جمعية المعماريين الدنماركية تختار ساحات قصر الحكم في الرياض كأفضل الساحات في العالم

TT

اختارت جمعية المعمارين الدنماركية ساحات منطقة قصر الحكم بمدينة الرياض التي نفذتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ضمن أفضل الساحات في العالم وذلك في كتاب «الساحات الجديدة للمدن» الذي أصدرته الجمعية، وتضمن 39 ساحة شهيرة في تسع مدن كبرى حول العالم جميعها من القارة الأوروبية والأميركية ما عدا ساحات «ميدان العدل» و «ساحة الإمام محمد بن سعود» و «ساحة الصفاة» بالرياض، على اعتبارها أفضل ساحات في العالم لمميزاتها العمرانية.

وتطرق الكتاب الذي صدر في كوبنهاجن مؤخراً، إلى أهمية مدينة الرياض باعتبارها العاصمة السعودية، وإلى ما تحقق فيها من تطور شامل في مختلف المجالات وعلى الصعيدين السكاني والعمراني على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن أهمية منطقة قصر الحكم التي تضم الساحات المختارة تنبع من كونها المركز التاريخي والثقافي والطبيعي لمدينة الرياض خاصة وللمملكة عامة.

وأشار الكتاب إلى أن تطوير المنطقة تم على عدة مراحل، مبيناً أبرز ملامح التطوير المتمثل في تحقيق أعلى درجة من الدمج بين الوظائف الدينية والثقافية والتجارية والإدارية للمنطقة، منوهاً بأن التصميم العمراني الجديد للمنطقة قد أكد أصالة المنطقة وعراقتها التاريخية واحتفاظها بالطابع المحلي للعلاقة بين الساحات والميادين من جهة والمباني المختلفة من جهة أخرى، ومبيناً بأن برنامج تطوير منطقة قصر الحكم اشتمل على إنشاء الميادين والساحات التي تضم «ميدان العدل» و «ساحة الصفاة» و «ساحة الإمام محمد بن سعود» و «ساحة المصمك» إلى جانب جامع الإمام تركي بن عبدالله وقصر الحكم وبوابة الثميري وبوابة دخنة، وبرج الديرة وأجزاء من سور المدينة القديم.

ويعتبر الكتاب ميدان العدل الساحة المركزية ليس للمنطقة فحسب ولكن لمدينة الرياض بأكملها أيضاً، حيث تحيط بها المباني الرئيسية من بينها جامع الإمام تركي بن عبدالله المعروف باسم «الجامع الكبير» وقصر الحكم والسوق الكبير، لافتا النظر إلى أنه بالرغم من التباين والاختلاف في وظائف هذه المباني المتعددة، إلا أن تنفيذها تم وفق لغة تصميم مشتركة ومصحوبة بارتفاعات متماثلة، وباستخدام الطوب الأصفر كمادة للبناء.

كما يقدم وصفاً للأشجار المزروعة في الساحة والمقاعد الغرانيتية المقامة على جوانبها والنافورة الكبيرة المزخرفة في الجانب الشمالي من الساحة حيث تمتد المئات من فوهات الأنانيب المائية إلى الأرضية الصخرية التي ينبثق منها الماء على ارتفاع أربعة أمتار مباشرة في الهواء، لتشكل أعمدة مائية باردة وصافية، والتي تمت برمجتها بحيث تتغير بشكل نمطي ومستمر. وتنشط في الأيام التي لا يتم فيها استخدامها للمراسم أو للمناسبات الخاصة.

وفي السياق ذاته يشير الكتاب إلى أن «ساحة الصفاة» تشكل صلة الوصل بين «ميدان العدل» و «ساحة الإمام محمد بن سعود» ويصف المقطع الانتقالي التاريخي القائم بين ساحة الصفاة والساحتين الكبيرتين الذي يظهر بوضوح بواسطة صفوف من الأعمدة تحمل جسر مشاة مرتفعاً يربط جامع الإمام تركي بالمباني الأخرى، حيث تكون هذه المجموعة المؤتلفة من أعمدة الممرات المقنطرة والجسور المغلقة، الجدران الغربية والشرقية لساحة الصفاة، موضحاً أن من أبرز المميزات التي تتسم بها «ساحة الصفاة» رسم خطوط ممتدة من صفوف أعمدة كهربائية وأشجار النخيل على طول جوانبها.

وفي ما يخص «ساحة الإمام محمد بن سعود» فإنها تستوعب أكبر قدر من التنوع في الأنشطة اليومية المتعلقة بالحياة العامة، ومن أبرز خصائصها الأرضية الحجرية من الغرانيت المنبسطة على سطحها بأنماط تقليدية معدلة تنبثق منها عناصر مائية متعددة، إلى جانب أشجار النخيل التي يظهر بعضها على شكل صفوف والبعض على شكل مجموعات ترمز إلى مدينة الرياض التي تعد بمثابة واحة أو بستان من النخيل الظليل.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز قد افتتح المرحلة الثانية من برنامج تطوير منطقة قصر الحكم عام 1992 والذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ويمثّل عملية إصلاح عمراني كبرى أعادت إلى قلب الرياض نبض التاريخ وأصبحت المنطقة مهيّأة للنهوض بدورها الأساسي كمركز سياسي وإداري وتجاري رئيسي لمدينة الرياض، كما أصبحت مهيّأة لجذب الاستثمارات الخاصة في المنطقة، وشرعت في احتضان العديد من الأنشطة على مدار السنة كالاحتفالات الرسمية التي تقيمها الهيئة العليا سنوياً في ساحات منطقة قصر الحكم الثلاث خلال أيام عيد الفطر المبارك، إلى جانب سوق التخفيضات المفتوحة التي تقام سنوياً في المنطقة لتنشيط الأسواق والمراكز التجارية.

ويذكر أن برنامج تطوير منطقة قصر الحكم اشتمل في مرحلته الأولى على بناء مقرات إمارة منطقة الرياض وأمانة مدينة الرياض وشرطة منطقة الرياض في المرحلة الأولى، ليليها في المرحلة الثانية إنشاء قصر الحكم وميدان العدل وساحة الصفاة وساحة الإمام محمد بن سعود وساحة المصمك وبوابتا الثميري ودخنة وبرج الديرة وأجزاء من سور المدينة القديم إضافة إلى المرافق العامة وبعض الشوارع والمباني التجارية والمكتبية مثل سوق الأوقاف وسوق سويقة وسوق الديرة وسوق المعيقلية، إضافة إلى إعادة بناء جامع الإمام تركي بن عبد الله في موقعه السابق ويتسع لأكثر من 17 ألف مصلى. وفي المرحلة الثالثة لتطوير المنطقة شملت المساحة المطورة 320 ألف متر مربع، وكان للقطاع الخاص دور مهم في تنفيذها حيث ساهمت شركة الرياض للتعمير مع غيرها من المطورين والمستثمرين في تنفيذ هذه المرحلة التي كان من أبرز إنجازاتها مركز التعمير التجاري السكني ومركز ابن سليمان. وحرصت الهيئة العليا في تصاميم منطقة قصر الحكم على الحفاظ على النمط التقليدي بين المباني والميادين والساحات العامة وهو على هيئة قلعة ذات أسوار وأبراج ترمز إلى القوة والمنعة.

=