مسؤول في الليكود: نتنياهو منع إقامة مسجد شهاب الدين في الناصرة بعيداً عن كنيسة البشارة

TT

اعلن رئيس الدائرة العربية السابق في حزب الليكود داني غرينبرغ ان حكومة بنيامين نتنياهو كانت قد منعت حلا لقضية مسجد شهاب الدين في الناصرة وان «تصرفها الغبي» ـ كما قال «ورط المسلمين والمسيحيين في المدينة بصدامات لا حدود لها وورط حكومة اسرائيل امام العالم المسيحي».

وكان غرينبرغ يتحدث امام محققي اللجنة الحكومية التي اقيمت اخيراً للبحث في هذه القضية و«الخروج بحل يرضي جميع الاطراف». واكد انه كان مندوب الحكومة الاول الذي تدخل في الموضوع، واطلع عن قرب، على كل جوانبه. يذكر ان غرينبرغ هذا، امضى حوالي ثلاثة اشهر في الناصرة، عندما انفجرت قضية شهاب الدين. وكان موجودا يوميا داخل خيمة الاعتصام، سوية مع لجنة شهاب الدين والحركة الاسلامية في المدينة، مما جعل القوى الوطنية في المدينة تتهم الحكومة، بزعامة نتنياهو، بكامل المسؤولية عن افتعال الازمة وتشجيع الصدامات الدامية في المدينة. علما بان الشرطة التي كانت موجودة بالمئات في الناصرة خلال المناسبات الوطنية، لم تحرك ساكنا في حينه لواقع الصدامات والاعتداءات، ولم تعتقل شبان الحركة الاسلامية الذين كسروا واحرقوا المتاجر واعتدوا على السيارات وعلى راهبة. كما لم تعتقل الشبان المسيحيين الذين اعتدوا على خيمة شهاب الدين. ويقدم غرينبرغ في شهادته الحالية، دليلا جيدا على تورط الحكومة الاسرائيلية في اثارة الفتنة في المدينة. اذ كشف ان اعضاء لجنة شهاب الدين وافقوا على اقامة المسجد في مكان آخر، يبعد كيلومترين عن كنيسة البشارة. واعطوا هذه الموافقة خطيا. الا ان الحكومة لم توافق على ذلك. ودعمت المطالبين باقامة المسجد في الساحة العامة في مركز المدينة، اي على بعد 200 متر من الكنيسة.

وتجدر الاشارة الى ان حكومة نتنياهو قررت اقامة المسجد على مساحة 500 متر مربع، في المنطقة القريبة من الكنيسة. وحكومة ايهود باراك زادت هذه المساحة الى 700 متر مربع. وقامت بتمويل اعداد الخرائط الهندسية (التي اعدت لدى شركة اردنية) لبنائه. ولكنها لم تصدر التراخيص اللازمة لمباشرة البناء. ومع ذلك فان الحركة الاسلامية في الناصرة بدأت العمل. فاصدرت المحكمة قراراً بوقفه.

وفي الاسبوع الماضي قررت حكومة اسرائيل تنفيذ قرار المحكمة واقامة لجنة وزارية خاصة، برئاسة وزير الاسكان (حزب اليهود الروس) لايجاد حل للمشكلة. ولم تحتج الشرطة الى التدخل، اذ ان الحركة الاسلامية اوقفت اعمال البناء. وبدأت اللجنة اجتماعاتها، هذا الاسبوع، وامامها توصية من شارون بأن تقرر بناء المسجد في مكان آخر غير الساحة العامة في المدينة.

واستمعت اللجنة، امس الى مندوبي لجنة شهاب الدين والحركة الاسلامية والسفارة الاميركية في اسرائيل والفاتيكان ومسؤولين اسرائيلين على اختلافهم. وقررت ان تقوم بجولة ميدانية في المكان، خلال ايام، علما بانها ستقدم تقريرها للحكومة في الاسبوع القادم.