وثائق مخابرات القذافي (3): رسائل تكشف تجنيد ليبيا قيادات دينية وقبلية من مصر والعراق وسوريا

«الشرق الأوسط» تنشر وثائق العقيد السرية

العقيد الراحل معمر القذافي
TT

تواصل «الشرق الأوسط» نشر حلقات من وثائق مخابرات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وتتناول الحلقة الثالثة تفاصيل دارت داخل عوامة في النيل بالقاهرة، حين استشعر أحد عملاء النظام الليبي السابق أنه قد يكون وقع ضحية لخدعة من جانب أجهزة استخبارات عربية كانت تريد على ما يبدو التأكد من النشاط الليبي المستتر تحت اسم «حركة الأشراف» التي حاول القذافي أن يوجهها لإثارة النعرات المذهبية والعرقية ضد دول عدة.

وتكشف رسائل ومحاضر اجتماعات أشرفت عليها قيادات من النظام الليبي السابق في القاهرة منذ عام 2002 حتى سقوط القذافي في 2011، خططا لتجنيد قيادات دينية وقبلية وصحافية من بلدان عربية وأجنبية لتشويه صورة بعض الدول من بينها السعودية.

ويتزامن نشاط أجهزة القذافي في قضية «الأشراف» مع ترويج العقيد الراحل لما كان يسميه عودة نظام حكم «الدولة الفاطمية»، لكن خططه كانت كلما تقدمت خطوة للأمام، تقهقرت إلى الخلف خطوات عدة.

كما تشير الوثائق إلى نشاط ليبي محموم من أجل تجنيد قيادات كانت تعمل في السابق مع نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ومحاولة استغلالها انطلاقا من سوريا لدعم أفكار القذافي. وتشير المراسلات الليبية إلى أن الرئاسة المصرية ومؤسسة الأزهر تلقت كل منهما شكاوى من أنشطة القذافي انطلاقا من القاهرة. وجاء في إحدى الرسائل أن «إحدى نقابتي الأشراف في مصر قدمت شكوى إلى الأزهر وإلى رئاسة الجمهورية المصرية مفادها أن (م.ش) يقوم بنشاط سياسي ليبي ضد السعودية باسم آل البيت، وأنه يعقد اجتماعات في القاهرة، وأن ذلك يسيء إلى مصلحة الأشراف».

صور لوثائق ورسائل جديدة حصلت عليها «الشرق الأوسط» مما كان يعرف باسم «وحدة المعلومات السرية»، التي تعد من الوحدات الأساسية التي كان يعتمد عليها العقيد الراحل معمر القذافي في متابعة خططه الغامضة في الداخل والخارج. وتكشف مجموعة من صور الرسائل التي يحتفظ بها عدد من قادة الكتائب العسكرية في طرابلس، قيام عناصر تابعة للاستخبارات الليبية في النظام السابق بالعمل على تجنيد قيادات دينية وقبلية وصحافية من مصر والعراق وسوريا وماليزيا وأميركا وغيرها من شخصيات عربية وأجنبية لتشويه صورة السعودية، وذلك من خلال لقاءات عقدت في القاهرة منذ عام 2002 حتى سقوط النظام الليبي في 2011.

وتتضمن الرسائل تفاصيل مخطط ما أطلق عليه «سلاح الأشراف»، الذي اخترعه القذافي لشن الحرب المذهبية والإعلامية ضد السعودية. والمقصود بـ«سلاح الأشراف» هو خلق حراك لجماعات مذهبية وعرقية في العديد من دول العالم.

وعلى الرغم من أن صور وثائق «سلاح الأشراف» لم تتضمن إشارة تذكر إلى إيران، فإن مخطط القذافي ضد السعودية يتشابه مع عمليات تحريك الشيعة في اليمن وبعض الدول المجاورة للمملكة، وهي تحركات تعكس في الأساس كراهية كل من إيران والنظام الليبي للسعودية.

