عودة الموناليزا السومرية سالمة إلى مقرها في بغداد

TT

بغداد ـ رويترز: عاد أمس إلى متحف بغداد تمثال سيدة الوركاء المعروفة بـ«الموناليزا السومرية» سليما باستثناء بقعة على الخد.

ويعتقد ان التمثال وهو من الالبستر وعمره خمسة آلاف عام وكان يتصدر قائمة من 30 قطعة اثرية لا تقدر بثمن نهبت من المتحف في نهاية الحرب واحد من اوائل المنحوتات للوجه البشري ويرجع تاريخه الى نحو 3500 عام قبل الميلاد.

وحتى تعود سيدة الوركاء الى ديارها تكبدت معاناة ما كانت اي سيدة لتتحملها. فتنقلت في الأزقة ودفنت لاسابيع في ساحة خلفية في بغداد قبل انقاذها.

وكان منقذاها شرطي من نيويورك وممثل ادعاء اقتفيا اثر التمثال الذي يشبه القناع حتى وصلا اليه في قبر غير عميق. وقال الكابتن فانس كونير وهو جندي احتياط يعمل ممثلا للادعاء في كوينز في نيويورك «تبدو اكثر اتساخا وهذا طبيعي بعد ما تعرضت له لكنها فيما عدا ذلك في حالة ممتازة».

وامضى كونير وزميله السارجنت ايمانويل جونزاليس شهورا في ملاحقة السيدة المختفية في ازقة بغداد. واختفى التمثال يوم التاسع من ابريل (نيسان) وهو يوم اجتياح القوات الأميركية لوسط بغداد.

وكونير وجونزاليس من افراد الوحدة 812 من الشرطة العسكرية الاميركية المكلفة بتتبع الآثار المسروقة. ويشك الاثنان في ان تصادفهما فرصة مرة اخرى للقيام بعمل بهذا الحجم. وقال كونير «كان هذا اكبر شيء. بمساعدة الشرطة العراقية عثرنا على قطعة من التاريخ».

وقال وزير الثقافة العراقي مفيد الجزائري ان سيدة الوركاء كانت اهم قطعة اثرية عراقية لا تقدر بثمن ما زالت مفقودة وتمت اعادتها. وأضاف ان السلطات تعتقد ان العديد من القطع الاثرية غادرت العراق بالفعل وبيعت لهواة جمع التحف وربما لن تعود ابدا.

وتقدر السلطات ان اكثر من عشرة آلاف قطعة اثرية فقدت من المتحف وتم استعادة نحو 3500 منها بعضها عثر عليه في بريطانيا واميركا وايطاليا والاردن.

واعيد الكثير منها في اطار برنامج عفو شمل مزهرية الوركاء وهي اناء من الحجر الجيري الابيض يرجع تاريخه الى 3200 سنة قبل الميلاد والتي يعتبرها المتحف اهم قطعة اثرية به.

وبعد اشهر من الطرق المسدودة انفرجت مهمة البحث عن التمثال يوم التاسع من سبتمبر (ايلول) الجاري عندما تقدم مراهق الى مركز شرطة محلي ليقول انه يعرف شخصا لديه معلومات عن مكان التمثال.

وقال كونير في مؤتمر صحافي في متحف بغداد حيث يعرض التمثال من جديد «قادنا الصبي الى رجل اكبر سنا ثم الى رجل خبأ الموناليزا في الساحة الخلفية لمنزله الملاصقة لمزرعة». وأضاف «وجدناها ملفوفة في قطعة من النسيخ القطني العادي تحت نحو نصف قدم من التراب في الساحة». ومضى يقول «انها بالطبع لم تسقط فجأة في ايدينا.. كانت هناك تحريات مرهقة».

ولم تجر محاكمة احد في القضية وقالت السلطات ان المشتبه فيهم في المسار الذي قاد الى العثور على التمثال لم يكونوا سوى وسطاء للسارقين الحقيقيين.

ويعتقدون ان السارقين حاولوا دون جدوى بيع التمثال لكن لم يجدوا مشترين له بسبب شهرته.