القوات الأميركية تعتقل هدى عماش المسؤولة عن برامج الأسلحة البيولوجية والكيماوية في نظام صدام

TT

اعلنت مصادر عسكرية اميركية في بغداد امس انها تمكنت من اعتقال هدى صالح مهدي عماش المسؤولة عن برامج الاسلحة الجرثومية والكيماوية العراقية، والتي شوهدت آخر مرة في اجتماع مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وعدد من الاعضاء القياديين البارزين في نظامه.

وقالت المصادر ان هدى عماش، وهي ابنة نائب الرئيس العراقي السابق صالح مهدي عماش، محتجزة لدى قوات التحالف في بغداد، وهي احد ابرز الشخصيات التي ينتظر ان تشكل المعلومات التي تقدمها بشأن برامج التسلح العراقية مفتاحا رئيسيا للكشف عما اذا كان النظام المخلوع تمكن من اخفاء بعض هذه الاسلحة.

وتحتل عماش رقم 53 على قائمة اكثر المطلوبين العراقيين لدى الادارة الاميركية. وبوصفها الخبيرة العراقية الأبرز في المجال البيولوجي رقيت في مايو (أيار) 2001 الماضي لتكون المرأة الأولى التي تحتل موقعا في القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في العراق.

وتشير مصادر مقربة من هيئة التفتيش التابعة لهيئة الأمم المتحدة والمسؤولة عن تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية إلى أن هدى عماش تلقت تدريباً مكثفاً على يد ناصر الهنداوي الذي يعتقد، على نطاق واسع، أنه «أب» برامج السلاح البيولوجي العراقي.

وكان والدها صالح مهدي عماش الذي شغل في بداية عهد البعث (اواخر الستينات من القرن الماضي) منصب نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وكان يفترض ان يظل هو في هذا المنصب الذي اختطفه منه الرئيس المخلوع صدام حسين الذي يقال ايضا انه وراء مقتله. ولدت هدى عماش في عام 1953 في بغداد في بيت دخلته السياسة من أوسع أبوابه، فالأب الذي ساهم بفعالية في الإطاحة بحكم عبد الرحمن عارف في عام 1968، أتاح لابنته وسائل جمة عندما قررت أن تنخرط في حزب البعث وهي لا تزال بعد على مقاعد الدراسة الثانوية. وفي مطلع السبعينات، التحقت لدراسة البيولوجيا في كلية العلوم، جامعة بغداد، وتخرجت منها في عام 1975 . وعاشت عماش خارج العراق، لعدة سنوات بدافع استكمال دراساتها العليا في الفرع الذي استحوذ على اهتمامها، فانتسبت إلى جامعة تكساس في الولايات المتحدة لتحصل على درجة الماجستير في علم الميكرولوجي في عام 1979. وكان طموحها في الدراسة يشدها إلى بلوغ مراتب أعلى، فانتسبت إلى جامعة ميسوري في ولاية كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية للحصول على درجة الدكتوراه في الاختصاص ذاته. وفي عام 1983 حصلت على مبتغاها وعادت على الفور إلى العراق باعتبارها امرأة صاحبة دعوة ورسالة. كانت أخطر مهامها على الإطلاق، رئاستها لـ«الجمعية العراقية لعلوم المختبرات الطبية» منذ عام 1996، إذ تعتقد مصادر استخباراتية أميركية أن هدى عماش لعبت دوراً مركزياً في إعادة إحياء برنامج تطوير الأسلحة البيولوجية العراقية الذي تمّ البدء به في منتصف عقد التسعينات.