ويقول محضر اجتماع تحت عنوان «فريق عمل الأشراف» عقد في القاهرة يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2006، ما يلي: «التزاما بتوجيهات الأخ القائد الشريف معمر القذافي، اجتمع فريق العمل الميداني لأشراف الصعيد والأدارسة بحضور الأخوة الآتية أسماؤهم». وسنكتفي هنا بالإشارة إلى الاسم الأول وبالأحرف الأولى لباقي الاسم، مع لفت الانتباه إلى الوظائف التي كانوا يقومون بها أيام عهد القذافي، سواء من الشخصيات الليبية المسؤولة أو مساعديهم وعملائهم من الدول الأخرى الذين كانوا يعملون وفقا للخطط الليبية تحت ساتر العمل المذهبي أو القبلي أو الإعلامي أو غيره.

ويأتي في مقدمة الأسماء «الأخ: عبد الله. م. م.»، وهو عقيد ليبي شهير ظل لسنوات طويلة يعمل بالاستخبارات الليبية تحت غطاء «مسؤول في الإعلام»، وسبقت الإشارة إليه في الحلقتين السابقتين. وتوجد العديد من القصائد الشعرية المسجلة باسم هذا الرجل، التي تحول بعضها إلى أغان كانت تمجد القذافي، وتذاع في الإذاعة الرسمية الليبية في ذلك الوقت، بغض النظر عما إذا كان هو مؤلفها الحقيقي أم لا.

أما ثاني الأسماء المذكورة في مقدمة محضر الاجتماع فهو لرجل ينسب للسلالة الإدريسية، وهي إحدى السلالات التي جرى الاعتماد على قيادات فيها في «حركة الأشراف» التي أسسها القذافي لاستخدامها واجهة للعمل ضد السعودية. ولتأكيد أصول هذا الرجل الإدريسي تم وضع اسمه خماسيا مسبوقا بـ«الأخ الشريف»، ويدعى «أحمد م. أ. ش. إ».

وقبل الدخول في محتويات الرسائل المتبادلة بين عملاء القذافي في الخارج ووحدة المعلومات السرية في باب العزيزية بطرابلس، تتوجب الإشارة إلى أن القذافي كان في تلك السنوات التسع التي سبقت مقتله يروج لعودة نظام حكم «الدولة الفاطمية» في شمال أفريقيا، بقوله إن «الدولة الفاطمية ستقوم» وإن «زمن اضطهاد الأشراف انتهى». وبغض النظر عن العلاقة بين الدولة الفاطمية ذات التوجهات الشيعية وحركة الأشراف التي تقول إنها تنتمي لبيت النبي محمد صلي الله عليه وسلم، فإن القذافي ظل يعمل على الترويج للحكم الفاطمي بالتزامن مع دعمه القوي والكبير لحركة الأشراف في مصر ودول أخرى، في سبيل استهداف السعودية باعتبارها الدولة السنية الأولى في العالم، لكن خططه كانت كلما تقدمت خطوة للأمام، تقهقرت إلى الخلف عدة خطوات.

ولا توجد معلومات تفصيلية عن الجهود التي كانت تقوم بها السعودية لمواجهة خطط القذافي في هذا الصدد. وتبين من صور الوثائق أن العقيد الراحل نشر عملاءه لهذا الغرض عبر مصر والأردن ولبنان وسوريا والعراق وغيرها، لكن مخابرات من هذه الدول أدركت أن ما يقوم به عملاء مخابرات القذافي على أراضيها موجه في الأساس إلى الرياض كما سيرد بالتفصيل، ولهذا كانت تلك الدول؛ خاصة مصر، تقوم باستبعاد المتورطين الليبيين وغير الليبيين عن أراضيها والتضييق على العملاء المتورطين في تنفيذ خطط القذافي، سواء كان أولئك العملاء على علم بما ترمي إليه تلك الخطط، في الحقيقة، أم لا.

كانت اللقاءات والاجتماعات والمراسلات تجري على قدم وساق، إلى أن تعرض مشروع جبهة الأشراف الذي كان يشرف عليه القذافي لانتكاسة بسبب أغراضه المشبوهة التي كان يجري تأسيسها في مصر وغيرها. في تلك الظروف، وبالتحديد في عام 2007، انسحبت قيادات معتبرة في حركة الأشراف العالمية وأخذت العملية برمتها تواجه الفشل على مدى نحو 18 شهرا، فعاد القذافي ليضرب بقوة دفاعا عن مشروعه وحركته. وقال في عام 2009 أثناء زيارة له إلى موريتانيا إن «قيام الدولة الفاطمية من شأنه إنهاء مأساة الأشراف، لأنها الدولة التي تبنى على العلم والثقافة والتوسع نحو أرجاء المعمورة».

