كريستين شويري: هناك شعرة تفصل التفاهة عن البساطة في الأعمال الفنية

الممثلة اللبنانية تلقت الدروس النحوية حتى تقوم بدور خولة شقيقة سيف الدولة في «أبو الطيب المتنبي»

TT

اشارت الممثلة اللبنانية كريستين شويري الى ان تشرذم الممثلين في لبنان من شأنه اطالة عمر تنازلاتهم امام المنتجين، وأعربت عن شعورها بعدم الانتماء الى حركة فنية لبنانية. وعلى الرغم من وجودها في نقابة الممثلين، فهي تعتبر ان انقسام هذه المرجعية في ما بينها، وفصلها بالتالي عن الجسم التمثيلي الذي انضم الى النقابة الثانية للفنانين المحترفين هو بمثابة القشة التي قصمت ظهر الممثلين في لبنان. وتضيف انه ما من سند قوي يحميهم من تلاعب المنتج بمهنتهم واستغلاله لحاجتهم المادية والمهنية من اجل البقاء عبر اعمال «بعضها لا يستحق الذكر»، وتضيف كريستين «ان هذه الاعمال هي مسلسلات وافلام سينمائية معظمها له صفة السطحية والابتذال، واكثر ما تتوق اليه كممثلة ومشاهدة في آن معاً، هو متابعة ما يعبر عن المشاكل المعاشة، ولا تطلب لذلك ان تتضمن تلك الاعمال فلسفة وانما يتوجب عليها كمادة عامة ان تناقش عمق المواضيع بشكل لا يشعر الجمهور بالملل».

واستنكرت كريستين استغراب البعض من اهتمام الفن بالناحية التجارية، معتبرة ان الممثل والمنتج يحتاجان الى مردود مادي للاستمرار. اضافة الى ان التسويق في نظرها هو امر ضروري جداً للوصول الى قلوب الجمهور. لكنها ميزت بين عمل ناجح فنياً واقتصادياً وعمل يصح ان يطلق عليه مصطلح «السطحية»، مؤكدة وجود شعرة تفصل التفاهة عن البساطة، فما نناقشه هو هامش الامور، بينما نستطيع ان تقدم المواضيع نفسها بشكل مبسط.

وتساءلت عن موقع الاعمال اللبنانية في مشاهدات الجمهور المحلي والعربي، متأسفة من حلولها في المركز الثالث بعد المسلسلات المصرية والسورية.

وكانت كريستين قد شاركت في المسلسل العربي «ابو الطيب المتنبي» للمخرج الاردني فيصل الزعبي وعرضه تلفزيون ابوظبي خلال شهر رمضان الماضي، كما وقفت امام الممثل السوري ايمن زيدان في مسلسل «الطويبي». اما في المجال المصري فقد عملت مع الممثل يوسف شعبان في مسلسل بعنوان «هروب مع سبق الاصرار» بالاضافة الى افلام سينمائية، منها ما ناقش موضوع الحرب اللبنانية مع المخرج اللبناني جان شمعون في فيلمه «طيف المدينة»، اضافة الى فيلمين قصيرين مع المخرج فؤاد عليوان بعنوان «الليلة الزرقاء» و«هوا بيروت».

ولم تسع كريستين للخروج من الساحة الفنية في لبنان بقدر ما اعجبها ما عرض عليها من اعمال في كل من سورية ومصر، فهي تؤكد انها تعمل لتشعر بالسعادة ولا ترغب في الحصول على اعمال فنية لجني المال، وتجد كذلك ان تجربتها في عالم التمثيل قد تتطور بفعل النضوج، وهي تشعر بالشخصيات التي تؤديها اليوم بشكل أعمق مما عرفته في البدايات، وتحرص على قبول الحد الادنى من الجودة في المواضيع، لأنها تعتبر ان معظم ما يكتب ملفق وغير محسوس «وكأن ما من شيء لدينا لنقوله». «مضيفة ان المنتج يستهلك الفنان بغض النظر عن قدراته ويساوم الممثل ليمنحه ما يقل عن النسبة التي اقرتها النقابة».

وتمنت كريستين لو انها تستطيع كتابة الاعمال الفنية، لانها تشعر ان كتاب المسلسلات اللبنانية انما يكرسون تفاهات المجتمع ويصفقون لها عبر ما يكتبون، كما وجدت في الاعمال الكوميدية المعروضة على مختلف الشاشات اللبنانية واقعاً بعيداً عن المنطق وعن الحياة المعاشة.

فمن السهل في نظرها ان ندفع الجمهور الى ذرف الدموع ولكن من الصعب اضحاكه. وقد أبدت استغراباً لانجذاب الكثيرين لتلك الاعمال.

ولم تخض كريستين المجال الكوميدي، بل اقتصرت اعمالها على الدراما التي بدأتها مع الممثل السوري دريد لحام في فيلم «التقرير»، ومن ثم انهتها مع الانتاج السوري «ابو الطيب المتنبي»، حيث قامت بدور خولة شقيقة سيف الدولة وحبيبة الشاعر العربي. واشارت الى صعوبة دورها فيه لانها ادت للمرة الاولى شخصية تاريخية تتكلم باللغة العربية الفصيحة، ما دفعها الى استباق المسلسل بتلقيها دروساً في النحو.

وعلى الرغم من تراجع حماسها بفعل ظروف مهنية عدة، الا ان علاقتها بالكاميرا لم تتغير، وتقول: «تغيرت علاقتي وفهمي لمن يحيطون بالكاميرا ولمواضيعهم المطروحة». موضحة «ان الامكانات المتواضعة لم تؤد يوماً الى تقهقر الانتاج المحلي، في حين لا نجد منتجاً يشكو فقر الحال». واسفت كريستين لأن دور نقابة الفنانين مغيب متمنية السعي لتوحيد كلمة الممثلين لاجبار المنتجين على احترام حقوقهم.