الشريف علي يصل إلى بغداد ويزور مباشرة المقبرة الملكية

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: وصل الشريف علي بن الحسين رئيس الحركة الملكية الدستورية في العراق امس الى بغداد بعد 45 سنة من فرار اسرته من البلاد اثر انقلاب دام على الملكية. وزار على الفور المقبرة الملكية في الاعظمية وسط بغداد حيث اضرحة ملوك العراق الثلاثة وهم فيصل الاول ( 1922 ـ 1933 ) وغازي الاول (1933 ـ 1939) وفيصل الثاني ( 1939 ـ 1958).

وحضر مئات الاشخاص لتحية الشريف علي عندما كان يقرأ الفاتحة خاشعا في الاضرحة المقامة من المرمر الابيض. والشريف علي بن الحسين، 47 سنة، المولود في بغداد يعمل في مجال البنوك وهو نجل الاميرة بديعة شقيقة الوصي على العرش عبد الاله خال الملك فيصل الثاني اخر ملوك العراق الذي اغتيل في 14 يوليو (تموز) 1958 وكان عمره 23 عاما ولم يكن متزوجا. وينافس الشريف علي على عرش العراق الامير رعد بن زيد، 67 سنة، وهو نجل الامير زيد الذي كان يعيش في العراق الى جانب اخيه الملك فيصل الاول (اول ملوك العراق) وفر من العراق بعد 14 يوليو (تموز) .1958 وقال الشريف علي الذي احاط به اكثر من 10 من الحرس الخاص للحشود المهللة في المقبرة بعد ان قرأ الفاتحة على ارواح اسلافه من افراد الاسرة الهاشمية «نحن مسرورون جدا. طول العمر ننتظر هذا اليوم». وأضاف «جئنا لوطن لا بديل لنا عنه. ايها الشعب العراقي الكريم نسعى لعراق المستقبل الذي يكون فيه الشعب سيد نفسه ويعيد امجاده وسيادته وحريته في عراق آمن مستقر. عراق يخاف الله ويحترم كل الاديان ولا فرق بين مواطن واخر الا بحجم العطاء والتقيد بالقوانين».

واضاف وصول الشريف علي عنصرا جديدا للوضع السياسي الذي يختمر في العراق في الوقت الذي تحاول فيه قوات الغزو الاميركية والبريطانية تشكيل حكومة عراقية مؤقتة للمساعدة في ادارة شؤون البلاد حتى يتم تشكيل حكومة ذات سيادة كاملة.

ويقول بعض العراقيين ان اعادة الملكية قد يساعد على توحيد الشيعة والسنة العراقيين. وانتقد الشريف علي حكم صدام بالمقارنة بالعهد الملكي قائلا «نستذكر واياكم الخير في عهد الملكية يوم كان العراقي يزهو بعراقيته، ولم يعرف العراق الاستقرار والنمو والازدهار والحرية ولا ممارسة شعبية مكفولة دستوريا الا بعهد الملكية». ويشاركه المؤرخ العراقي حسين امين الذي عاش في عهد الملك فيصل الثاني ووالده الملك غازي في حنينه للماضي. ويقول امين انه يفضل الملكية وان العهد الملكي شهد حرية وازدهارا اقتصاديا.

وقبل عودته دفع الشريف علي مالا لتجديد المقبرة الملكية التي بنيت عام 1935 وتنظيفها. وكان صدام قد اعاد فتح المقبرة بعد سنوات طويلة من الاهمال والاغلاق عندما زارها الملك حسين عاهل الاردن الراحل عام 1989. وقال الشريف علي وسط تهليل الحشود وزغاريد النساء والقاء رجال القبائل لاشعار مدح «لم يكن ممكنا ولن يكون ممكنا القبول بان تصادر الحريات ولا ان يعيث البعض في الارض فسادا تحت اي غطاء ولن يقبل العراقيون وصاية احد. العراق للعراقيين». وأضاف «اعاهد الله ان اتوجه اليكم بالخير والى المستقبل الافضل الذي لا مجال فيه للحروب واراقة الدماء والمغامرات، والله على ما أقول شهيد».