الدبلوماسي السعودي المبعد من لوس أنجليس لـ «الشرق الأوسط»: عدت إلى الرياض في أول طائرة ولا أعرف دوافع إبعادي عن أميركا

TT

اكد فهد بن ابراهيم الثميري، الدبلوماسي السعودي الملحق الديني في مدينة لوس انجليس الذي ابعدته السلطات الاميركية اول من امس، انه لم يتعرض للاعتقال او اي تحقيقات امنية على الاطلاق في الولايات المتحدة، مشيرا الى انه ابدى دهشته لمسؤولي الجوازات في مطار لوس انجليس من الاجراء المتخذ بحقه.

ويتولى الثميري منذ عام 1996 الاشراف على مشروع مسجد الملك فهد في لوس انجليس، ثم تولى إمامته والاشراف على برامجه التوعوية عقب افتتاح المسجد عام 1998. وقال لـ«الشرق الأوسط» ان مسؤولي الجوازات «اكدوا لي ان كل الامر محصور في الغاء تأشيرتي من دون أي مطالبات او اي اشتباه من أي نوع». واضاف «لم احاول الاصرار على معرفة اسباب إلغاء التأشيرة. وتركت معالجة الامر برمته لسفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن وممثليتها القنصلية في لوس انجليس».

وكانت السلطات الاميركية قد قررت إلغاء تأشيرة الشيخ فهد الثميري، حيث كان في بلاده عقب انتهاء فترة انتدابه من قبل وزارة الشؤون الاسلامية للعمل في القنصلية السعودية في لوس انجليس، ومنها اعير للعمل إماما ومشرفا على ادارة مسجد الملك فهد هناك، وتم ابعاده من الاراضي الاميركية فور وصوله اليها، من دون ايضاح اسباب او دوافع القرار الذي فاجأ مسؤولي سفارة الرياض في واشنطن.

ووفقا لمعلومات «الشرق الأوسط» فإن عددا من الدبلوماسيين المنتدبين للعمل في ملحقية الثقافة والشؤون الدينية من قبل وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودية قد جرى إلغاء تأشيراتهم وابعادهم عن الاراضي الاميركية منذ احداث 11 سبتمبر (ايلول). واعتبر الثميري الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» من منزله في العاصمة السعودية الرياض ان معاملة مسؤولي الجوازات في مطار لوس انجليس له كانت «حسنة، وكرروا اعتذاراتهم الشفهية على الخطأ الذي وقع في الاجراء لانهم لم يخطروا مقر عمله في لوس انجليس او السفارة السعودية في واشنطن بقرارهم الغاء تأشيرة اقامتي في اميركا». وقال «حتى انني عندما عبرت جوازات مطار فرانكفورت في المانيا الى اميركا لم يشر الموظفون الى ان تأشيرتي الاميركية ملغاة». وعن تصوره للأسباب التي دفعت بالسلطات الاميركية الى الغاء تأشيرة اقامته في الولايات المتحدة بالطريقة المتكتمة التي صادفها، قال «لا اذكر تجاوزا وقعت فيه على الاطلاق. وربما يكون وراء الاجراء المتخذ ضدي شكوى كيدية من بعض الاشخاص المسلمين شديدي الرغبة في الاستيلاء على ادارة مسجد الملك فهد في لوس انجليس، وابعاد العناصر السعودية من ادارته لتحقيق اغراضهم المكشوفة لاوساط الجاليه المسلمة هناك». وكشف الثميري انه كان في طريقه الى لوس انجليس بناء على إلحاح مباشر من كبار المسؤولين في سفارة خادم الحرمين الشريفين في اميركا «لرغبتهم في استمراري إماما ومشرفا على ادارة شؤون المسجد». وقال «كنت استعد في الرياض لإنهاء دوري إماما للمسجد بناء على انقضاء مدة انتدابي للعمل في ملحقية الشؤون الدينية ومنها الاعارة لإمامة المسجد، وإذ بالاخوة في سفارتنا في واشنطن يلحون علي برغبتهم الكاملة بعودتي ومواصلة مهمتي التوعوية في المسجد بالاضافة الى الاشراف على برامجه. وهذا ما حصل عندما لبيت رغبتهم لاصطدم بإجراء الغاء تأشيرة اقامتي السارية المفعول».

ويعد الشيخ فهد بن ابراهيم الثميري من الشباب السعودي المتمكن في شؤون الدعوة الاسلامية، وحصد شعبية عالية في اوساط الجالية الاسلامية في غرب الولايات المتحدة ولدى مجموعة كبيرة من مجاوري مسجد ومركز الملك فهد الثقافي في لوس انجليس من الاميركيين وجاليات اخرى غير اسلامية. وهو متزوج وله طفلان اكبرهما عبد الله. وهنا قال الثميري ان اسرته كانت في الرياض ولم ترافقه في هذه الرحلة «لانه كما ذكرت لك كنا قد استعددنا لانهاء ارتباطنا بلوس انجليس قبل ان أبلغ برغبة الاخوان في السفارة والقنصلية واصرارهم عليَّ بالعودة لمواصلة مهمتي في المسجد». وابدى الثميري، الذي شدد على عدم رغبته في التعليق على مشكلته من جوانب قانونيه لا تخصه، ارتياحه للمعاملة الحسنة التي وجدها من مسؤولي الجوازات الاميركية، قائلا «لم يعتقلوني ولم يبد منهم أي تعامل يجرح مشاعري».