وبالعودة لمحضر الاجتماع الذي عقد في القاهرة عام 2006 تحت عنوان «فريق عمل الأشراف»، والذي كان من بين المشاركين فيه كل من «محمد م.ر.ر» و«الأخ: عبده م.م»، و«الأخ: محمد أ. أبو ح.ج»، و«الأخ محمد م. أبو خ.ش».ويقول نص محضر الاجتماع: «وبعد مداولات واستعراض تاريخي ومنهجي للثوابت والمتغيرات، وقراءة موضوعية للواقع وتحديدا للأهداف والمنطلقات تم الاتفاق على الترتيبات التالية:- أولا:- يقوم الشريف (أ.م.أ.ش.إ) بتشكيل فريق في الحجاز ونجران (داخل السعودية) ومشايخ قبائل المريدين والأنصار، ودعوتهم لعقد الاجتماع التنسيقي المقترح، ثم يقوم بتكثيف الاتصالات لعقد اجتماع تنسيقي لقيادات الأدارسة بمدينة أسوان (في جنوب مصر) خلال شهر محرم القادم».

ويتابع نص محضر الاجتماع قائلا إن الاجتماع التنسيقي المقرر عقده في أسوان خلال شهر محرم «يستهدف:- أ) أدارسة الحجاز ونجران (15) مندوبا. ب) أدارسة صعيد مصر (15) مندوبا. ج) أدارسة السودان (10) مناديب. د) أدارسة اليمن (10) مناديب. هـ) أدارسة أميركا وماليزيا وإندونيسيا (5) مناديب. على أن ينتج عن الملتقى التنسيقي اختيار لجنة عليا مكونة من سبع شخصيات إدرسية مختارة بعناية تتوجه للقاء بالأخ القائد (القذافي) لعرض خطة التحرير عليه للاستفادة من توجيهاته وخبرته وانطلاق مسيرة التحرير بعدها».

ويقول محضر الاجتماع أيضا في بند آخر إنه تقرر رفع قضية أمام المحكمة الدولية للحصول، على ما يبدو، على اعتراف دولي بحركة الأشراف وتحركاتها عبر دول العالم. ويقول نص المحضر: «ثانيا: - كلف الأخ (م. م.ر.ر.) بتشكيل فريق عمل من القانونيين المحليين والدوليين لرفع قضايا أمام المحاكم المختصة وصولا إلى المحكمة الدولية التابعة للمفوضية الأوروبية، وسيقوم الأخ (م) بإعداد مذكرة الدعوة النهائية وتصور شامل لسير الدعوة المقترح وعرضه في أقرب وقت».

وجاء في محضر الاجتماع بند آخر بتأسيس صحيفة وموقع إلكتروني وقناة تلفزيونية. يقول هذا البند بالنص: «ثالثا:- تم الاتفاق على وضع دراسة لتأسيس صحيفة ناطقة باسم الأشراف، وموقع إلكتروني على شبكة المعلومات الدولية، وقناة فضائية، وكلف الأخوين (ع.م.م.) بتقديم تصور بذلك. هذا وتم الاتفاق عليه، وحرر يوم الجمعة 17 – 11 - 1374 و. ر (تقويم اتبعه القذافي بوفاة الرسول) الموافق 2006 ميلادي».

وبالتزامن مع مخطط القذافي الذي كان يرمي إلى استغلال بعض المنتسبين لـ«الأشراف»، كانت المخابرات الليبية تسعى للاستفادة من العسكريين الفارين من العراق بعد أن كانوا يعملون في الجيش وأجهزة الأمن التابعة لحكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتوضح صور الوثائق عمليات متابعة ومراقبة لشخصيات قبلية سنية وكردية وشيعية وغيرها من العراق لاستخدامها ضد السعودية.

ومن أبرز الأسماء التي رشحتها وحدة المعلومات السرية للعقيد القذافي، شخص يدعى «م.ج» امتلك محطة تلفزيونية كانت تبث من سوريا وحصل على شهرة واسعة في الأيام الأخيرة من حكم القذافي، بسبب تأييده لنظام حكم العقيد الراحل، وتبنيه مواقف مضاد لثورة 17 فبراير (شباط) الليبية. وتتضمن ورقة الترشيح الموجهة للقذافي عن هذا الشخص اسمه رباعيا وما يتميز به من خبرة عسكرية وعشائرية تفيد مشروع القذافي ضد السعودية.

