وزير الدفاع العراقي السابق يستسلم للقوات الأميركية في الموصل بالتنسيق مع حزب بارزاني

سلطان هاشم أحمد استسلم بموجب صفقة نصت على شطب اسمه من قائمة المطلوبين الـ«55»

TT

سلم وزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم احمد، احد المطلوبين العراقيين الـ55، نفسه للقوات الاميركية في مدينة الموصل شمال العراق، طبقا لما صرح به وسيط في عملية الاستسلام. وقال داود باغستاني، المسؤول في اللجنة العراقية لحقوق الانسان في مؤتمر صحافي في مدينة الموصل شمال العراق، ان الوزير السابق سلم نفسه في منزله بالموصل بعد وعود اميركية بان القوات الاميركية ستحسن معاملته.

واضاف باغستاني انه «ليس هناك اي ثمن سياسي او مادي» للاستسلام، مؤكدا ان «اسم الوزير السابق سيشطب عن قائمة الـ55» الاميركية للمطلوبين حيث كان يحمل الرقم (8). واوضح باغستاني ان العملية تمت بالتنسيق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني. ورفض الجيش الاميركي في بغداد التعليق على التقارير حول استسلام احمد وطلب توجيه كافة الاسئلة الى القيادة الوسطى. وقال باغستاني «اعتقد ان احمد في طريقه الان الى بغداد».

وقال باغستاني ان القادة الاميركيين وعدوا بمعاملة احمد باحترام لانه «لم يرتكب اية جرائم». واوضح باغستاني ان الوزير السابق اكد انه يسلم نفسه طوعا «ونأمل في ان تفتح صفحة جديدة.. وننسى الماضي». واكد باغستاني «لقد اخبرنا القادة الاميركيين اننا لسنا مخبرين واننا لا نبيع.. سلطان هاشم الذي يستحق التقدير والاحترام». واضاف ان الاميركيين سيحتجزون الوزير السابق فقط الى حين الانتهاء من استجوابه. وصرح باغستاني للصحافيين «سلطان هاشم ليس مسؤولا عن سقوط بغداد في ايدي القوات التي قادتها الولايات المتحدة في 9 ابريل (نيسان) او عما حدث.. لم يكن (احمد) صانع قرار رغم انه كان وزيرا للدفاع». وشوهد احمد بجانب صدام خلال شريط فيديو قيل انه صور في بغداد في التاسع من ابريل (نيسان) من هذا العام مع اجتياح القوات الاميركية للمدينة وهو يلوح للجماهير في الاعظمية، احدى الضواحي الواقعة، في شمال المدينة. وفي حرب الخليج عام 1991 اختار صدام احمد لرئاسة الوفد العراقي الى محادثات وقف اطلاق النار قرب الحدود مع الكويت. ولكنه كان يعتبر الى حد كبير قائدا صوريا في القوات المسلحة العراقية التي كان يتولى صدام السيطرة الحقيقية عليها. وصرح صبري بوتاني المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني ان افرادا من عشيرة احمد التي مقرها الموصل توجهت الى الحزب الديمقراطي الكردستاني قبل عدة ايام واقترحت عليه التوسط في عملية الاستسلام. وقال بوتاني ان «الحزب ابلغ الاميركيين بالأمر وادت المحادثات الى اتفاق بعدم مضايقة احمد وشطب اسمه من قائمة المطلوبين الـ55». واضاف ان مسؤولين من الحزب وافرادا من عشيرته رافقوا احمد للقاء القادة الاميركيين الليلة قبل الماضية. واوضح ان «وزير الدفاع السابق نقل الى بغداد صباح اليوم (امس) الجمعة». واثارت العملية التي جرى بموجبها تسليم احمد ارتياحا كبيرا لدى مختلف اوساط الشعب العراقي، وخاصة ضباط الجيش السابقين، الذين لاحظوا الاحترام الذي عومل به وزيرهم بالطريقة التي وصفوها بأنها «مشرفة» في تفاوضه مع الجانب الاميركي مقابل تسليم نفسه. وفي حي الضباط جنوب بغداد، لاحظ مراسل «الشرق الاوسط» علامات فخر واعتزاز على وجوه الضباط السابقين الذين اعتبروا ما حدث بانه اعادة اعتبار لهم لان الطرف الاخر اقر بالهيمنة العسكرية العراقية. وقال العميد الركن (صواريخ) نافع الصعب ان سلطان هاشم احمد كان مثالا للانضباط العسكري، وربما كان بعض الاخرين يؤاخذونه على ذلك، وخاصة عندما اشيع انه رفض اطاحة صدام سنة 1991 في اعقاب حرب الخليج، وتسلم السلطة.. كما رفض عرضا اخر للقيام بعمل عسكري ضد صدام، ليس حبا به واخلاصا له، وانما لالتزامه العسكري.

واضاف الضابط العراقي ان المنطقة التي يسكنها، ومعظمها من ضباط الجيش، شعرت بالابتهاج لما فعله أحمد، لانه لم يلق القبض عليه ذليلا، وانما جرت العملية بشكل تفاوضي «مشرف» ووفق شروط «وهذا ما يدعو الى التفاؤل بعودة معظم الجيش العراقي المنحل الى تكويناته او تكوينات الجيش الذي يجري تشكيله الآن».

وباستسلام وزير الدفاع العراقي السابق يصل الى 40 عدد من قتلوا او اعتقلوا من المطلوبين الـ55، كما انه رابع مطلوب يستسلم او يعتقل او يقتل في الموصل. وكان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني وغيره من الاحزاب الكردية العراقية الرئيسية قد قالوا انهم القوا القبض على نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في الموصل الشهر الماضي وسلموه للقوات الاميركية. كما كانت الموصل مسرحا لعملية مداهمة اميركية ضخمة قتل خلالها عدي وقصي نجلا الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في 22 يوليو (تموز) الماضي بعد تلقي معلومات عن مكان وجودهما. ولم تتمكن القوات الاميركية حتى الآن من القاء القبض على صدام حسين رغم عمليات المداهمة التي تشنها في كافة انحاء البلاد لالقاء القبض عليه. وبثت القنوات الفضائية العربية تسجيلات صوتية نسبت للرئيس العراقي المخلوع، واكدت الاستخبارات الاميركية ان تلك التسجيلات على الارجح بصوت صدام حسين.