برناديت حديب «أفضل ممثلة» للمرة الثالثة منذ العام 1997، وهو لقب منحها اياه اخيراً مهرجان السينما العربية في باريس عن فيلمها «لما حكيت مريم» للمخرج اسد فولادكار، الذي تقاسمت فيه البطولة او الدور الاساسي، كما ترغب بالفعل، الى جانب الممثل طلال الجردي. وكانت قد نالت اللقب نفسه قبل ذلك في العام 1997 وفي مهرجان قرطاج المسرحي عن ودورها في المسرحيتين«تريو» و«جنينة الضائع»، وكذلك في مهرجان القاهرة التجريبي في العام 2000 عن مسرحية «ارخبيل».
«لما حكيت مريم» ليس الفيلم الاول الذي تشارك فيه برناديت حديب، بل انها أدت في فيلم «لبنان عشق من» دوراً ثانوياً، كما قدمت شخصية مسعفة في الصليب الاحمر يدركها الموت. وتشير برناديت الى سعادتها بالحصول على الجائزة عن فيلمها امام المهرجان، حيث وقفت حاملة نفس اللقب الذي مُنِحَ للفنان المصري محمود عبد العزيز، وتقول: «فنان ذو خبرة واسعة مثله يشعرني بالفخر لمجرد مساواتي به من حيث الجائزة».
وتضيف برناديت «استقطب الفيلم جمهوراً واسعاً من الجالية العربية الموجودة في فرنسا، وبالتالي من الفرنسيين انفسهم، الذين عبروا عن وجهة نظرهم خلال المؤتمر الصحافي الذي تلى العرض، فأتت آراؤهم داعمة لأدائنا وبالتالي لقصة الفيلم التي عكست موقفاً يتعلق بواقع المرأة بشكل عام ولكن من خلال احد المجتمعات، وأثنوا على الطريقة العلنية للزواج الثاني الذي يهدف الى انجاب الاولاد، معلنين ان الواقع الاوروبي يشهد حالات متزايدة من المساكنة، وبذلك وصفوا مجتمعنا بأنه يعامل المرأة باحترام من خلال ما اظهره الفيلم. كما رغب الكثيرون من فهم طبيعة مجتمعنا عبره. وبهذا لم نتلق نقداً يذكر ما دفع الكثيرين الى توقع حصولنا على جوائز».
اما برناديت فلم تكن تتوقع الجائزة «لأن المسابقة تضمنت اعمالاً عربية جيدة». وهي تذكر ان الفيلم حصل على ثناء واسع رغم تصويره بطرق تقليدية بسيطة وفق انتاج متواضع وفي وقت قصير لم يتعد 15 يوماً «حتى اننا لم نتقاض اتعابنا كممثلين لاننا كنا نؤمن جميعاً بأنه عمل جيد يعيد للسينما اللبنانية شيئاً من مكانتها. وقد صورناه بطريقة الفيديو وحولناه الى مادة سينمائية فيما بعد».
ولم يعرض الفيلم في الصالات اللبنانية وانما ظهر من خلال مهرجانات عدة حصل فيها على جوائز ومن ابرزها جائزة التوزيع في مونبيلييه في فرنسا ما خوله الحصول على فرصة ذهبية بعد تكفل مانحيه الجائزة ايجاد سوق عرض له، وعلى هذا الاساس اختير لخوض المسابقة في مهرجان السينما العربية في باريس.
وعن مشكلة السينما اللبنانية تقول برناديت «لا اعتبر ان فيلمنا لم يأخذ حقه في الصالات اللبنانية لانه ما زال يدور على المهرجانات، وبعد حصوله على جوائز لا بد وان تتبناه صالات عدة تريد تطوير السينما اللبنانية. خصوصاً اننا لاحظنا ان الفن السابع في بلدنا اخذ منحى آخر بعد اعداد فيلم «غرب بيروت» حيث تكاثرت التجارب وفق امكانيات بسيطة».
وتضيف: «اهمية الفيلم انه ابتعد عن اثارة واقع الحرب اللبنانية ليناقش مشكلة اجتماعية تجذب الجمهور». اما اذا انحصر عدد مشاهدي الافلام الجيدة بثلاثة اشخاص (مثلاً) تشدد برناديت «دعونا لا نيأس فهؤلاء قد يصبحون ستة، وهكذا دواليك».
وحول الاعمال التي تنهال على المحطات التلفزيونية وقلة مشاركتها فيها، تساءلت برناديت: «ما الفائدة من انجاز 30 مسلسلاً لا يبقى منها سوى واحد في ذاكرة الناس. ولن آمل في تكثيف عروض العمل في لبنان، لاننا نعاني من اقفالها، وبالتالي من (الكانتونات) والفرق حيث يتعامل كل مخرج مع نفس الوجوه باستمرار لذلك يكفيني عدد من المسرحيات». وعن الادوار السابقة لها «لن اقول اني نادمة على اي دور، لان من لا يخطئ لا يعرف معنى النجاح».
وتحضر برناديت حالياً لتصوير حلقة من برنامج بعنوان «صدفة» للكاتب انطوان غندور، والحلقة على شكل «تيلي فيلم» تتناول الكاتب عمر ابو ريشة، وتعرض على شاشة «NTV». ومن المقرر ان تكون خلال اكتوبر (تشرين الاول) في القاهرة لانتاج مسرحية حلم ليلة صيف لشكسبير مع مخرجة سويدية. وهي بصدد قراءة سيناريو فيلم فرنسي، يتناول حياة امرأة جزائرية في باريس الى جانب مسرحية تعدها مع زوجها المخرج عصام بو خالد ستعرض خلال العام 2003.