أربعة انفجارات تهز الرياض .. وقتلى ومصابون في مجمعات سكانها من الغربيين

الأمير نايف لـ"الشرق الاوسط": انتحاريون نفذوا الهجمات بسيارات مفخخة ورفعنا درجة الطوارئ الأمنية

TT

هزت ثلاثة انفجارات قوية شرق العاصمة السعودية الرياض قبل منتصف ليلة امس الاثنين تواترت المعلومات بشأنها من قبل شهود عيان يقطنون بالقرب من المباني التي حصلت فيها هذه الانفجارات ولم يعرف حتى ساعة اعداد هذا الخبر عدد الوفيات او المصابين الا ان شهود عيان ألمحوا الى انهم بالعشرات، ولم يتم التأكد من ذلك من مصادر رسمية.

وافادت وكالة اسوشيتد برس (أ.ب) ان انفجارا رابعا استهدف مقر شركة صيانة مشتركة سعودية اميركية تسمى صيانكو وهي مشروع مشترك بين بازل اي. ان. سي في واشنطن وشركاء سعوديين.

واعلن الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي عن رفع حالة الطوارئ الامنية "القصوى"، وطالب المواطنين بالتعاون وعدم التذمر.

وكشف الامير نايف عن ان هناك ضحايا كثراً ما بين قتلى ومصابين لم يجر احصاء عددهم حتى الساعة الثانية صباح اليوم. واكد الامير نايف لـ"الشرق الأوسط" ان التفجيرات التي جرت في مجمعات سكنية في الرياض كانت بسبب "انتحاريين فجروا في ثلاث الى خمس سيارات وهم بداخلها. ووجدنا بعضهم جثثا محروقة داخل تلك السيارات".

وبسؤال عن ما اذا كان هؤلاء الانتحاريون هم انفسهم من خلية اشبيليا التي احبط مخططها التفجيري قبل ايام اجاب الامير نايف بالقول "يجوز ذلك الى حد بعيد. في الحقيقة استجبت لاتصالكم قبل توجهي للمكتب. والمعلومات بشكل شامل ليست عندي في الوقت الراهن. انما كل شيء مفتوح على جميع الاحتمالات". ووافق الامير نايف على ان الحادثة هي الاولى من نوعها من حيث ضخامتها والاسلوب الذي اتبعه المفجرون بالانتحار "كقنابل بشرية".

واعرب الامير نايف عن أمله في ان تكون الانباء التي تحدثت عن محاصرة السلطات الامنية السعودية لفلول الارهابيين في مواقع مختلفة من البلاد صحيحة، وقال الامير في اجابته على ما اذا كانت السلطات تحاصر 19 شخصا قبل وعقب الانفجار بالقول "اتمنى ذلك. وأثق بقدرة رجالنا في الميدان على التعامل مع كل من تسول له نفسه العبث بأمننا".

واعتبر الامير ان الانفجارات "كانت كبيرة بالفعل. هم انتحاريون استخدموا اجسادهم وسياراتهم في تنفيذ مخططهم الخارج عن كل قواعد ديننا الحنيف وسماحة شريعتنا".

واكد الامير نايف ان بلاده قد طورت استراتيجيتها في مكافحة الارهاب. وعن كشف منظمات ارهابية باسم "الموحدون" وتنظيم سعودي آخر قال الامير "كل هؤلاء نعتبرهم ممثلين لفكر واحد واهداف شريرة واحدة لا تمت للدين بصلة". ووجه الامير نايف انتقادا لاذعا لعائلات ذوي الارهابيين بالقول "نحن نطالب العائلات باليقظة اكثر في متابعة ابنائها لكي لا يسيئوا لدينهم وانفسهم وعائلاتهم فضلا عن وطنهم".

وطالب الامير نايف مواطني بلاده بعدم التذمر من الاجراءات التي ستشهد "رفع درجة الاستعداد الامني في جميع انحاء البلاد. ونرجو من الاخوة المواطنين التعاون الكامل مع اجراءات التفتيش الدقيق على مداخل المدن وفي الطرقات الرئيسية وفي بعض المواقع. كما انه مطلوب برجاء عدم التذمر لما فيه مصلحتهم ومصلحة البلاد".

واكد الامير نايف ان بلاده لن تسمح باستغلال المساجد كمنابر لبث التطرف. وشدد على ان ما يقال انهم محرضون بفتاواهم نحو حمل السلاح وترويع الامنين بانه "سنحاسب كل من يثبت تورطه في الحث على العنف. لكننا نحاسب اكثر على العمل لا الاقوال".

