كاتيا فرح: أحب الشهرة لكني أرفض الابتذال والتسلط

TT

تشعر المطربة اللبنانية كاتيا فرح انها اختارت مهنة صعبة، على عكس ما يظن الجميع. لا سيما ان الساحة الفنية تعاني من ازدحام خانق وكأن لكل منزل مطربه الخاص، الا ان هذه الصعوبة لم تحل دون اصرار كاتيا على متابعة الطريق لتحقيق مكانة لها في عالم الغناء. وحين سألتها «الشرق الأوسط»: «لماذا هذا الاصرار» اجابت: «لماذا يكتب الصحافي او يرسم الفنان التشكيلي او يحلم الشاعر؟ انا لا اجد نفسي الا في الغناء، فقد تربيت على صوت فيروز ومواويل صباح وكنت نجمة حفلات المدرسة في الاعياد والمناسبات. ولم ابحث لنفسي عن مهنة اخرى، كذلك لم اقبل ان اتزوج وانشئ اسرة مثل بقية اخوتي واخواتي العشرة. وذلك كرمى لتحقيق هذه الرغبة، فأنا احب الشهرة واحلم ان ينتشر اسمي واعرف ايضاً ان الهدف ليس سهلاً».

وكاتيا فرح بدأت من برنامج «استديو الفن» وفازت بالمركز الاول عن فئة الاغنية البلدية عام 1993. ووقعت مع المخرج سيمون اسمر عقد عمل لمدة 15 عاماً لمصلحة مكتب «استوديو الفن» يعطيه الحق بـ30% من كل حفلة تحييها. لكن العقد لم يساهم بانطلاقتها لان للمكتب اولويات اخرى كما قالت، ومنها اطلاق نجوم على حساب آخرين، كما جرى مع الفنان وائل كفوري الذي حظي بفرصة ذهبية، فيما بقي عدد كبير من موقعي العقود يراوحون مكانهم، لذا عمدت كاتيا الى فسخ عقدها مع المكتب لاخلاله بالشروط وذهبت الى الخليج، حيث بدأت انطلاقتها الفنية الفعلية مع اول عمل لها وهو اغنية «نظرة وبسمة» وحققت خطوتها الاولى بنجاح، مما دفع مكتب «استوديو الفن» الى الاتصال بها مرة جديدة لتوقيع عقد جديد لمدة خمسة اعوام، يعطيه الحق بـ30% من الحفلات التي يؤمنها لها فقط، ويوفر لها فرص الظهور على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال «LBCI»، وحققت كاتيا خطوة ثانية ناجحة في هذه المرحلة مع اغنية «احلى شباب» لكن فرصتها لم تكتمل، فقد اتضح ان «المخرج سيمون اسمر مزاجي ونفسه قصير. فقد دعمني فترة ثم ركنني على الرف واهملني لمصلحة فنانين آخرين، مما اضطرني الى فسخ العقد مرة ثانية، لاني لا احب ان يتسلط علي احد ويقيد شخصيتي وانطلاقتي، فقد كان اسمر يحاول ان يلزمني بانتاج اغنياتي على حسابي مقابل مبالغ مرتفعة».

واليوم بعد تسع سنوات في عالم الغناء تبحث كاتيا عن شركة مناسبة لانتاج اعمالها بعيداً عن الشروط التعجيزية والوعود والاوهام السائدة في الوسط الفني.

رصيدها 17 اغنية واربعة شرائط «فيديو كليب»، اما جديدها فهو شريط غنائي جديد يحتوي على 8 اغنيات منها «لو مر الهوا» للشاعرة عليا الدالاتي والملحن وسام الامير و«انت الحبيب» و«يا هلا» للشاعر النادي والحان عارف الزياني. وتتجنب كاتيا العقود الاحتكارية مع المحطات التلفزيونية، تجنباً لحصر حضورها في وسيلة اعلامية واحدة. وانتقدت فرح بعض الاذاعات التي تبتز الفنان لبث اغنياته مقابل مبالغ تتراوح بين 2000 و3000 دولار شهرياً ولا تصدق معه او تلتزم بوعودها حياله.

اما ماذا تنتظر كاتيا من مسيرتها الفنية، فتجيب بقولها: «لا بد ان يأتي يوم ويطرق الحظ بابي وتشتهر احدى اغنياتي وتضرب في السوق فأصل الى ما اطمح اليه. لكن هذا الحظ لا يمنح هبة او على طبق من ذهب، وانما يستوجب ابتعاداً عن الابتذال في الاغنيات واختياراً ذكياً لمستوى الكلمات واللحن. فالفن لا يعني التنازل او السعي الى مواقع غير لائقة تجرح كرامة الفنان».

وتعتبر كاتيا ان المنافسة الفنية مؤذية هذه الايام. «اذ لا احد يحب غيره من الزملاء على رغم ادعاء العكس، لذا تحن الى الفن ايام زمان الذي كان يسوده الاحترام والمشاركة والمودة. واكبر دليل على انعدام القيم الاخلاقية في الساحة الفنية لجوء معظم الفنانين والفنانات الى احد افراد عائلاتهم لادارة اعمالهم حتى لا يقعوا في حبائل المتعهدين، فمدير الاعمال بات يسرق الفنان والمافيات الفنية تدعم فناناً وتحطم آخر وقد تخفي عقوداً يتلقاها اي فنان وترفضها عنه سراً لتشل مسيرته الفنية».

وتسعى كاتيا الى التعامل مع فنانين عرب من ملحنين وشعراء حتى لا تقع اسيرة التكرار السائد في الساحة الفنية اللبنانية، لانها لا تريد لأغنياتها ان تشبه ما يقدمه غيرها. وهي لا تحلم بالتمثيل، لانها تلاحظ ان معظم الممثلات يعتمدن على الشكل الجميل من دون الموهبة. لكنها لا تستبعد الامر بصورة نهائية فقد تقدم على هذه الخطوة اذا عرض عليها مسلسل فكرته جيدة ومستواه راقٍ.