ياسر العظمة: أخذت أفكار مسلسل «حكايا» من أحد الكتب

ما ذكره (ياسين بقوش) حول انني انتحلت مرايا من برنامج تلفزيوني له غير صحيح فأنا لم اشاهد برنامجه ولكن قد يكون هناك توارد خواطر

TT

* هناك أشياء جديدة في حكايا هذا العام (المرايا) وmbc ستعرض الحكايا فهي تحترم انتاجي وتستوعبه دائما!

* في حكايا هذا العام ابتعدت عن الحكايا الشعبية والتاريخ.

ـ منعا للالتباس وللاتهامات بأنني آخذ من كتاب كما في المرايا السابقة قمت هذا العام بوضع اسم الكاتب الذي اخذت الفكرة عنه في كل حلقة من حكايا.

* معظم ما يقدم من كوميديا في سورية يفتقد الى النص الذكي! دمشق: هشام عدرة يعرض حاليا الفنان السوري المعروف «ياسر العظمة» بتصوير مسلسله التلفزيوني الجديد «حكايا» وهو امتداد لسلسلة «مرايا» التي بدأها قبل عدة سنوات، ولكن احب هذا العام ان يغير العنوان إلى حكايا بدلاً من مرايا بقصد التجديد، وقد تحدث الفنان ياسر العظمة لـ «الشرق الاوسط» في حوار خاص عن مسلسله الجديد:

* لنتحدث بداية عن مسلسلك الجديد (مرايا 2001) الذي حولته إلى (حكايا) ولماذا فعلت ذلك؟

ـ في هذا العام، لن يحمل مسلسل مرايا الاسم نفسه وانما يحمل اسما آخر هو (حكايا) لكي نخرج عن نطاق الترقيم الذي التزمنا به طوال سنين عديدة في اجزاء متعددة من هذا المسلسل الذي احبه الناس ولا يزالون يقبلون على مشاهدته، وهذا ما يدعوني ان اجوّد في الكتابة والانتاج والتمثيل ويحملني مسؤولية كبيرة.

طبعا مسلسل حكايا هذا العام لن يختلف كثيرا من حيث الاطار الفني عن مرايا، فهناك قصص مختلفة منتزعة من واقع الناس من حياتهم، من مشاكلهم وآمالهم، من معاناتهم ومن احلامهم ومما يحبون ان يروه يتحقق الخ.. والمسلسل من اخراج مأمون البني الذي اخرج سابقا مرايا 1997 ومرايا 2000 وهذه المرة الثالثة التي اتعاون معه فيها. كما يشترك في حكايا هذا العام عدد كبير من الممثلين والممثلات تعود الناس على مشاهدتهم اضافة لعدد لا بأس به من الوجوه الشابة من الممثلين والممثلات الذين اتفاءل بوجودهم وباعطاء الفرص لهم.

* وهل في حكايا هذا العام تركيز على الاستفادة من التاريخ والقرية، كما فعلت في الاعوام الماضية، ام هي اجتماعية فقط؟

ـ طبيعة حكايا هذا العام لا تخلو من النقد الاجتماعي الذي احاول ان اسوقه للناس برفق وترفق، شاجبا للسلوك الفردي الذي قد نتعرض له في حياتنا تحت ضغط ما، دائما انا لا ادين اشخاصا في المرايا، وانما ادين فكرة او سلوكا عاما.. هناك بعض المعلومات التي تعتمد الحكاية عليها ولكن ليست الحكاية الشعبية هذا العام، ليس هناك عودة إلى التاريخ كما فعلت في الاجزاء السابقة من مرايا إلا القليل النادر، قد تكون لوحة واحدة فقط، لانه اخذ علي في العام الماضي في مرايا 2000، امران: الاول: انني اكثرت من اللوحات الشعبية التي انضوت تحت مسمى الحكواتي واخذت خمس حلقات ايضا فأحسست ان الناس قد تعودوا على التنوع ولا يريدونني ان اتقوقع او ان اكرر أساليب معينة، يريدون دائما في مرايا ان يلحظوا الاختلاف ولا يحبون التشابه. الامر الثاني هو ان بعض الناس احبوا هذا التشابه ورأوا احيانا التكرار في الاطار الفني وليس في القصة طبعا، مطلوب ومرغوب وجميل، ولذلك حاولت في حكايا هذا العام ان ارضي الجهتين، وان احاول مسك العصا من منتصفها لكي ارضي ما امكنني ذلك من الاذواق عامة.

* إذاً، مراياك هذا العام مختلفة عنوانا ومضمونا؟!.. وماذا عن التأليف، وغياب بعض الممثلين الاساسيين، كما سمعنا، عن مرايا هذا العام؟

ـ تقع حكايا هذا العام في 30 حلقة، مدة الحلقة الواحدة 45 دقيقة كي تعرض في شهر رمضان المبارك، وغالبا ما ستعرض المسلسل قناة الـ mbc كما تعودت، فهذه المحطة تحترم انتاجي وتستوعبه دائما وتحب ان تكون هي السباقة لعرض مرايا. أما الانتاج فهو لشركة عرب وقد اسعدني التعامل معها فهي شركة محترمة وتنتج هذا العام مسلسلي الخوالي وسحر الشرق.

أما في ما يتعلق بالتأليف فإنني كالعادة مع الزميل الكاتب مازن طه قمنا باعداد مسلسل هذا العام، واعتمدت على عدد من الكتاب في افكارهم مثل نور الدين الهاشمي وديا فارس وغيرهما، أما التمثيل، فبالفعل لن يشاركني هذا العام: سلمى المصري، ومها المصري وسليم كلاس وهاني شاهين لانه لا يوجد أدوار تستوعب مواهبهم وامكانياتهم، فالادوار اصغر من ذلك، لذلك اتحت الفرصة امام الوجوه الشابة لتأخذ هذه الادوار.

