السيلية (قطر) ـ باريس ـ وكالات الأنباء: اعلن الجنرال فنسنت بروكس، المتحدث باسم القيادة العسكرية الاميركية الوسطى في الدوحة، ان قوات التحالف القت القبض في بغداد امس على برزان ابراهيم التكريتي، الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والرئيس الاسبق لجهاز المخابرات والسفير السابق لدى المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف.
وقال بروكس في مؤتمره الصحافي اليومي ان عملية الاعتقال «لم تؤد الى وقوع اصابات»، مشيرا الى انها حصلت بناء على معلومات زود بها عراقيون القوات الاميركية، واوضح «في ساعة مبكرة من صباح اليوم (امس) أسرت قوات العمليات الخاصة التابعة للتحالف، مدعومة بقوات من مشاة البحرية الاميركية برزان ابراهيم حسن التكريتي.
وأضاف ان برزان كان «مستشارا لزعيم النظام السابق ولديه معرفة واسعة بالعمل الداخلي للنظام. لم تحدث اصابات في صفوف الاصدقاء أو الاعداء. وتظهر عملية الاعتقال التزام التحالف بتعقب الاعضاء المبعثرين لنظام مفكك.
وسبق لاحد المقربين من عائلة برزان التكريتي ان اعلن في القاهرة في 11 الشهر الحالي ان هذا الاخير قتل في القصف الاميركي ـ البريطاني الذي استهدف منزله في منطقة الرمادي الى الغرب من بغداد.
وكانت القيادة الوسطى قد اعلنت في بيان ان طائرات التحالف الاميركي ـ البريطاني نفذت في ذلك اليوم غارة على منزل برزان التكريتي. واوضحت ان ست قنابل موجهة بواسطة الاقمار الصناعية القيت على المنزل، في اطار الجهود المبذولة للقضاء على النظام العراقي.
واعلن مسؤول اميركي، الاحد الماضي، ان وطبان ابراهيم الحسن، الاخ غير الشقيق لصدام وشقيق برزان اعتقل اثناء محاولته الفرار من العراق عبر الحدود السورية.
وأدار برزان التكريتي جهاز المخابرات العراقي في الفترة من عام 1979 الى عام 1983 وكان سفير العراق لدى الامم المتحدة في جنيف من عام 1988 الى عام 1997، لكنه لم يعد الى العراق الا في سبتمبر (ايلول) عام 1999، حتى ان البعض تحدث عن فراره.
وهو الاسم الثاني والخمسون في قائمة اميركية تضم أسماء 55 مطلوبا من كبار اركان نظام صدام. وينفي برزان مزاعم بأنه ساعد على قتل متمردين أكراد في الثمانينات وتسعى جماعة «اندايت» لحقوق الانسان، ومقرها في لندن، لمحاكمة برزان التكريتي بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد أكراد عراقيين.
وتقول الجماعة أيضا انه ساعد شخصيا على قتل بضعة آلاف من عشيرة واحدة عام 1983، وانه مسؤول أثناء عمله رئيسا للمخابرات عن ترحيل واختفاء وقتل أفراد من أقليات عرقية. ويزعم أيضا انه أمر باغتيال منشقين عراقيين في الخارج.
وترددت انباء عن ان صدام حسين وضع برزان في مارس (اذار) الماضي قيد الاقامة الجبرية في منطقة الرضوانية قرب بغداد، بعد ان رفض تقديم الولاء لابنه الاصغر قصي.
وبرزان التكريتي، كما يصفه المقربون منه، غير ودود، سريع الغضب وشديد التحفظ الى حد البرودة. وعلاقاته متردية ايضا مع الابن البكر لصدام، عدي، الذي كان متزوجا من ابنته. ويصف عدي بحسب عضو في المؤتمر الوطني العراقي (معارضة) بانه رجل «جشع» و«غير مؤهل لممارسة الحكم».
ويقول بعض اعضاء المعارضة ان برزان التكريتي اشرف اثناء مهامه في جنيف على شبكات الاستخبارات العراقية في اوروبا، واشرف على صفقات لشراء اسلحة وسهل العمليات الرامية الى حصول بلاده على السلاح النووي.
ويقال انه اقام منذ فرض الحظر على العراق شبكة تهدف الى الالتفاف على العقوبات، وانه كلف بادارة ثروة صدام حسين المودعة مصارف اوروبية.
واخيرا، كلف بشراء افخم اللوازم والاثاث في اوروبا لقصور صدام حسين واحدث الادوات الالكترونية لافراد محيطه.
وطلب برزان التكريتي خلال تلك الفترة، بحسب احد المقربين منه، من صدام حسين حل مجلس قيادة الثورة والبرلمان وتشكيل حكومة من التكنوقراط يتولى بنفسه رئاستها. ولد برزان التكريتي عام 1951 في تكريت، وهو متخرج من جامعة المستنصرية حيث درس الحقوق والعلوم السياسية. توفيت زوجته عام 1998 اثر اصابتها بالسرطان وهو اب لثمانية اولاد.
ولا يزال مصير صدام وابنيه عدي وقصي غير معروف. ويقول مسؤولون أميركيون انهم لا يعرفون إن كانوا ما زالوا على قيد الحياة ام قتلوا في ضربتين جويتين استهدفتا صدام. والشخص الوحيد الاخر ضمن المطلوبين الذي سلم نفسه الى قوات التحالف في بغداد هو عامر السعدي، المستشار العلمي لصدام والذي جاء اسمه في اخر القائمة. وقد استسلم مطلع هذا الاسبوع.
وقال هوشيار زيباري المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني في مؤتمر صحافي في صلاح الدين بشمال العراق امس «ما زال مسؤولون عراقيون كبار مطلقي السراح في غرب الموصل.. وتم رصد بعضهم في الايام القليلة الماضية»، واضاف «هذه الجهود مستمرة بشكل مكثف ونعمل عن قرب مع القوات الاميركية الخاصة لاعتقال هؤلاء المطلوبين في اقرب وقت ممكن».