تدخلا في اليمن.. هذا غير صحيح. ومَن يروج لهذا فهو يعيش في وهم.. أو أنه يريد أن يذكر بنفسه، أو أن يصنع لنفسه دورا على حساب مصلحة الوطن وقضاياه المصيرية.

* لكن هذا لا يمنع من وجود تعاون، وهو أمر معلن؟

- التعاون قاسم مشترك بين الدول والشعوب فيما بينها. ولا يمكن أن يكون محرما على اليمن، فنحن نتعاون مع أميركا ومع الصين ومع روسيا.. ومع دول أوروبا وكل دول العالم في إطار تبادل المنافع وخدمة المصالح المشتركة لشعبنا وشعوب دول العالم.

* بالنسبة إلى الجانب الآخر الخاص بالحراك الجنوبي.. يعني كيف تنظرون إلى هذا الحراك. هل تنظرون إليه على أنه قوى سياسية معارضة للنظام، أم تنظرون إليه كقوى انفصالية؟

- تتمثل حقيقة ما يسمى بالحراك ببعض مديريات المحافظات الجنوبية في أن هناك عناصر تضررت من الوحدة اليمنية، وفقدت مصالحها ونفوذها بعد أن عبثت سنين طويلة في الجنوب في ظل الحكم الشمولي التشطيري (حتى عام 1990).. وسحلت وقمعت وقتلت وشردت الأبرياء من أبناء الوطن في الجنوب، وأمَّمت ممتلكاتهم وجعلتهم يعيشون في رعب دائم.. فبقيام الوحدة تضررت مصالح تلك العناصر، وتقلص نفوذها، فلجأت إلى إثارة المشكلات وإلى التغرير بالشباب، وبالذات العاطلين عن العمل، والقيام بتحريضهم على إثارة الشغب وعلى قطع الطرق وعلى القيام بأعمال مخلة بالنظام والقانون.. ولكن كل هذه الأمور ستواجه بصرامة وبحزم على ضوء قرار مجلس الدفاع الوطني (في مواجهة عناصر التخريب)، وستتم ملاحقة كل من يخرج عن النظام والقانون، وكذا ملاحقة كل من يخل بالأمن والاستقرار.. صحيح أن هناك بطالة (في بعض المديريات الجنوبية).. وأن البعض من الشباب (هناك) لم يجدوا حتى الآن وظائف أو فرص عمل، ما يجعل البعض يستغلهم ويدفعهم إلى مثل هذه الأعمال الغوغائية (في بعض المديريات الجنوبية)، ولكن الدولة إن شاء الله في طريقها إلى حسم الموضوع، وإلى وضع المعالجات الكفيلة التي ستحد بالتأكيد من هذه المشكلات التي تعاني منها البلاد بشكل عام، ليس في الجنوب فقط، ولكن في الجنوب والشمال.. في الشرق وفي الغرب. فإلى جانب البطالة توجد لدينا أيضا نسبة فقر عالية، وتوجد لدينا معها نسبة نمو سكاني مرتفعة جدا.. ربما تعتبر من أعلى معدلات النمو السكاني في المنطقة العربية. فهذه مشكلات تعاني منها البلاد، إلى جانب شح الموارد الاقتصادية وما يعانيه الاقتصاد الوطني من ضعف، خاصة أن القاعدة الإنتاجية محدودة والدولة مع هذا تعمل على وضع المعالجات اللازمة والمطلوبة، وبالتأكيد فإن ذلك يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى موارد، ولا يمكن أن تُحل المشكلات في ليلة وضحاها، أو بعصا سحرية.

* فيما يخص الجبهة الشمالية الغربية في صعدة، وبعد قرار وقف إطلاق النار بين الدولة والمتمردين الحوثيين.. يعني قلت لي إن هذه الحرب ستكون هي الحرب الأخيرة هناك؟

- نحن نعتبر أن الجولة السادسة من المواجهات العسكرية مع المتمردين الحوثيين هي نهاية الحروب.. ولا بد على كل مواطن يمني، مهما كان موقعه أو منطقته ومهما كان توجهه، أن يخضع للدستور والقانون والنظام، وأن يكون مواطنا صالحا، وأن يعلم أنه كما أن له حقوقا عليه واجبات أيضا. فلا فرق بين مواطن وآخر على الإطلاق في نظر الدولة، ومن خرج عن الدستور والقانون والنظام سيُردع.