وورد في ورقة الترشيح ما يلي: «الاسم: م.ر.ض.ج. من مواليد (1957) عضو مجلس النواب العراقي، قتل والده في إحدى المعارك التي خاضها النظام العراقي ضد الأكراد. عاش في كنف زوج أمه، ورعاية مباشرة من الرئيس السابق صدام حسين في إطار رعايته الخاصة لأبناء الشهداء، وتحصل على دورات خاصة أهلته لأن يكون ضابطا في الحرس الجمهوري، وتدرج في المراتب حتى وصل إلى رتبة مقدم. ارتبط بعلاقة مع العقيد صدام كامل زوج ابنة الرئيس صدام حسين وشقيق حسين كامل زوج ابنته (رغد). خرج من العراق وانشق عن النظام العراقي السابق مع حسين كامل، وحمل رسائل منه إلى بريطانيا وأميركا ودول عربية، وحاول (م.ر.ض.ج) فتح طريق بين حسين كامل والرئيس السوري حافظ الأسد الذي كان جوابه قاطعا (إن سوريا لا تستقبل من يهرب من وطنه) وقد حمل (م.ر.ض.ج) أخطر رسالة من حسين كامل إلى الإدارة الأميركية كشف فيها أهم أسرار الأسلحة (..) التي تبحث عنها أميركا». وتواصل رسالة الترشيح مفصلة أهمية القبيلة التي ينتمي إليها الرجل: «قبيلة (ج) التي ينتمي إليها (م.ر.ض.ج) من أهم القبائل العراقية، ولبيان أهميتها كان هناك ستون ألفا من أبنائها أعضاء بالحرس الخاص عدا الآلاف المؤلفة الذين كانوا في الحرس الجمهوري منهم (25 قائد فرقة، 5 قادة فيالق من مجموع سبعة). وكان منهم وزير للدفاع ومدير للاستخبارات العسكرية ناهيك عن المؤسسات الأمنية». وتضيف ورقة الترشيح قائلة: «يعمل (م.ر.ض.ج) حاليا على استقطاب البعثيين غير الصداميين، ويطرح نفسه ممثلا للمقاومة المسلحة ويعارض الحكومة الحالية ويتخذ من دمشق مقرا دائما لحركته ويتردد كثيرا على عمان. يواجه حاليا مشاكل مع الحكومة المصرية التي أصبحت تعرقل نشاط قناة (ز)، وحاولت أن تفرض تسويات يقول إنه لو أعلن عنها سيفضح النظام المصري ويؤكد عمالته».

كانت مثل هذه المحاولات تجري في ظل أوضاع سياسية تعصف بمنطقة الشرق الأوسط بسبب غزو القوات الدولية للعراق واحتلاله منذ عام 2003، وما أسفر عنه من تفرق لآلاف الشخصيات التي كانت تبحث عن ملاذ آمن. ومع ذلك، كانت الرسائل المتبادلة بين عملاء القذافي ومكتبه في باب العزيزية تشير إلى أن الجانب السعودي كان يراقب ما يحدث في ما يتعلق بموضوع الأشراف وغيره من الممارسات الليبية المحمومة ضد الرياض. ويبدو هذا الأمر واضحا من خلال رسالة من عميل يمني اسمه «أ.ع»، وهو الاسم نفسه الذي كان من بين من ينقلون رسائل للقذافي بخصوص النشاط الحوثي المعادي على الحدود السعودية الجنوبية مع اليمن، وعمليات تجنيد مرتزقة من اليمن والصومال وغيرهما لإدخالهم إلى السعودية للقيام بعمليات تخريبية.

