ديزيريه فرح أو «ديديه» طفلة تهرب من التبرج والزينة

مقدمة برامج الأطفال في الـLBC تعتبر إن الطفل العربي أكثر انفتاحاً من الغربي

TT

لم يبهرها حب الظهور على الشاشة بقدر ما بهرها عالم الاطفال الذي اضحى جزءاً لا يتجزأ من حياتها اليومية.

بدأت «ديزيريه فرح» المعروفة بـ «ديديه» العمل كمقدمة في برامج عديدة للاطفال منذ 16 عاماً، وهي تقدم حالياً على شاشة الـ «LBCI» ومنذ سبعة اعوام برنامج «كيف وليش».

في البداية كان طموحها تعليم الاطفال في المدارس ودرست لهذا الخصوص تربية الاطفال، لكنها وظفت خبرتها على الشاشة التي توجهت من خلالها الى عالم الطفل واستطاعت ان تبتدع شخصيات اصبحت بمثابة العلامة الفارقة للكثيرين من الاطفال العرب مثل شخصية «الست حشورة» رمز الحشرية و«جوجو المهرج» رمز البهجة و«الست ثرثارة» رمز الثرثرة وغيرها من الشخصيات التي تقدم العبرة للطفل.

عن مهنتها في التقديم وسائر الشؤون الخاصة بالاطفال كان لـ «الشرق الأوسط» هذا الحوار مع «ديديه»:

* الى اي مدى تمكنت من خلال برنامج «كيف وليش» تقديم الفائدة لعالم الاطفال؟

ـ قمت قبل المباشرة بتقديم البرنامج بإجراء احصائية تمكنني من الاطلاع على متطلبات الطفل والتوجيهات التي ينبغي ان نقدمها له، حاولت قدر الامكان ابعاد الطفل عن الشعور بأنه في نطاق المدرسة يتلقى التعليمات والارشادات بطريقة مباشرة، لذلك قسمت برنامجي الى فقرات عديدة يطلع الطفل من خلالها على الامور الصائبة او الخاطئة في تصرفاته اليومية بطريقة ممتعة غير مباشرة.

* ما هي المواصفات التي ينبغي ان تتحلى بها مقدمة برامج الاطفال بشكل عام؟

ـ عليها ان تكون عاشقة لعالمهم، وقريبة منهم بملامحها الخارجية وتصرفاتها حتى في حياتها اليومية لأنه من المفترض ان تكون مالكة لإحساس الطفولة لتبرع في هذا المجال، كما انه ينبغي الا تتعاطى مع برنامجها كما لو انه وظيفة روتينية بل ان تتفرغ له بكل طيبة خاطر ليكون العطاء صادقاً ومسؤولاً.

* هل ان ابتعادك عن وضع الماكياج والابتعاد عن البهرجة في حياتك العادية هو التزام من قبلك كمقدمة برامج الاطفال؟

ـ نادراً ما اضع مساحيق للتجميل في حياتي العادية وعندما تحولت الى مقدمة احسست بمسؤولية كبيرة تجاه عالم الطفل الذي اصبح يتخذني كمثل اعلى ويحاول ان يقلدني في مظهري وتصرفاتي. فلو ابتعدت عن البساطة في التزين لن اوحي له بالمصداقية لذلك لا استطيع الا ان اشبه عالم الطفل البريء لأنني لو ظهرت بشكل مبهرج في حياتي العادية بينما يشاهدني على الشاشة بشكل بسيط لا بد ان احدث في اعماقه ردة فعل سلبية بمثابة الصدمة له.

* منذ 14 عاماً بدأت في هذا المجال، ما هو التطور الذي لحق بطفل اليوم مقارنة بطفل الامس؟

ـ واكبت عدة اجيال وقد اصبح العديد من اطفال الامس الذين كانوا يتابعونني شباناً وصبايا جامعين. من الطبيعي ان طفل اليوم تطور كثيراً، اذ انه يستطيع «بكبسة زر» ان يطلع على العالم كله من خلال الفضائيات والتطورات التقنية ويقرر كذلك البرامج التي يريد متابعتها. في هذه الحالة علينا ان نكون صادقين جداً في التعاطي معه وإلا يكون العمل فاشلاً لأنه لا يمكننا ان نسخر او نكذب على الطفل في اي معلومة نقدمها.

* ما الفرق برأيك بين الطفل العربي والآخر الغربي؟

ـ لا يوجد اي فرق بين اطفال العالم كله برأيي، وعندما اقوم بالاعداد لبرنامجي اتبع هذه القاعدة. الطفل العربي يملك المواصفات نفسها التي يملكها الغربي، لقد احتككت بالاطفال في البلاد العربية وعشت فترة بينهم في كندا كما اسافر الى فرنسا بين وقت وآخر ولم الحظ اي تباين بينهم حتى ان الطفل العربي يتميز بالانفتاح الكبير ولديه فضول كبير لمعرفة ما يدور حوله في البلدان الاخرى.

* كيف تتصرف «ديديه» الام مع ولديها؟

ـ لست صاحبة شخصية مزدوجة وهذا ما ساعدني على النجاح كمقدمة لبرامج الاطفال، اتصرف كسائر الامهات مع ولدي «جاد» و«رواد» والمقدمة التي تظهر على الشاشة لا تختلف عن الانسانة والام في الحياة العادية.

* لماذا لا تحاولين تقديم برنامج لاكتشاف مواهب الاطفال الفنية في الغناء والموسيقى؟

ـ لا اشعر انني انجح في تقديم هذا النوع من البرامج ولا احتمل مشاهدة برنامج لاطفال يرقصون ويغنون على مدى ساعة دون استخلاص اي فائدة او عبرة ما.

اعتبر ان برامج الاطفال ليست للهو والرقص والغناء فقط، ومن الافضل ان يتضمن البرنامج فقرة صغيرة تستضيف اطفال هواة الموسيقى والغناء دون ان يقتصر البرنامج على هذه الفكرة فقط.

* هل تراعي المحطات التلفزيونية العربية في برامجها عامة متابعة الاطفال لبرامج الكبار في بعض الاحيان؟

ـ هذا الجانب يتعلق بسياسة المؤسسة بشكل عام، طفل اليوم لم يعد يلجأ الى النوم منذ السابعة مساء انما لديه اهتمامات كثيرة، يلعب الكومبيوتر والانترنت ويطلع على برامج الكبار لذلك يجب مراعاة نوعية البرامج المعروضة.

* لماذا يعتمد في برامج الاطفال على مقدمات اكثر من مقدمين بنسبة ملحوظة؟

ـ في الغرب، يعتمدون على الرجل اكثر من المرأة في تقديم هذه البرامج، بينما في البلدان العربية قلما نجد رجلاً يطمح الى تقديم برنامج للاطفال، فالرجل العربي يختلف في وجهة نظره عن الغربي بهذا الخصوص، اضافة الى ان هذه المهنة بالذات ليست كافية لتأمين مستقبل مضمون له.