* اتهمت مراياك باستمرار ومنذ اعوام بأنها مأخوذة عن اعمال اخرى لكتاب او عن برامج، كما ذكر الفنان ياسين بقوش أنها مأخوذة عن برنامج تلفزيوني قدمه مع ابو عنتر عنوانه تلفزيون المرح في السبعينات؟!..

* هذا الكلام غير دقيق وغير صحيح لانني لا اعرف هذا البرنامج الذي ذكره ياسين بقوش ولم اشاهده، وان وقع تشابه فربما ذلك من توارد الخواطر ليس إلا، ولانني احترم الناس جميعهم واحترم انتاجاتهم ولن يفيدني بشيء ان اشير دائما إلى المصدر الذي استقيت منه قصصي وافكاري. سابقا كنت اكتب في شارة مرايا: التأليف والاعداد (ياسر العظمة) مما سمع وقرأ وشاهد. ولكن لم يعجب هذا التعميم الكثير من النقاد فلجأت الان في حكايا هذا العام إلى تسمية الاديب الذي اخذت منه الفكرة طبعا، لم يسبق لي ان اخذت من ادباء عرب إلا وسميتهم، أما من الكتاب الاجانب فإنني كثيرا ما اعتمدت بعض افكار انطون تشيخوف او عزيز نيسن، ولكنني احيانا اميل إلى التصرف الكبير بحيث تأتي اللوحة التي كتبتها انا عن قصة لعزيز نيسن مثلا تأتي وكأنها ليست لها علاقة بالكاتب الاصلي فلذلك لجأت إلى التعميم، والآن فإنني دائما اذكر المصدر الذي ربما كان بعض النقاد يريدون ان يحكموا على ادبي الذاتي بمعنى اي فكرة انا ألفتها واي فكرة استقيتها وهذا حقهم!..

* يلاحظ انك تنوع في اخراجك لمرايا، ألا يؤثر ذلك في سوية المسلسل، حيث تسند كل عام الاخراج لمخرج مختلف؟

ـ بالعكس، فالمخرجون الذين تعاقبوا على المسلسل وعددهم أربعة، لكلٍ رؤيته ولكل بصمته ولكل طريقته واسلوبه في تحريك الكاميرا، في الرؤيا البصرية، في طريقة تبني الفكرة وتنفيذها وانا احب ان يرفد مرايا من حيث الاخراج الدماء الشابة والرؤية الجديدة والتنوع مطلوب، وهذا لمصلحة العمل وليس ضده وكان كل المخرجين الذين اخرجوا مرايا موفقين في عملهم.

* إلى اين ستصل في مراياك وحكاياك، ألن تنتهي هذه السلسلة؟!..

ـ طبعا، اريد دائما ان اقدم للناس قصصا جديدة ومواقف جديدة وطالما ان هناك حياة، وطالما ان هناك شمسا تشرق صباح كل يوم فالقصص موجودة والتنوع موجود والمفارقات قائمة، واننا لنغرف من هذا البحر المتلاطم الامواج، الذي هو بحر الحياة، طالما ان الحياة مستمرة.. قد يقع احيانا بعض التشابه لكن اذا عولجت الفكرة بطريقة مختلفة قد تأتي جميلة والتفكير احيانا مطلوب لان الافكار في العالم افكار معروفة لكن الاساس للتفاصيل الصغيرة في هذه الحياة الزاخرة احيانا حيث تولد كوميديا جميلة.

* لم نشاهدك في اعمال غير كوميدية، وتحديداً غير مرايا لماذا؟

ـ الكوميديا تستهويني، وطبعا استطيع ان اطرح من خلال الكوميديا ادق المواضيع واشدها حساسية، لان الكوميديا هي صابون القلوب والامور التي لا تستطيع ان تقولها جادا تستطيع ان تشير إليها وتسخر وتغمز وانت تقولها باسلوب ساخر او هزلي، لذلك الكوميديا تتسع لكثير من الأفكار، خاصة انا في مرايا او حكايا لم اؤطر نفسي في قصة واحدة، فمثلا المسلسل عندي يتألف تقريبا من 45 حكاية منفصلة ليس لها علاقة بالقصة التي قبلها او التي بعدها، فإن سقطت عند الناس قصة ما او لوحة تمثيلية ما فلن تسقط الاخرى، أما في المسلسل فإذا سقطت قصة هذا المسلسل او محاوره فان هذا المسلسل سوف يسقط جميعه، لذلك فإنه لو افترضنا سقطت عشر لوحات في مرايا فإن الـ 35 لوحة ستبقى وهذا يعني ان مرايا يحمل بعضه بعضا.

* ما رأيك بواقع الكوميديا السورية؟

ـ معظم ما يقدم من كوميديا في سورية يفتقد النص الذكي، يفتقر إلى الكتاب الذين يستطيعون ان يجاروا الكوميديا في العالم من حيث الحبكة، ومن حيث سبك مواقف سوء التفاهم، هذه تحتاج إلى مواهب وإلى اناس (سناريستي) لهم فترة طويلة بالسيناريو، فالكوميديا عندنا، من حيث الكتابة، عبارة عن محاولات فردية ليس لها اسلوب وليس لها تقليد او اسس سليمة، هذا من حيث النص أما من حيث التمثيل فهو ايضا ضمن المحاولات، على الرغم من انه يوجد لدينا الكثير من الفنانين الممتازين الذين يتميزون بخفة الظل والدم، ولكن الفنان يقع دائما إما ضحية المخرج وإما ضحية النص.