* هناك بعض التخوف لدى جانب من اليمنيين من أن يعود المتمردون الحوثيون إلى ما فعلوه عقب الحروب الماضية، التي خاضوها ضد السلطة المركزية منذ عام 2004، وكان آخرها الحرب الخامسة، من إعادة لرص صفوفهم وإعادة التسلح؟

- الدولة مصممة على فرض نفوذها في كل مناطق اليمن، سواء في صعدة أو في سفيان وفي الجوف وفي الملاحيظ، وفي كل مكان، والدولة مصممة أيضا على أن تمارس مسؤولياتها السيادية على كل شبر من أرض اليمن، ومصممة كذلك على أن يخضع الجميع للدستور والقانون والنظام، وأن أي خروج عن هذه الثوابت سيُواجه بالردع الحازم.

* هل نستطيع أن نقول إن هذه الإجراءات مختلفة تماما عن ما قبلها (في الحرب الخامسة عام 2008)؟

- نعم.. هي مختلفة شكلا ومضمونا.

* يعني سيكون هناك فرض كبير للأمن والاستقرار والتنمية؟

- أولا يجب أن يكون معلوما لديك أنه منذ بداية الحرب السادسة (في11 أغسطس «آب» 2009) حددت الدولة، من خلال اللجنة الأمنية العليا، 6 شروط، وأعلنت أنه إذا كان الحوثيون سيلتزمون بهذه الشروط فإن الحرب ستتوقف مباشرة في بدايتها.. غير أن الحوثيين ظلوا يراوغون طيلة فترة 6 أشهر، ويعلنون بين فترة وأخرى مبادرات وشروطا من قِبلهم لا يقبلها العقل أو المنطق، ونتيجة للضربات الموجعة والقاسية التي وجهتها لهم القوات المسلحة والأمن والقوات الشعبية وكل أبناء الوطن الشرفاء.. نتيجة للضربات التي تلقاها المتمردون الحوثيون، وما لحق بهم من خسائر كبيرة وفادحة، رضخوا لشروط الدولة، وأعلنوا التزامهم بتنفيذ الشروط الستة وآلياتها التنفيذية كاملة.. وأعلنوا أيضا عن التزامهم الكامل بها؛ فمعنى هذا أن الدولة مصممة على إنهاء الحرب وعلى إحلال السلام الحقيقي، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب في تلك المناطق، وأن تستكمل في كل شبر منها مشاريع التنمية التي تسببت عناصر التمرد الحوثية في إيقافها، بل وقامت بتدمير كل المشاريع الخدمية والتنموية التي كانت قائمة في مديريات محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان.

* وبالنسبة للخسائر المادية.. يعني من الجانبين بشكل عام، تقدر بنحو كم؟

- الخسائر هي من الشعب اليمني.. سواء من جانب القوات المسلحة والأمن والقوات الشعبية والمواطنين أو من جانب الحوثيين أنفسهم، فهم كلهم يمنيون. إلى جانب أن الاقتصاد الوطني تضرر تضررا كبيرا.. والأضرار بالتأكيد بالمليارات ومن الصعب حصرها بالدقة في الوقت الحالي.. ولكنها بالمليارات، فالخسائر التي نتجت عن الحروب الست كبيرة على الاقتصاد الوطني وعلى الشعب اليمني.

* يعني لا يوجد تقدير؟

- إلى الآن لا يوجد لها تحديد دقيق، ولكن ما يمكن أن أقوله هو أنها بالمليارات.

* وبالنسبة للخسائر البشرية؟

- وكذلك الخسائر البشرية لا يوجد لها تحديد دقيق حتى الآن.

* وهل ترون أن هناك عددا كبيرا من الخسائر البشرية من الطرفين؟

- بالتأكيد.. فأي حرب لا بد لها من خسائر، فليس هناك حروب لم يحدث فيها خسائر. أي حرب لا بد أن يكون لها خسائر.

* لكن بالنسبة للأرقام المحددة؟

- لا تتوافر حتى الآن.

* غدا : خلافات الحزب الحاكم والمعارضة تعطل إصلاح البلاد