الرئيس المصري ينفي أخبارا إسرائيلية عن صفقة صواريخ مع كوريا الشمالية

TT

فند الرئيس المصري حسني مبارك الادعاءات والمزاعم التي رددتها وسائل الاعلام الاسرائيلية وبثتها اذاعة اسرائيل عن عقد مصر صفقة اسلحة مع كوريا الشمالية لشراء صواريخ ارض ـ ارض.

وادعت وسائل الاعلام الاسرائيلية في خبرها ان صحفا في كوريا الجنوبية نشرت معلومات عن صفقة سرية تمت بين مصر وكوريا الشمالية وان هذه الصفقة تشمل 24 صاروخا من طراز «نودنج» الذي يبلغ مداه الف كيلومتر.

واوضح مبارك في رده حول حقيقة الادعاء الاسرائيلي واسبابه في تصريحات خاصة لوكالة «أنباء الشرق الاوسط» الرسمية وقال «هذا خبر كاذب وغير صحيح جملة وتفصيلا وقد سبق ان اعلنت مرارا اننا لا نسعى الى تملك مثل هذا النوع من الاسلحة ولا نخطط للحصول عليه لاننا لا نهدف الى العدوان ولا نسعى اليه». واضاف «لو كانت هناك صفقة لاعلنا عنها فلم يعد في عالم اليوم ما يمكن اخفاؤه ومبدأنا الثابت هو السعي لتحقيق سلام عادل تعيش في ظله الشعوب امنة داخل منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل هذه الاسلحة التي تنفرد بها اسرائيل بما تملكه من اسلحة نووية وكيماوية».

وقال الرئيس مبارك «عموما ليس هذا بالامر الجديد أو المستغرب فليس جديدا ان تخرج مثل هذه الادعاءات وان يوجه ضد مصر مثل هذا النوع من الحملات وفي توقيتات بعينها فالهدف واضح ولا يحتاج الى ذكاء». وقال «ان هناك من يخطط من اجل خلق جو من التوتر في المنطقة أو مع الولايات المتحدة التي تربطنا بها علاقات قوية». واضاف مستنكرا هذه الاساليب قائلا «ان ترويج الاكاذيب للتغطية على ما ترتكبه اسرائيل لا يخدم عملية السلام والتي نسعى من جانبنا مخلصين لتعزيزها ولقد سبق ان قلت ان الدفاع عن اسرائيل بالحق أو بالباطل لا يخدم عملية السلام بل وليس في صالح الشعب الاسرائيلي».

واختتم الرئيس المصري تصريحاته قائلا «علينا جميعا ان نعي قيمة السلام ونعمل مخلصين من اجله فهذا لصالح وامن كل الشعوب».

الى ذلك، توقعت مصادر دبلوماسية مصرية واميركية متطابقة في القاهرة لـ«الشرق الاوسط» ان تعيد الادارة الاميركية الاستفسار مجدداً لدى الجانب المصري حول حقيقة برنامج التعاون العسكري مع كوريا الشمالية لتطوير صواريخ طويلة ومتوسطة المدى وذلك خلال الزيارة الحالية لاحمد ماهر وزير الخارجية المصري للعاصمة الاميركية واشنطن.

وقالت المصادر المصرية ان المخابرات الاسرائيلية والعناصر المؤيدة للوبي الصهيوني في واشنطن تقف خلف ترويج هذه المزاعم بهدف تشويه الموقف المصري إزاء عملية السلام وللتغطية على ترسانة أسلحة الدمار الشامل التي تملكها اسرائيل بمعزل عن الرقابة الدولية. وأوضحت ان هذه الدوائر اعتادت بين الحين والآخر معاودة فتح هذا الملف على أمل أن يؤدي ذلك الى الربط بين مصر واندلاع سباق محموم للتسلح في منطقة الشرق الاوسط. ونفت وجود أي برامج للتعاون الصاروخي بين مصر وكوريا الشمالية، مشيرة الى ان من حق كل دولة تسليح نفسها جيداً والحفاظ على مصالحها القومية والوطنية.

وكانت العلاقات بين مصر وكوريا الشمالية قد تعرضت لهزة شديدة في 1994 بعدما استطاعت اجهزة المخابرات الاميركية بالتعاون مع حكومة كوريا الجنوبية تجنيد سفير كوريا الشمالية في القاهرة آنذاك واقناعه بالهروب للولايات المتحدة حاملا معه مئات الوثائق السرية حول عقود التسليح المبرمة بين بلاده وبعض الدول العربية ومن بينها مصر.

ويقول دبلوماسيون غربيون ان السلطات المصرية اوقفت تعاونها العسكري مع كوريا الشمالية منذ هذا التاريخ كما ان التقارب السياسي الذي بدأ مؤخراً بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية حد من وتيرة العلاقات التقليدية بين القاهرة وبيونغ يانغ.