ورسالة «أسد.ع.» قادمة هذه المرة من القاهرة، وموجهة إلى وحدة المعلومات السرية في طرابلس للعقيد عبد الله الذي سبقت الإشارة إليه. وكان نظام الرئيس السابق حسني مبارك يحتفظ بعلاقات جيدة مع كل من السعودية وليبيا، لكن رئاسة الجمهورية حينذاك تلقت شكاوى من أنشطة القذافي ضد الرياض انطلاقا من القاهرة. ويضيف نص الرسالة: «كما ذكر اللواء أن الأردن حذر جدا من هذا النشاط الليبي بخصوص آل البيت وكأنه يريد أن يحذرني، وفي أثناء الحديث قال لي: وهل تقبل أن يعمل (محمد.ش) أي نشاط في الأردن للأشراف مهما كان نوعه بدون موافقة الحكومة الأردنية وموافقتكم أنتم كقائمين على أمور آل البيت؟ أجبته بالنفي، فأخبرني أن إحدى نقابتي الأشراف في مصر قدمت شكوى إلى الأزهر وإلى رئاسة الجمهورية المصرية بأن (محمد.ش) يقوم بنشاط سياسي ليبي ضد السعودية باسم آل البيت، وأنه يعقد اجتماعات في القاهرة، وأن ذلك يسيء إلى مصلحة الأشراف».

وتضمنت رسالة «أسد.ع» مخاوف من التسريبات غير المباشرة التي يبدو أن العميل اليمني لمخابرات القذافي شعر من خلالها بالقلق.

في نهاية اللقاء المتقطع من كثرة الضباط الداخلين للمكتب، أخبرني اللواء وبصوت خافت وعلى شكل استفسار منه: هل القذافي يعتقد أنه يستطيع أن يقف في وجه السعودية؟». ويواصل «أسد.ع» قائلا، وهو يعرب عن مخاوفه من حديث اللواء المشار إليه: «أنا لا أعرف هدفه وانفتاحه غير المعهود، ولكني رغم صعوبة الأمر لصعوبة اللواء نفسه، على استعداد أن أتابع الموضوع إذا وجدتم أنه مهم لكم».

وتضمنت الرسالة نفسها في البند التالي إشارة إلى نشاط حزب الله بتمويل من إيران في عدة دول من بينها السعودية. وتقول الرسالة: «4) حزب الله وبتمويل من إيران لا يزال يرعى حركة التشيع لآل البيت وإيقاظ الشيعة النائمين وتحريك السنة أيضا في عموم أفريقيا وفي دول المغرب العربي وفي السعودية والأردن وأفغانستان، وقد تم اعتقال بعض الأشخاص من الأردن لهذا السبب، وأن (حسن نصر الله) يريد من تشييع المنطقة أن يعمق قاعدته في الخارج تحسبا لظروف داخلية قادمة عليه لاحقا, قاسية وصعبة. إلا أن هذا الموضوع بحد ذاته خطر».

ويواصل «أسد.ع» في رسالته للعقيد «ع.م.م.» في طرابلس الغرب: «وأنوه أن تحركنا وسرعته ودقته لتجميع آل البيت بطريقة سريعة مدروسة كفيلة بأن تحد من نشاطهم وتقربنا من هدفنا. وأن الدعوة لمؤتمر خاص بالأشراف في القاهرة الذي يحضر له حاليا قاصر على شكله الدعائي وأن الطريقة التي يفكر بها بإدارة أنشطته القانونية الدعوية الرسمية مشكوك في نجاحها مع هذه المجموعة، أعتقد أن حنكتكم وخبرتكم (و) إخلاصكم رغم كثرة مشاغلكم (تجعلكم) قادرا على أن تتلمس الأمر أكثر مني، وأنا مثلكم أحرص على ألا تضيع جهود القائد (القذافي) وجهود المخلصين في هذا الموضوع في مهب الريح». ويختتم الرسالة قائلا: «لذلك بادرت باتخاذ الخطوات المكتوبة في التقرير المطبوع، وإني أتطلع إلى مناقشة الموضوع معكم إذا رغبتم، وبكل الأحوال أتمنى أن يجري العمل على دعم وتأسيس المجلة بالسرعة اللازمة لأنه جرى تأخير وتمديد ترخيصها مرتين بانتظار دعمكم للموضوع. وفى الختام تحياتي مع أطيب تمنياتي لكم بالصحة والعافية. أخوكم/ أسد.ع».

* غدا في الحلقة الرابعة:

* استمرار دعم حركات انفصالية وإرهابية قابله انخفاض المشاركة في قمة سرت ونزع صور القذافي من شوارع كمبالا

* المخابرات الليبية تحاول تجميل سياسات القذافي المقلقة لدول عربية وأفريقية.. بعد فوات الأوان