تنظيم مسابقة ملكة جمال المغرب في سرية بسبب تخوف المنظمين من ردود فعل الأصوليين

TT

وسط اجواء تكتم، شهدت مدينة الرباط الليلة قبل الماضية تظاهرة ملكة جمال المغرب ، وجرت مراسيمها بعيدا عن أضواء وسائل الإعلام والجمهور رغم مشاركة أزيد من 14 ألف فتاة فيها، بسبب تخوف المنظمين من ردود فعل واحتجاجات الاصوليين.

وأكد منظمو التظاهرة التي تشرف عليها «مؤسسة كارفور 9» انهم اضطروا لتنظيم المظاهرة في اطار مغلق وشبه سري، تفاديا لوقوع اصطدام مع بعض الاوساط المناهضة لمثل هذه المظاهرات.

وكان المتحدث من مؤسسة «كارفور 9» يشير بذلك الى الاصوليين الذين قاموا خلال سنة 1999بعمليات احتجاج واسعة ضد تنظيم تظاهرة ملكة جمال المغرب، واعتبروها خروجا عن القيم وتقاليد الحشمة.

وجرت مراسيم انتخاب ملكة جمال المغرب داخل فيلا فسيحة في حي السويسي الراقي بالعاصمة الرباط، ودامت لأكثر من اربع ساعات.

وفي حدود منتصف الليل، اعلن عن الفائزة بلقب ملكة جمال المغرب وهي فتاة حسناء اسمها دوجة لحلو من مدينة فاس. وحصلت على المرتبة الثانية دلال الكوهن من الدار البيضاء، بينما حصلت على المرتبة الثالثة سكينة الدغاي من مدينة طنجة، وعلى المرتبة الرابعة وفاء اليعقوبي من مدينة مكناس. وجاءت في المرتبة الخامسة أم المعلم نصيرة من مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء . وكانت عمليات الفرز قد استغرقت عدة اشهر، وانطلقت من 14 ألف مرشحة للقب ملكة جمال المغرب الى 24 مدينة و16 قرية، انتخبت منهن مجموعات مكونة من 30 الى 35 فتاة يمثلن مختلف المدن.

وشرح أنس الجزولي، رئيس الهيئة المنظمة لتظاهرة ملكة جمال المغرب، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، ظروف تنظيم المسابقة بشكل مغلق وسري. وقال ان تنظيم أول مسابقة في سنة 1999في فندق هيلتون في الرباط، واجهته حملة شرسة من الاصوليين، لمنع المسابقة، وحاولوا استغلال الموضوع سياسيا، وتم تخويف الفتيات والجمهور من المشاركة في هذه التظاهرة.

واضاف الجزولي «لقد انتظرنا ثلاث سنوات لتنظيم تظاهرة 2002، وعندما نظمناها في بعض المدن في يوليو ( تموز) الماضي مثل الدار البيضاء، لاحظنا ان عمليات الاعلانات لهذه التظاهرة يتم التشويش عليها والتهجم عليها في الصحف والمعلقات والمناشير».

واوضح قائلا «توخينا طريقة تنظيم مسابقة ملكة الجمال، بعيدا عن الانظار داخل قاعات مغلقة، لنبين ان الهدف ليس المال وانما هنالك التزام ومسؤولية بتنظيم مسابقة يشارك فيها أزيد من 14 ألف فتاة، ضمنهن مشاركات من المدن والقرى لأول مرة في تاريخ مثل هذه التظاهرات في العالم العربي».

واضاف الجزولي قوله «نحن متمسكون باحترام التقاليد وخصوصيات المناطق والقرى والهوية المغربية، لأننا لا ننقل تجارب الآخرين، بل نسعى الى الابداع من خلال تنظيم مسابقات من نوع جديد. وليس الهدف اثارة تناقضات بين الحداثة والتقليد، لأننا نجد ان المغرب شهد أول تظاهرة من هذا القبيل قبل سبعة قرون بإيميلشيل في الاطلس الكبير في عهد السلطان المنصور الذهبي، وكذلك في عهد السلطان مولاي اسماعيل، وهي تظاهرة ملكة جمال صفرو المعروفة باسم تظاهرة حب الملوك (الكرز)».

واكد الجزولي «سنواصل مستقبلا في نفس الاتجاه، وسنباشر ابتداء من اليوم عملية الإعداد لمسابقة ملكة جمال المغرب لسنة 2003، انطلاقا من مدينة وجدة (شرق المغرب)».