رئيس «دير المحرق» ينفي اتهامات الراهب المطرود: علمت بأفعاله السيئة من أسـقف شبرا الخيمة

الأنبا ساويرس لـ«الشرق الأوسط»: اتهمني الراهب المطرود لأنني أبعدته عن الدير ورفضت عودته إليه

TT

أثارت الوقائع التي نشرتها صحيفة «النبأ» المصرية المستقلة والتي ادعى فيها راهب (مطرود من خدمة الكنيسة) ارتكابه الخطيئة داخل دير المحرق بالقوصية بأسيوط في صعيد مصر، والاتهامات التي وجهها الى اسقف الدير، غضب ودهشة الكثيرين في مصر نظراً لمكانة الدير الدينية والتاريخية، وايضاً لوضع «الانبا ساويرس» رئيس الدير الذي يحظى باحترام المسلمين والاقباط.

ويتمتع الأنبا ساويرس أسقف ورئيس الدير بمكانة كبيرة بين الأساقفة، وقد التحق بالدير عام 1974 وبعد عام واحد أصبح وكيلاً للدير، وبعد ذلك بثلاثة أعوام تم اختياره رئيساً له رغم وجود 40 راهباً سبقوه الى الرهبنة لكنهم وقعوا جميعاً على تزكيته رئيساً ليكون من أصغر رؤساء الأديرة ومن أصغر الاساقفة سناً.

«الشرق الأوسط» التقت الانبا ساويرس الذي حرص على شرح كافة التفاصيل. وهذا نص الحديث:

* متى علمت بأفعال الراهب المطرود السيئة وبالقضية المتهم فيها؟

ـ علمت به منذ فترة قليلة عندما حدثني تلفونياً أسقف شبرا الخيمة وهي المنطقة التي يقيم فيها عقب خروجه من الدير وسألني عنه، وقال ان هناك شكاوى عديدة ضده من بعض الرعايا، فقلت له انني لا أعلم شيئاً عنه منذ طرده من الخدمة الكنسية، وانه ومنذ سنوات عاد الى اسمه العلماني عادل سعد الله غبريال ولم يعد الراهب برسوم المحرقي، وبالتالي فنحن لسنا مسؤولين عن أفعاله ولا سلطان لنا عليه.

* وماذا عن اتهامه لكم بحصولكم على جزء من الذهب الذي استولى عليه من السيدة، وتماديه باتهامكم بمسائل أخلاقية؟

ـ بالمنطق أو العقل، لو اخذت منه كيلو ذهب كما يدعي كنت تركته في الدير وتسترت عليه ولم اطرده، ثم ماذا أفعل بالذهب والمال وأنا راهب لا أرث ولا أورث، ولو أردت الحصول على الأموال فإن الدير الذي أرأسه له دخل كبير من الأراضي الكثيرة التي يمتلكها فضلا عن التبرعات التي تأتيه سواء من الاقباط أو المسلمين.

أما بالنسبة للاتهامات الأخرى فهذا هراء وشخص بهذا السوء هل يكثر عليه إلقاء الاتهامات على الناس، والشخص الذي قام بهذه الأفعال كما جاء في الصحيفة الصفراء (يقصد النبأ) هل يصدقه أحد وهل يستبعد عليه الكذب، واذا كان ادعاؤه صحيحاً فلماذا طردته، وجردته من الرهبنة؟ ففي هذه الحالة كان يجب ان أستبقيه لكي يعطني مزيداً من الأموال.

* لكن لماذا ادعى عليك كل هذه الأقاويل؟

ـ لانني طردته ورفضت عودته الى الدير مرة أخرى، رغم انه حاول ان يوسط بعض آباء الكنيسة إلا انني أصررت على عدم رجوعه.

* نعود الى بداية علاقة الراهب المخلوع بالدير ولماذا اتخذت قراراً بطرده؟

ـ هذا الشخص بدأت علاقته بدير المحرق عام 1983 عندما جاء لكي يترهبن وكان شاباً متعلماً وحاصلاً على بكالوريوس هندسة وقضى أكثر من سنتين كطالب رهبنة قبل أن يتم قبوله كراهب، كما امضى عدة سنوات قبل أن يرقى الى درجة قس وفي تلك الفترة كان موكلا إليه أعمال الكهرباء بالدير وظل راهباً لمدة 13 سنة حتى قررت طرده وإبعاده عن الدير منذ عام 1996 وذلك لمخالفته قرارات الدير وقوانين الرهبنة، فقد لاحظت قبل طرده بفترة انه بدأ لا يقيم في مقر الدير ويبيت في منازل العائلات بالقاهرة عندما يذهب إليها لشراء الأدوات الكهربائية بحكم اشرافه على الكهرباء بالدير ونبهت عليه أكثر من مرة بالالتزام بقرار عدم المبيت لدى الأسر وعدم الابتعاد عن الدير ومقره، وعندما لم يستجب لقوانين الدير وطقوسه بعد التنبيه عليه أكثر من مرة واعطائه أكثر من فرصة للتوبة قررت تجريدة وإبعاده عن الدير واتخذت هذا القرار لعدم استجابته للتعاليم والالتزامات، وهي احد أهم مبادئ الرهبنة، كما خفنا من وقوعه في خطيئة أكبر من التمرد وعدم الطاعة، وبعد طرده اصبح مواطناً عادياً لا نملك عليه سلطاناً، وحاول كثيراً جداً ان يعود الى الدير لكني رفضت، فذهب الى آباء الكنيسة واشتكى لهم وطلب التوبة والسماح له بالذهاب الى أحد الأديرة فاستجابوا له وأرسلوه الى أحد أديرة سوهاج كراهب تحت التوبة ولاختباره. ولكنه فشل ايضا في العودة الى الحياة في الدير والاستجابة للتعاليم. وقررت الكنيسة بعد عدة أشهر قضاها في سوهاج إبعاده عن الأديرة جميعاً، ومن الواضح ان بداية انزلاقه كانت مع نزوله الى الحياة واختلاطه بالناس.

* خلال فترة رئاستك للدير كم راهبا تم طردهم؟

ـ خمسة فقط، تزوج بعضهم وانجبوا وعاشوا في الحياة من دون اخطاء.