وذكر شهود عيان تحدثوا لـ"الشرق الأوسط" ان الانفجارات خلفت حفرة عميقة قدر قطرها وعمقها شاهد العيان "بعمق وعرض 7 امتار او اكثر". مضيفا "كانت بسبب انفجار سيارة بداخلها اربعة انتحاريين شاهدهم رجال الحراسة".

وقال شهود عيان آخرون ان التجمهر اعاق وصول سيارات الاسعاف والشرطة الى موقع التفجيرات.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله: "حدث مساء هذا اليوم (امس) ثلاثة انفجارات في مدينة الرياض وجار التحقيق بشأنها". واضاف المصدر بأنه سيتم الاعلان في وقت لاحق عن تفاصيل هذه الانفجارات عندما يكتمل التحقيق بشأنها.

وتأكد لـ"الشرق الأوسط" ان احد هذه الانفجارات حدث في مجمع الحمراء السكني في حي غرناطة الكائن جنوب مجمع سابك على الخط الدائري الشرقي المتجه نحو مطار الملك خالد الدولي، حيث جرى اقتحام المبنى من قبل سيارتين بعد اطلاق النار على حراس المجمع في البوابة الرئيسية وتوجهت السيارتان الى النادي الرياضي وسط المجمع حيث وقع الانفجار.

وأفاد احد سكان المجمع وهو من الجنسية اليونانية واسمه كريس زوتوس والذي قدم للسعودية قبل ثلاثة اشهر انه فوجئ بصوت الانفجار القوي عند الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق بتوقيت الرياض المحلي.

واضاف في اتصال هاتفي مع "الشرق الأوسط": "معظم سكان المجمع يغادرونه الآن وانا بدوري سأتوجه للاقامة عند احد اصدقائي".

ووقع انفجاران آخران في مجمع سكني آخر في حي اشبيليا الذي ضبطت في احد منازله يوم الثلاثاء الماضي كميات كبيرة من المتفجرات والاسلحة والذخائر.

وعلم ان غالبية سكان المجمعين هم من رعايا الدول الغربية وجنسيات آسيوية.

وحلقت حوالي ثلاث طائرات متخصصة في مكافحة الاعمال الارهابية حيث لوحظ استخدام الطائرات للانوار الكاشفة التي سلطتها على الاحياء المجاورة لمواقع الانفجارات في محاولة لحصرها وعدم تمكين الجناة من الفرار.

وقد تم تطويق جميع الشوارع والميادين المحيطة بالمجمعين بعدد كبير من افراد الامن وسيارات الشرطة، كما هرعت الى المواقع سيارات الاسعاف التي نقلت المصابين الذين لا يعرف عددهم حتى ساعة كتابة الخبر الى المستشفيات الحكومية والخاصة القريبة من المواقع. وافادت مصادر طبية انه تم نقل اكثر من 50 مصابا الى عدد من المستشفيات الحكومية والاهلية، كما علم ان الانفجارات اسفرت عن سقوط ضحايا قدرت في بداية الحدث بـ5 وفيات في احد المجمعات الثلاثة.

وكانت السلطات الامنية السعودية احبطت يوم الثلاثاء الماضي ما اكدت بأنه اكبر عملية ارهابية في البلاد بعد ان ضبطت في احد المنازل في حي اشبيليا 55 قنبلة يدوية، و377 كليوغراما من المتفجرات وعددا كبيرا من الاسلحة الرشاشة والذخيرة الحية اثر مطاردة سيارة مشتبه بها ونتج عن هذه العملية اعلان اسماء وصور 19 ارهابيا تلاحقهم السلطات السعودية من بينهم 17 سعوديا واثنان احدهما يحمل الجنسية اليمنية والآخر يحمل الجنسيتين الكويتية والكندية من اصل عراقي.

وفي واشنطن اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان اي مسؤول اميركي لا يقطن على ما يبدو المجمع السكني في الرياض الذي تعرض مساء امس لعدد من الانفجارات.

واعربت الولايات المتحدة عن اعتقادها بأن ثلاث سيارات مفخخة انفجرت مساء امس امام ثلاثة مجمعات سكنية يقطنها اميركيون وغربيون آخرون في السعودية، كما اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية بالاستناد الى معلومات اولية.