قوات الأمن الخاصة وملاحو طائرة «إيرباص» سعودية يحبطون محاولة راكب سعودي اختطافها في رحلة بين الخرطوم وجدة

الخاطف عادل ناصر تحرك بعد الإقلاع بـ22 دقيقة وأشهر مسدسا في وجه مضيفة وزعم بعد التغلب عليه وجود قنبلة داخل الطائرة

TT

احبطت قوات الامن الخاصة بمساعدة ملاحي طائرة من طراز «ايرباص» تابعة للخطوط السعودية محاولة لاختطافها فيما كانت متجهة امس في رحلتها رقم 450 من مطار الخرطوم الى جدة. وامكن احباط المحاولة بعد 22 دقيقة من محاولة احد ركابها (سعودي الجنسية) تنفيذ العملية مستخدما مسدسا كان يحمله معه. واكد الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي أن الخاطف شخص واحد (سعودي الجنسية) وهو الامر نفسه الذي اكده بيان شركة الخطوط السعودية عن الحادث.

وفي وقت لاحق امس اعلنت وزارة الداخلية السعودية ان الشخص اسمه عادل ناصر أحمد فرج البالغ من العمر ثلاثين عاما.

وكانت معلومات تسربت سابقا اشارت الى أن عدد الخاطفين تراوح بين اثنين الى ثلاثة اشخاص. وقال بيان «الخطوط السعودية» الذي تسلمت «الشرق الاوسط» نسخة منه، «أنه في تمام الساعة 11 صباحا امس بالتوقيت المحلي للسعودية وبينما كانت رحلة السعودية رقم 450 تقوم برحلة عادية بين مطار الخرطوم بالجمهورية السودانية ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، وتحمل على متنها 185 راكبا، و19 ملاحا، وبعد مغادرة الطائرة لمطار الخرطوم بنحو 22 دقيقة، قام أحد الركاب المسلحين بمسدس بإعلان اختطافه للطائرة».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، أن أحد الركاب السعوديين، انتقل من مقعده في درجة الضيافة إلى الدرجة الأولى، وحين استوقفته إحدى المضيفات وسألته عن وجهته، أبلغها أنه بصدد الذهاب إلى دورة المياه، فأشارت إلى دورات المياه الخاصة بركاب درجة الضيافة في الخلف، وهنا أشهر المختطف مسدسا كان يخفيه داخل ملابسه في وجهها. وأضافت المصادر، أنه تصادف أن تواجد خلف المختطف مشرف الملاحين الذي اشتبك معه في محاولة لانتزاع المسدس من يده، وهنا تدخل رجال أمن الطائرة من القوات الخاصة، الذين تمكنوا من السيطرة على المختطف الذي زعم وجود قنبلة داخل الطائرة. وتتفق رواية هذه المصادر مع بيان «الخطوط السعودية» الذي اشار الى أنه وبعد اقلاع الطائرة بـ 22 دقيقة وبعد احباط محاولة الاختطاف تم إبلاغ قائد الطائرة علي الغامدي ومساعده (مشهور النفيعي) من قبل ملاحي المقصورة، ليتم اعلان حالة الطوارئ في الطائرة، وعاد قائد الطائرة إلى مطار الخرطوم لكونه أقرب المطارات إلى الطائرة.

وهبطت الطائرة السعودية بسلام في مطار الخرطوم في تمام الساعة 25:11 دقيقة، وتم إخلاء جميع الركاب بسلام، وتسليم المختطف إلى سلطات الأمن السودانية، التي تقوم بالتحقيقات اللازمة، كما تجري الاستعدادات لمواصلة الطائرة لرحلتها بركابها بعد استكمال الإجراءات الأمنية الضرورية والحصول على الترخيص اللازم من سلطات المطار باقلاعها. ووفقا لمصادر «الشرق الأوسط»، فإن طائرة توجهت عصر أمس، من مطار الملك عبد العزيز في جدة إلى مطار الخرطوم، لتقل ركاب الرحلة 450 إلى جدة في حوالي الساعة الثامنة بتوقيت السودان المحلي.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن كيفية تمكن الخاطف من إدخال السلاح إلى الطائرة، أكد مسؤول في الخطوط السعودية ـ طلب عدم ذكر أسمه ـ أن هذا السؤال يجب توجيهه للسلطات الأمنية في مطار الخرطوم، التي تتولى مسؤولية توفير الحماية للطائرات التي تقلع من أراضيها. وأضاف المسؤول أن الخطوط السعودية تلجأ في بعض المطارات لتوفير حراسات خاصة على طائراتها غير التي توفرها سلطات المطار، ويبدو أن هذه الحراسات لم تكن موجودة في مطار الخرطوم.

من جهته، قال عبد الله محمد الحارثي، السفير السعودي لدى السودان، أن عملية اختطاف الطائرة لم تستمر لأكثر من 15 دقيقة، حين تمكن رجال الأمن الموجودين على متنها من إنهائها، دون أن يتعرض أحد من ركاب الطائرة للأذى. واضاف ان جميع الركاب كان من المقرر ان يغادروا مساء أمس على متن أحدى الطائرات المعدة لهذا الغرض. وأفاد السفير بأنه وفقا للاتفاقية الأمنية بين السعودية والسودان، سيتم تسليم المختطف للسلطات السعودية التي ستتولى التحقيق معه ومن ثم تنفيذ العقوبة التي يستحقها.