«تثوير القرآن» كتاب جديد للكاتب جمال البنا

TT

يناقش الكاتب الاسلامي جمال البنا في كتاب صدر له حديثا بعنوان «تثوير القرآن» منهجية التغيير والاصلاح الاجتماعي كما جاء في القرآن الكريم. في البداية يؤكد المؤلف انه عند امعان النظر في معاني القرآن الكريم وتشرب معانيه ودلالاته تجيش النفس بالثورة والانتهاض والتعبير، كما انه يوفر للثورة أهم مقوم وهو «النظرية» التي تسمو عند المؤمنين الى مستوى العقيدة، مشيرا الى أن ثورة الاعلام هي ثورة الكلمة، وثورة الايمان لا تحتاج الى سلطة أو سلاح للدفاع وأن الرسول صلى الله عليه وسلم عبر عن امكانية تحقيق الثورة بطريق سلمي عندما قال «الاسلام يجب ما قبله» أي صرف النظر عن الماضي والتنازل عن أسلوب المحاسبة اذا آمن فرد ما لأن هذا الايمان فصل ما بين ماضيه ومستقبله، وعن هذا الطريق كسب الاسلام عددا من أكبر اعدائه السابقين سيوفا له بعد أن كانوا سيوفا عليه ولم يحاسبهم الاسلام لأن التوبة جزء من آليات الاسلام ولأن الاسلام يجب ما قبله وهو تعبير من أقوى التعبيرات الثورية من دون دماء وبدون حساب.

وأوضح المؤلف ان القرآن الكريم حقق ثورته الأولى عندما اقتلع الأوضاع الجاهلية في جزيرة العرب وأحل محلها الايمان وما يمليه هذا الايمان من أوضاع وما يستهدفه من قيم.

في الفصل الثالث من كتاب «تثوير القرآن» نبذتان مهمتان; احداهما تحت عنوان «لماذا» وهنا ينتقل الكتاب من المعالجة الدينية الى الواقع المعاصر للمجتمعات الاسلامية. ويخلص الكتاب الى أن «تثوير القرآن» لن يتحقق الا من خلال القيام بعمليتين صعبتين، تتمثل الأولى في ازالة الغشاوات التي أهالها الاسلاف أكداسا على القرآن الكريم، والثانية تقديم تصور لما يكون عليه الفهم السليم للقرآن الذي يحقق التثوير بالفعل.