دراسة مصرية: نخيل البلح معروف منذ 20 ألف سنة

TT

كشفت دراسة علمية مصرية حول «الطرز الوراثية لنخيل البلح في مصر» ان هذا النخيل معروف في مصر من العصر الحجري القديم، اي منذ 20 الف سنة قبل التاريخ، وذلك بمنطقة الواحات الخارجة بالوادي الجديد الآن. ويقول استاذ البساتين بجامعة اسيوط الدكتور محمد حسين لـ«الشرق الأوسط» انه سبق العثور على بقايا جذوع النخيل بهذه المنطقة وتم تحديد عمرها وهي تنتسب الى العصر الحجري القديم الاعلى، كما تم في منطقة وادي السكوباية بجهة كوم أمبو العثور على نوى البلح في مواقع مختلفة من حضارات ما قبل التاريخ ومنها حضارة العمري بمنطقة حلوان وترجع الى العصر الحجري الحديث الذي يمتد الى 6 الاف سنه قبل التاريخ.

ويذكر الباحث المصري ان ما يؤكد ذلك كله هو العثور على مومياء من عصر ما قبل التاريخ ملفوفة في حصير من سعف النخيل وذلك بمقبرة اثرية بجهة الرزيقات قرب مركز ارمنت بمحافظة قنا، وكذلك العثور على نخلة صغيرة كاملة بإحدى مقابر سقارة بمحافظة الجيزة من عصر الاسرة الاولى 3200 سنة قبل الميلاد، مؤكدا ان الاثري الانجليزي «امري» امكنه التحقق من وجود التمر كفاكهة خلال عهد الاسرتين الاولى والثانية (3200 ـ 2686 سنة قبل الميلاد) ووجد سقفا منقوشا عليه رسم جذوع النخيل في قبر (رع ور) بالجيزة من الاسرة الخامية (2494 ـ 2345 سنة قبل الميلاد). هذا بخلاف طرز الاعمدة التي اطلق عليها الاعمدة النخيليه والتي يشاهد فيها تاج العمود على هيئة جريدة متفرعة منها سعف وذلك في معبد الملك ساحورع من الاسرة الخامسة، مؤكدا ان هذا الاسلوب العماري كان وليد فكرة مصرية صورت ارض الصعيد أو ارض القصر على انها جزء من الاراضي الزراعية. ويوضح الدكتور محمد حسين ان اسم «البلح» قد ورد ضمن قرابين الدول القديمة (2780 ـ 2260 سنة قبل الميلاد) كما ان الاسم الهيروغليفي للتمر هو «بنر أوبنرت» ومعناها «الحلاوة» مشيرا الى ان هذه التسمية قديمة تنفرد بها اللغة الهيروغليفية مما يدل على وجود النخيل في مصر منذ قديم الزمان، كما كثرت زراعة النخيل في منطقة طيبة (الاقصر الآن) وما حولها وجنوبها وفي الواحات وسيناء بالاضافة الى منطقة شرق الدلتا حيث مدينة «بر رمسيس» وهي صان الحجر الحالية وحول «أون» وهي منطقة المطرية وعين شمس وعزبة النخل والمرج حاليا.

ومن الطريف ان محصلي هارون الرشيد كانوا يجمعون من منطقة اسوان 300 الف اردب من التمر، وهو الامر الذي يكشف ان انتاج البلح في اقليم اسوان كان اكثر من ثلاثة اضعاف الانتاج الحالي، وهو التحذير الذي حملته الدراسة العلمية في محاولة لانقاذ محصول التمر في مصر بعد ان شهد انخفاضا كبيرا في السنوات الاخيرة مما يهدد هذه الشجرة المباركة ذات المنافع التي لا تحصى من كل الوجوه.