القيادة الوسطى الأميركية تعلن اعتقال علي حسن المجيد «الكيماوي» وقواتها تداهم مزرعة شمال شرقي بغداد إثر بلاغ عن وجود صدام فيها

إلقاء القبض على مسؤول عن «فدائيي صدام» بحوزته «قائمة اغتيالات» ومقتل جندي أميركي وإصابة اثنين بالعاصمة

TT

اكدت القيادة الاميركية الوسطى امس اعتقال علي حسن المجيد الملقب «علي الكيماوي» في العراق، وانه في قبضة قوات التحالف.

وقال ناطق باسم القيادة الاميركية «تم القبض عليه، وهو حاليا قيد الاعتقال لدى قوات التحالف». وكان مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية قد اعلن في وقت سابق ان علي حسن المجيد ابن عم صدام حسين، الملقب «علي الكيماوي» ويأتي في المرتبة الخامسة على القائمة الاميركية بـ55 مطلوباً من مسؤولي النظام السابق، بات في قبضة القوات الاميركية، مشيرا الى انه «في صحة جيدة».

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «يبدو انه حي وبصحة جيدة وفي قبضتنا». غير ان محطة «سي ان ان» التلفزيونية الاميركية افادت ان حسن المجيد اعتقل «قبل بضعة ايام». واعتقد ان حسن المجيد قتل في عملية قصف اميركية عند اندلاع الحرب، غير ان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اعلن في مطلع يونيو (حزيران) انه قد يكون لا يزال على قيد الحياة. وهو ملقب بـ«علي الكيماوي» لدوره في ابادة آلاف الاكراد بالغازات السامة عام .1988 وقد عين في بداية الحرب حاكما عسكريا لمنطقة جنوب العراق، وكلف الدفاع عن هذه المنطقة في مواجهة الهجوم الاميركي ـ البريطاني الذي اطلق في 20 مارس (اذار) الماضي. ويأتي الاعلان عن اعتقاله بعد ايام قليلة من اعتقال مقاتلين اكراد طه ياسين رمضان الجزراوي، نائب رئيس الجمهورية الاسبق، في الموصل شمال العراق، وهي المدينة التي قتل فيها نجلا صدام حسين عدي وقصي على يد القوات الاميركية في 22 يوليو (تموز) الماضي. واعرب مراقبون عن اعتقادهم أن الجزرواي ربما قدم معلومات قادت الاميركيين الى مكان حسن المجيد الذي باعتقاله ارتفع الى 39 عدد المطلوبين الذين اعتقلوا حتى الآن. ويعلق المسؤولون الاميركيون آمالهم على اعتقال حسن المجيد ومن قبله الجزراوي للوصول الى صدام الذي تضيق القوات الاميركية الحصار عليه يوما بعد يوم. وفي هذا السياق، ذكر مصدر اميركي طلب عدم الافصاح عن هويته ان القوات الاميركية اغارت على منزل في مزرعة بقرية العبارة قرب بعقوبة (شمال شرقي بغداد) امس بعدما تلقت معلومات بأن صدام يختبئ فيها. وقد قبضوا على خمسة اشخاص ولكنهم لم يعثروا على الرئيس العراقي السابق. وقد اصيب جندي اميركي في ذراعه اثناء مغادرة القوات التابعة للكتيبة الثالثة من الفرقة المدرعة 67 للقرية. واوضحت السلطات العسكرية الاميركية ان الاصابة ليست خطيرة وورد ان المنزل الذي تمت الاغارة عليه مملوك لواحد من انصار صدام واسمه خالد الدوش. ولم يعرف ما اذا كان من بين هؤلاء الذين تم اعتقالهم.

وبعد فترة، حاصرت مئات من القوات الاميركية في دبابات وحاملات جنود مدرعة وعربات «همفي» قرية السادة على بعد خمسة كيلومترات شمال بعقوبة، حيث فتشوا منازل ومسجدا بحثا عن اسلحة في عملية استمرت ثلاث ساعات، واعتقلت القوات رجلا، لكنها لم تعثر على كميات كبيرة من الاسلحة وفقا لما ذكره الكولونيل وليام ادامسون من الكتيبة 588 في سلاح المهندسين. وقال شاهد ان «القوة كانت تبحث عن السلاح وكانت بحوزتها لائحة باسماء اشخاص مطلوبين وفتشت عددا من المنازل بينها منزل مختار القرية الذي كان يشغل منصب عضو شعبة في حزب البعث المنحل محيي شهاب احمد». واكد ان «القوة الاميركية اعتقلت احد الاشخاص في القرية واقتادته معها بعدما انهت تفتيشها الذي استمر اربع ساعات. ثم توجهت مباشرة الى قرية اخرى هي قرية الزهرة المتاخمة لها حيث كسر الجنود اقفال المحال المغلقة وفتشوها الواحد تلو الاخر».

من ناحية ثانية، اعلن ادامسون اعتقال واحد من كبار المسؤولين في مليشيات «فدائيي صدام» العراقية كان يحمل قائمة مشتريات لمواد متفجرة واخرى بـ10 شخصيات عراقية بهدف اغتيالها، حسبما بدا واوضح ان الرجل يدعى رشيد محمد وانه اعتقل عندما اوقف الجنود سيارته على طريق سريع شمال بعقوبة وكان معه رجلان آخران. وذكر الجيش انه سيحاول الاتصال بالاشخاص الذين ظهرت اسماؤهم في القائمة التي كان يحملها الرجل لتحذيرهم. وقال ادامسون «نشتبه في انه شخصية كبيرة تتولى تنظيم نشاطات الفدائيين في بعقوبة. كما لدينا من الاسباب، اعتمادا على وثائق حصلنا عليها، ما يجعلنا نعتقد انه كان يشتري اجهزة متفجرات تم تصنيعها محليا، ذات صواعق تعمل بالتشغيل عن بعد. وقال ادامسون ان مخبرين اخرين ابلغوا القوات الاميركية بان محمد كان يحاول تنظيم قوة مليشيا من 600 شخص في المنطقة المحيطة ببعقوبة».

في تطور آخر ذي صلة، قتل جندي اميركي واصيب اثنان اخران بجروح اول من امس في بغداد في انفجار عبوة ناسفة، وفق ما جاء في بيان للجيش الاميركي صدر امس. وجاء في البيان «قتل جندي من الفرقة المدرعة الاولى واصيب اثنان اخران بجروح في انفجار عبوة في منطقة الكرخ في بغداد». واضاف الجيش ان الجنود الثلاثة نقلوا الى مستشفى ميداني حيث «اعلنت وفاة» احدهم ليرتفع بذلك الى 64 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ مطلع مايو (ايار).