اختبار جديد سوف يخلص النساء من عناء سحب السائل الأمنيوسي من الرحم

TT

طور الاطباء الصينيون طريقة جديدة سهلة وسريعة لكشف احد المشاكل الدموية المهمة بين الام والجنين، من شأنها ان تخلص النساء من عناء سحب السائل الامنيوسي عبر الرحم. فبدلا من ادخال ابرة طويلة داخل بطن الأم عبر الرحم للوصول الى السائل الامنيوسي الذي يحيط بالجنين لأخذ عينات للفحص، تؤخذ عينة دموية صغيرة من دم الأم من خلال الاوردة المحيطية، كما هو الحال بأخذ الدم لدى اجراء التحاليل الدموية العادية. وتصدر نتائج الفحص غالبا بعد يوم واحد من أخذ العينة الدموية بدلا من اسبوع في حال سحب السائل الامنيوسي من داخل المشيمة. ولهذه الفروقات اهمية في تقليل الاختلاطات. وقد طور الاختبار في الجامعة الصينية بمدينة هونغ كونغ، وتحديدا في مستشفى «برينس أوف ويلز» لكن الاختبار ليس جاهزا للاستخدامات العامة على نطاق واسع بعد. وهو يفتح الامل لتشخيص الامراض الجنينية داخل الرحم بشكل كبير، وذلك بأقل قدر ممكن من المخاطرة على حياة الأم والجنين، او بالاحرى دون وجود اي نوع من الخطورة.

فروقات الاختبارات الحالية لكشف تنافر الزمر الدموية بين الام والجنين تعتمد على بزل السائل الامنيوسي Amniocentesis وسحب عينات جنينية C V S. وهذه الطرق تعتمد على مبدأ ادخال ابرة طويلة الى داخل الرحم وذلك بتوجيه الامواج فوق الصوتية، حتى يتم الوصول الى السائل المحيط بالجنين داخل المشيمة (السائل الامنيوسي)، بعدها تسحب عينات من السائل، وعينات من نسج الجنين لاختبارها وفحصها في المختبرات. هذه الطرق دقيقة في تحديد المرض، لكن المشكلة انها يمكن ان تسبب الاجهاض للمرأة بمعدل واحد الى 2 في المائة. وقد تترافق ببعض الاختلاطات الاخرى مثل الالتهابات والنزف.

تنافر الزمر يجرى الاختبار لتحديد ما اذا كان هناك تنافر بين زمر الجنين الدموية وزمر الأم الدموية. فإذا كان هناك تنافر بين الزمر، فإن الجهاز المناعي للأم يشكل أضداداً مناعية ترص، او تقتل الزمر الدموية الجنينية، وبالتالي يمكن ان تقتل الجنين وغالبا ما يعيش الجنين الاول. لكن الاجنة التالية تموت اذا لم تأخذ الأم ابرا خاصة لذلك.

اذا كان دم الأم ايجابيا ودم الأب ايجابيا لا تحدث هذه الظاهرة، كذلك الحال اذا كان دم الأم سلبيا ودم الأب سلبيا Rh-- وRh++ لكن اذا كان دم الأب ايجابيا ودم الأم سلبيا فتحدث هذه الظاهرة.

وفي دراسة نشرت في مجلة «نيو انجلاند» الطبية الصادرة في اميركا، قال الدكتور دينيس لو، ان دم الجنين ينتقل عبر المشيمة الى دم الأم في المراحل الاولى من الحمل وغالبا ما تكون هناك كمية كافية من المادة الوراثية الجنينية DNA في دم الأم في الشهر الثالث لتحديد صفات الجنين الوراثية من خلال اخذ عينة دموية من الأم ويمكن من خلال فحص المادة الوراثية للجنين السابحة في دم الأم، تحديد الامراض الوراثية مثل التليف الكيسي الرئوي، وتناذرات او المتلازمات المعروفة مثل المنغولية وغيرها من الأمراض المعروفة.

تجارب جرب الاختبار الجديد على 57 امرأة حاملا، وقورنت نتائج الفحوص مع طريقة بزل السائل الامنيوسي من الرحم، ووجد الأطباء أن الفحص الجديد ليس دقيقا، خلال الثلث الأول من الحمل، لكن كانت دقته 100 في المائة في الثلث الثاني من الحمل، أي (بين الشهرين الثالث والسادس).

وكشف المرض في هذا الوقت يعطي الأطباء فرصة لرسم خطة المعالجة والتدخل لحل مشكلة تنافر الزمر الدموية أو الأمراض الوراثية الأخرى. ومن بعض الأساليب العلاجية التي يمكن اتباعها، إعطاء حقنة وريدية للأم يمكن ان تقتل الخلايا الجنينية التي انتقلت إلى دم الأم في المشيمة.

ويأمل الدكتور جاسون كولينس، من معهد الاخصاب والحمل في جامعة (Tulane)، ان يتوفر الاختبار الجديد في معظم مراكز الحمل لاستخدامه كوسيلة فعالة في كشف تنافر الزمر الدموية والأمراض الوراثية الأخرى.

اعتبارات لم يعرف تنافر الزمر الدموية إلا في بداية الأربعينات من هذا القرن، والمعالجة لم تتوفر إلا بعد عقود من اكتشاف التنافر. وبشكل عام هناك أربع زمر دموية وهي: A، وB، وO، وAB، وكل زمرة يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية أو ما يدعى طبيا عامل «الرميوس» (RH) نسبة إلى القرود التي اكتشفت فيها.

وبينت الإحصائيات العامة أن 85 في المائة من السكان البيض لديهم عامل «الرميوس» إيجابي، والباقي سلبي. أما السود والمنحدرون من أصل آسيوي فالزمر السلبية لديهم أكثر ندرة من السكان البيض.

=