«حكاية أمل» ملحمة إنسانية

المخرج أنطوان ريمي: أكتب عن القرية اللبنانية لأنها تحتضر

TT

اكد المخرج انطوان ريمي لـ«الشرق الأوسط» ان مسلسل «لمحة امل»، الذي كتب قصته، هو «ملحمة انسانية تعالج معاناة الأم العربية عموماً واللبنانية خصوصاً تجاه ارضها وعائلتها». وتروي احداث المسلسل الذي ينتجه ايلي معلوف، على مدى 30 حلقة حكاية امرأة اسمها «امل» تعيش في احدى القرى اللبنانية بين العام 1950 و1970. وتتناول قصة الحب التي تربطها بابن قريتها «حبيب»، متطرقة الى مأساتها وافراحها بدءاً من الظروف المادية الصعبة التي تواجههما ثم اعاقة الزوج وهربه وصولاً الى معاناتها مع اولادها، فابنتها عمياء واحد اولادها يتبرأ منها والثاني يصاب بالخرف. ورغم ذلك ترفض امل ان تتخلى عن عائلتها ولا تتوقف عن بذل الغالي والنفيس للحفاظ على ارضها التي تعتبرها اهم ما في الحياة. وعن القصة قال ريمي «تعمدت ان اكتب عن قرية لبنانية لأنني ألاحظ بأسى احتضار القرية وغياب قيمها وتقاليدها في ظل المجتمع المادي الذي نعيشه. فأحببت تسليط الضوء على هذا النمط من الحياة لنسترجعه قبل انقراضه نهائياً». واضاف: «كما انني اردت التركيز على المرأة القروية في الخمسينات، وقيمتها كحجر اساس في «مدماك» العائلة في ذلك الوقت، فهي التي كانت تهتم بالاسرة وبتربية الاولاد فيما الزوج يكتفي بتأمين لقمة العيش لانشغاله الدائم خارج المنزل». ويؤدي طوني معلوف دور حبيب فهو «شاب يحب الحياة، وطموح لا يريد البقاء على وتيرة واحدة، بل يحلم بتحسين اوضاعه، فيقرر الهجرة الى المدينة لتحقيق هذا الحلم». واعترف معلوف ان «حبيب» قد يولد انطباعاً لدى المشاهد بأنه كسول يحب تضييع وقته في ما لا يفيد، لكنه فعلياً يحب العمل والاهتمام بعائلته، الا ان ظروفه المادية الصعبة واعاقته الجسدية تسببان له الاكتئاب، فيشعر بعدم اهليته وقدرته على العطاء في وقت كان يفرض على الرجل فيه ان يهتم بعائلته مما يولد لديه شعوراً عارماً باليأس والاحباط».

واعتبر معلوف ان «حبيب شخصية تتطلب جهداً كبيراً منه كممثل يمر بحالات نفسية مختلفة نتيجة التبدلات التي تطرأ على الظروف المحيطة به، كما انه يقطع مرحلة عمرية كبيرة. اذ يبدأ المسلسل وهو شاب، وينتهي وهو كهل مما يضيف الى شخصيته ابعاداً كثيرة».

وتؤدي رندلي قديح دور زوجته «امل» صاحبة الشخصية القوية المستعدة للتضحية بكل شيء في سبيل اسرتها وارضها. ورغم كل ما تلاقيه من صعوبات فإنها تظل على اخلاصها واندفاعها في خدمة الاسرة وحمايتها. وتصف رندلي «امل» بأنها «شخصية صعبة بسبب الضغوط النفسية التي تمر بها فتضحياتها المتواصلة تشعرها انها فقدت انوثتها مما يصيبها بالاحباط ويؤثر على شخصيتها التي تصبح عرضة لتقلبات كثيرة، ويزيد من حدتها اصرارها الدائم على كبت مشاعرها وعدم التعبير عنها بحرية».

وتضيف رندلي قديح «اما قمة المأساة، فتتمثل باولادها فابنتها عمياء وأحد ابنائها يتبرأ منها فيما يسلك الثاني طريقاً غير قويم فتجد ان تضحياتها راحت هباء».

ويؤدي سليمان الباشا دور عبد الله، اسكافي القرية وعم حبيب. الذي يكرس نفسه لتربية ارملة اخيه وابنها. ورأى الباشا ان شخصية «حبيب» هي نموذج عن الانسان في كل وقت وزمان. اذ ان حبيب رجل عاكسته الظروف في صباه، ففضل ألا يتزوج مفسحاً المجال امام اخيه لتأسيس عائلة، ومع مرور الايام يصبح حلمه صعب التحقيق فبسبب كبر سنه لا يجد فتاة تعجب به. ورغم ذلك لا يشعر بالمرارة او الحقد على شقيقه المتوفي بل يقنع بقسمته ويمضي في مهمته الانسانية الى ابعد حدود.

وأكثر ما احبه الباشا في شخصية عبد الله «تجسيدها لأخلاق الضيعة بكل طيبتها ومثاليتها، لاسيما انني ابن ضيعة لم اتخل يوماً عن قيمها وتقاليدها بفضل والدي الذي غرسها فينا ورفض ان يتركنا عرضة لتأثير المدينة وماديتها».

اما ليلى حكيم فتؤدي دور «ام حبيب»، وهي مثال للمرأة القروية المجدة في عملها التي لا تتورع عن الوقوف في صف زوجة ابنها اذا اخطأ ابنها رغم حبها الكبير له. وتعتبر ليلى حكيم ان «ام حبيب تجسد المرأة القوية، التي كانت تحمل هم عائلتها وتعتني بها اضافة الى عملها في الارض وليس كما يحصل حالياً من اتكال النساء على من يساعدهن في تربية الاولاد وادارة شؤون بيوتهن لكسلهن واتكالهن بعد ان اغرتهن المظاهرة المادية».

ومن المتوقع ان ينتهي التصوير في شهر مارس (آذار) من العام 2001 لأن المخرج يريد انتظار سقوط الثلوج على المرتفعات، كونها تخدم احداثاً في القصة، لاسيما ان التصوير يتم في عدد من القرى الجبلية في لبنان. وحتى الآن لم يتقرر اين سيتم عرض المسلسل.

=