المجلس البلدي لطهران ينتظر الموافقة على تغيير اسم شارع الإسلامبولي

TT

بينما ينتظر المجلس الاسلامي البلدي لمدينة طهران رأي وزارة الخارجية الايرانية بشأن تغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981 واستبداله باسم الشهيد محمد الدرة الصبي الفلسطيني، اكدت مصادر ايرانية في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» بأن الرأي الرسمي للخارجية الايرانية سوف يعزز الاتجاه لتغيير اسم شارع الاسلامبولي حرصاً على مستقبل العلاقات الثنائية بين القاهرة وطهران.

وكانت وكالة الانباء الايرانية الرسمية، قد نقلت أمس عن محمد عطريا نغر رئيس المجلس الاسلامي البلدي لمدينة طهران قوله: «اذا طلبت وزارة الخارجية (الايرانية) وبناء على استنتاجاتها تغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي فإن مجلس البلدي لن يعارض ذلك».

وأوضح في تصريحات بثتها الوكالة الايرانية في موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت ان امين العاصمة الايرانية توصل على خلفية مشاركته في مؤتمر عواصم الدول الاسلامية في القاهرة ومحادثاته مع المسؤولين المصريين الى نتيجة مؤداها انه في حال تقديم مثل هذا الاقتراح على هيئة لائحة ذات طابع سياسي ـ ثقافي الى المجلس البلدي فانه يكون قد مهد السبيل للجهاز الدبلوماسي في البلاد لاتخاذ الاجراءات اللاحقة.

وأكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتخذ القرار وفقاً لمصالحها العامة والوطنية في داخل البلاد وخارجها وفي الزمن المناسب.

وشدد رئيس المجلس البلدي لمدينة طهران على ان مناقشة اعادة العلاقات بين ايران ومصر يشكل أحد المواضيع التي تقع في اطار تنمية العلاقات مع الدول الاسلامية التي تمثل أولوية بالنسبة للقيادة الايرانية. وعلى الرغم من انه لم يصدر حتى الآن أي رد فعل رسمي من السلطات المصرية ينبئ عن موقفها حيال اعلان المجلس البلدي للعاصمة الايرانية بشكل مفاجئ الاثنين الماضي مصادقته على لائحة عاجلة بتغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي الى الشهيد محمد الدرة أو احد شهداء الانتفاضة، إلا ان مصادر الخارجية المصرية اعربت لـ«الشرق الأوسط» عن ارتياحها لهذا الموقف واعتبرته بمثابة تصحيح لخطأ كان يؤثر بالسلب والفتور على اجواء العلاقات المصرية ـ الايرانية خاصة في شقها السياسي والدبلوماسي.

وتقول مصادر مصرية وايرانية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» انه ليس من المتوقع حدوث مفاجآت في الموقف الرسمي المنتظر اتخاذه من قبل وزارة الخارجية الايرانية حيال الموافقة على تغيير اسم شارع الاسلامبولي.

واعتبرت الخارجية الايرانية المقربة من الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي لعبت دوراً مهماً في تحييد من وصفتهم باللوبي المتشدد الذي كان يضع شروطاً تعجيزية لتطوير العلاقات المصرية ـ الايرانية.

وأوضحت نفس المصادر ان الرأي الرسمي للخارجية الايرانية سوف يصدر بغضون الاسبوع القادم وانه سيتضمن الترحيب بتغيير مسمى شارع الاسلامبولي والثناء على موقف المجلس البلدي لمدينة طهران الذي ينهي صفحة كئيبة في التاريخ المعاصر للعلاقات المصرية ـ الايرانية.

وتوقعت حدوث اتصالات مصرية ـ ايرانية رسمية خلال الاسبوع المقبل لنقل وشرح قرار المجلس البلدي لمدينة طهران للسلطات المصرية واطلاع المعنيين في القاهرة على مضمونه إيذاناً بتدشين صفحة جديدة بين البلدين.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان هذا القرار جاء تتويجاً لمساعي خسرو شاهي القائم بالأعمال الايراني في القاهرة والذي لعب دوراً بارزاً في تقريب وجهات نظر بلاده مع مصر حيال تغيير اسم شارع الاسلامبولي، علماً بأن شاهي كان قبل إلحاقه بالدبلوماسية الايرانية رئيساً لجمعية غير حكومية معنية بتعميق الصداقة بين الشعبين المصري والايراني.

وقال مسؤولون مصريون لـ«الشرق الأوسط» ان حذف اسم خالد الاسلامبولي واستبداله بالشهيد الفلسطيني محد الدرة من شأنه استعادة الزخم المطلوب للعلاقات بين القاهرة وطهران في مستواها الدبلوماسي.

ومن المتوقع ان يلتقي احمد ماهر وزير الخارجية المصري مع نظيره الايراني كمال خرازي في الدوحة لدى مشاركتهما في الاجتماع الطارئ الذي ستستضيفه قطر لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي، وسيعد هذا هو اللقاء الأول بين الوزيرين منذ تولي احمد ماهر مهام عمله وزيرا للخارجية في مصر خلفاً لعمرو موسى.

جدير بالذكر ان قمة مصرية ـ ايرانية بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الايراني محمد خاتمي قد ألغيت نحو ثلاث مرات بسبب تعارض مواعيد مشاركتهما في اجتماعات اقليمية ودولية، وكان مقرراً ان يلتقي الطرفان خلال احتفالات الألفية الثالثة التي نظمتها الامم المتحدة في نيويورك خلال شهر سبتمبر (ايلول) الماضي غير ان تغيب الرئيس المصري عن حضور هذه الاحتفالات أجل القمة المرتقبة مع خاتمي، وتبادل الرئيسان العام الماضي اتصالاً هاتفياً هو الأول من نوعه بينهما منذ عام 1979.