«الخوالي» يوثق تقاليد الحج الشامي من خلال سيرة حارة دمشقية

TT

المسلسل من الأعمال الضخمة ويقع في 30 حلقة ويشارك فيه أكثر من 130 فنانا وفنانة

* تم بناء حي كامل في غوطة دمشق ونموذج للكعبة المشرفة دمشق: هشام عدرة يعرض للمخرج السوري بسام الملا حاليا مسلسله التلفزيوني الجديد «الخوالي» من تأليف أحمد حامد وانتاج شركة عرب وبطولة عدد كبير من الفنانين منهم: سليم كلاس وعبد الرحمن آل رشي وصباح الجزائري وأمل عرفة وهالة شوكت وبسام كوسا وناجي جبر. ويقع المسلسل في 30 حلقة تلفزيونية وهو من الاعمال الضخمة الكبيرة.

توثيق الحج الشامي في أحد مواقع تصوير المسلسل التقينا المخرج بسام الملا الذي تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن هذا المسلسل قائلا: تدور أحداث المسلسل في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث كانت دمشق برمتها تستعد لموكب المحمل الشريف المتجه إلى الاراضي المقدسة، إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث كان نصف حجاج آسيا ينطلقون إلى الحج من دمشق. وتتم تقاليد وعادات هي اشبه بالمهرجان، استعدادا للحج حيث هناك يوم الماورد، ؤكانوا يقطرون ماء الورد من المزة ويرسلونها ليعطروا ارض المسجد النبوي الشريف والكعبة المشرفة، وكان هناك يوم الشموع ويوم الزيت ويوم المحمل حيث يدور المحمل مع امير الحج الذي هو باشا يأتي من تركيا، وهذا يتم قبل اليوم الاخير لوداع الحجيج، وكانت دائرة الحجاج في ذلك الوقت يتولاها باشا ويطلق عليه امير الحج.

ويوثق المسلسل هذه التقاليد كما يصور الحجيج وهم منطلقون إلى الاراضي المقدسة على الجمال ومشيا على الاقدام وما يتعرضون له من مشاكل وسرقات وغير ذلك.

النذر يبدأ المسلسل ـ يضيف الملا ـ بقصة احد وجهاء الحارة الذي تنجب له زوجته بنات فقط ولا تنجب ذكوراً، فينذر أن يحج إلى بيت الله الحرام مشيا على الاقدام وأن يطعم أهل الحارة كلهم أكلة شعبية (الهريسة) في حال أنجبت زوجته الحامل ذكرا، وفعلا يتم له ما يريد ويبدأ العمل من هذا الدهليز ـ كما أسميه ـ وحين تكون الداية أم نصار تولد زوجة الوجيه، تكون زوجة ابنها نصار تلد ايضا ولكنها تموت في الولادة، ويولد الطفل النذر ابن الوجيه فيما يموت ابن نصار، حفيد الداية. ونصار هنا (بسام كوسا) هو الشخصية الرئيسية بالمسلسل، ويسمى الطفل النذر هاشم. وبعد ذلك بسبع سنوات يبدأ وفاء النذر وتكون دمشق في حالة استعداد كامل لاستقبال حجاج آسيا. ويقرر ابو هاشم وفاء النذر ويقيم وليمة لاهل حارته لأكلة الهريسة لكن أثناء الوليمة يصاب الطفل بطلقة نارية، ولكنه يتعافى، ويتجه مع والده مشيا على الاقدام إلى الكعبة المشرفة وفاء للنذر الذي قطعه أبو هاشم على نفسه.

صراع بين الظالم والمظلوم يبدأ بعد ذلك محور درامي عنيف في الحارة، وهو الصراع بين الظالم والمظلوم، حيث شخصية نصار، وبالصدفة يضطر للدفاع عن اهل حارته ونتيجة لذلك يعتقل نصار ويهان داخل الكركون. وتبدأ من هذه اللحظة عملية الصراع العنيف في هذه الحارة الدمشقية (الشاغور) بين الشعب المقاوم والمحتل، بين الظالم والمظلوم، وليأخذ العمل منحى آخر، منحى يدفع بكل الفئات لأن يتوحدوا ليصيروا كلهم كتلة واحدة ضد الظلم بشكل عام وليؤكدوا بالنتيجة مقولة مهمة وهي اللحمة الوطنية وان الانتماء للوطن هو أغلى انتماء.

لا يتشابه مع أيام شامية وسألنا المخرج الملا عن اوجه التشابه بين العمل الجديد له (الخوالي) والمسلسل السابق (أيام شامية) فقال: التشابه هنا من حيث المناخ والعادات، والتقاليد الاجتماعية لأن العملين يصوران البيئة الشامية، اما هنا فالأحداث مختلفة وكذلك طبيعة الصراع. في «ايام شامية» كان عبارة عن تاريخ اجتماعي بحت، هنا في «الخوالي» تاريخ اجتماعي واداري وقليلا سياسي. وقد بنينا حيا كاملا من أجل تصوير المسلسل في غوطة دمشق. كما ان ميزة هذا المسلسل هي انها توثق للحج الشامي وتقاليده. كما شيدنا من أجل التصوير نموذجاً للكعبة المشرفة.