فيلم واعتذار للفنانة بسمة بعد هجوم على أصل جدها اليهودي

مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين: يوسف درويش مناضل وطني وما كُتب عنه «تمييز ديني»

بسمة
TT

بعد مقاطعة معلنة من قِبَل الفنانة بسمة للصحافة المصرية اعتراضا على هجوم صحافية بجريدة الأهرام المصرية على أصول جدها اليهودية، اعتبرت نقابة الصحافيين المصريين ما نُشر يعبّر عن «تمييز ديني، ترفضه تقاليد العمل الصحافي ويتنافى مع ميثاق الشرف الصحافي». كما تم الانتهاء من فيلم يحكي سيرة جدها الذاتية ويعيد الاعتبار إلى دوره النضالي بعنوان «يوسف درويش راعي الأمل».

وكانت علا السعدني الصحافية بجريدة الأهرام المصرية قد كتبت بتاريخ 7 أبريل (نيسان) الحالي مقالا هاجمت فيه بسمة بسبب أصول جدها اليهودية، قائلة: «أنا بدوري أتساءل يا بسمة وقبل أن تقدري تقاطعي الصحافة والصحافيين حتة واحدة، وهمّا الصحافيين عرفوا منين إنه لك جد يهودي ولاّ حتى بوذي؟ وعلى العموم انتي وبعد اللي عملتيه قلتي على رأي المثل اللي ما يعرفش يعرف.. وكان من المفروض أن تتبعي طريقة إذا بُليتي بجد يهودي فلتستري نفسك».

وأصدر نقيب الصحافيين المصريين مكرم محمد أحمد بيانا شديد اللهجة اعتراضا على السعدني قال فيه: «أجد أن ما تم نشره يدخل في صور التمييز الديني الذي ترفضه تقاليد العمل الصحافي ويتنافي مع ميثاق الشرف الصحافي، خصوصا أن الممثلة بسمة فنانة محترمة كما أن جدها هو أحد العلامات المصرية الثقافية البارزة في تاريخ مصر المعاصر». وتابع: «إنني أتطلع إلى ضرورة إصلاح هذا الخطأ الذي يمس سمعة فنانة لها كل الاحترام باعتبارها مواطنة مصرية لها الحقوق كافة، كما ينال من جدها وهو مواطن مصري يهودي شارك في الحركة المصرية الوطنية قبل أن يعتنق الإسلام وله دور بارز في حياة مصر السياسة».

على الجانب الآخر اعتبرت الفنانة بسمه أن «جذور جدها لأمها اليهودية لا تلغي افتخارها به لأنه كان في حياته مناضلا وطنيا مصريا أصيلا ولعب دورا قياديا في تاريخ حركتها السياسية اليسارية في الأربعينات وتعرض للاعتقال نتيجة مواقفه الوطنية في العهد الملكي وفي عهد الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات».

ويوسف درويش مناضل يساري مصري نشأ في أسرة من اليهود القرائيين وحصل على ليسانس الحقوق من فرنسا سنة 1934 وعادلها بالليسانس المصري سنة 1944 وأعلن إسلامه عام 1947، وكان له موقف رافض للصهيونية العالمية وإسرائيل، واعتُقل عدة مرات، كما كان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي المصري.

والفيلم الوثائقي «يوسف درويش راعي الأمل» يحكي سيرة درويش جد بسمة كأحد أبرز النشطاء المصريين في مواجهة الحركة الصهيونية العالمية وأحد مؤسسي الحزب الشيوعي المصري.

وقال سيد محمود مؤلف الفيلم لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت في الفيلم منذ وقت طويل.. لكن المشروع تعطل لعدة أسباب كثيرة منها سفري خارج مصر لسنتين وكذلك المخرج، إضافة إلى صعوبات في الحصول على مواد أرشيفية يحتاج إليها الفيلم، ثم حُلّت المشكلات واستؤنف العمل، ونحن الآن في مرحلة المونتاج».

وسجل منتجو الفيلم مع شخصيات سياسية بارزة منها رفعت السعيد رئيس حزب التجمع والكاتب صلاح عيسى، ومن قيادات اليسار: سعد زهران وحلمي ياسين وفخري لبيب وعطية الصيرفي وصابر بركات وعماد عطية إضافة إلى ابنته الناشطة نولا درويش وحفيدته الممثلة بسمة.

وعن سبب اختياره ليوسف درويش لإنتاج فيلم عنه قال محمود لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أعد دراسة عن تحالف بين الأحزاب الشيوعية وتيار داخل حزب الوفد، ووجدت أن درويش هو مهندس هذا التحالف، وتَعرّفته ووجدت عنده إجابات كثيرة لأسئلة تؤرقني، فهو شخص منظم للغاية ولديه أرشيف وثائقي نادر ويتمتع بذاكرة قوية، وخبرة نضالية وعمالية ساعدته على تكوين رؤية ثاقبة في قضايا كثيرة، منها علاقة اليهود بالتنظيمات الشيوعية، والصراع مع إسرائيل، وحتى لحركات الاحتجاجية في الشارع الآن».